حكومتنا البنغالية
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 14 إبريل-نيسان 2010 06:12 م

توجه للعمل بنفس الهمة والنشاط المعهودين فيه وزاده قرار تعيينه مديرا عاما و الذي صدر بالإمس رغبة أكثر في المثابرة ، والعمل الدؤوب ، فوصل المكتب قبل الدوام بنصف ساعة ..

وحين وصل إلى مكتبه وجده مفتوحا فاندهش فهو متأكدٌ أنه أغلقه بالأمس ، لكن ربما الفرحة قد جعلته ينسى.. لكن حين دخل إلى المكتب لم يتمكن من الإبقاء على فمه مطبقا ، فقد فغره على مصراعيه وهو يرى أحدهم وقد تربع عليه وآخذ يلتف بكرسيه الدوار يمنةً ويسره فصرخ فيه :

- أيش تسوي هنا ؟؟؟؟ ؟؟ من أنت حتى تدخل مكتبي وتجلس عليه .؟ وقبل أن يواصل طرح الأسئلة توقف الرجل عن الدوران ونظر إليه من فوق إطار النظارات نظرة فيها احتقار وأردف قائلا :

- سويه سويه ... أيس في؟؟ أيس في إنت كلام ؟؟ إنت مافي مخ ؟ ليس إنت صوت عالي ؟ فرد صاحبنا وقد جن جنونه :

- والله مافي مخ .. من فين بايكون في مخ .. وتلفت يمينا وشمالا لعله يجد أحد من موظفيه ليستفسر عما يحدث ... فلم يجدأحد فصرخ :

- يا أخ ... يا بني أدم من أنت وايس جابك ... قصصصدي ايش جابك هنا ...

عوجت لساني الله يعوج راسك ..

أجابه الرجل :

- هبيبي إنت ليس زعلان ؟ ليس انت جرجر كتير .. أنت ايس يبغى .. أنت ليس يجي من موررننج شاوت شاوت ؟ رد صاحبنا وقد تطاير الشرر من عينيه :

- شاوت شاوت ؟؟!! قم ، قم ، قم من مكتبي قبل ما أجي أشوتك لباب اليمن ؟ أنا المدير العام وهذا مكتبي يالله ، يالله ، قم وتوجه إليه وقام بالطبطبة الحادة على جانب كتفه يستحثه للنهوض ..

غضب الرجل وقال:

- أكيد أنت يخزن جات خربان ، جات بارهي ... أنت مدير أنت !!!؟ أنت مافي يسوف أيس مكتوب هنا !! ويشير إلى اللوحة الموضوعة على المكتب سوف حبيبي سوف ..

المدير الكبير ( العام ) مستر كومار .. ثم يشير بسبابتي يديه الإثنتين إلى صدره أنا مستر كومار انا مدير كبير .. إنت أيس يستغل هنا ..؟ طارت ابراج صاحبنا وصرخ :

مدير كبير؟؟؟ .. من مستر حمار اللي حطك مدير يامستر كومار ..

رد كومار :

- والله إنت مسكين إنت يبغى يروه في ستين داهية .. هذا اوامر وزير إنت يقول كلام كله مستاك ..

صرخ صاحبنا :

-حبيبي الوزير عاده أمس يكلمني وانا المدير العام وماقال لي إن سعادتك أنت المدير ..

أجاب كومار:

- سووف حبيبي .. عربي من زمان يجول \" كلام نهار كنسل كلام ليل \" إنت عربي معلوم ؟؟ ضرب صاحبنا كفيه :

- لا انا عربي مافي معلوم أنا من المريخ ؟ ناقص أنت تعلمني عربي ..

تبسم كومار ورد مندهشا :

- والله إنت من مريخ ؟؟ ناس مريخ ميه ميه ؟ ورسم بيد علامة أوكه .. واضاف نفر كله يمشي سيدا مافي كدا كدا ؟ وحرك يده في مسار متعرج يقصد انهم لا يعرفون اللف والدوران ؟ مريخ أنا في سغل سنتين .. نفر كله تمام… رد صاحبنا :

- والله ما مخزن قات بارحي مدعس إلا انت ومانت داري ماهو المريخ .قم يالله مش فاضي لك ومرة ثاني كن اشتري قات سوى ..

رد الرجل:

- مافي مسكلة انا وانت نروح سوا سوا سوق جات ..

رد صاحبنا :

- طيب قم وروح شغلك شكلك فاكر المكان السفارة الهندية .. قوم اجري الحق الدوام السفارة 10 كيلو من هنا ..

أجاب الرجل :

- هبيبي أنا مدير كبير هنا … سووف هازا أمر وزير يخلي مستر كومااااار وأشار لنفسه مدير هنا بدل إنت .. ومد إليه بورقة.

قرأ صاحبنا الورقة وكانت تحتوي قرارا وزاريا يتضمن إعفاءه من منصبه وتعيين السيد كومار بدلا عنه .. صرخ صاحبنا بأعلى صوته ثم أغمي عليه .

وحين افاق ... وجد نفسه أنه مازال في سريره ولم يغادره وأن هذا ليس سوى مجرد كابوس فضيع بعد ان سمع ان رئيس الوزراء هدد اساتذة جامعة صنعاء المضربين باستبدالهم بدكاترة بنغال ..

وبعد أن أفاق من نومه منتصف الليل وغسل وجهه واستعاذ من الشيطان قرر أن يكون أول عملٍ له صباح الغد هو تجديد جواز سفره المنتهي .. فاليمن لم يعد فيها أمان لأحد وعلى كل شخص أن يحزم حقائبه ويبقى على أهبة الإستعداد للسفر في أي لحظة ، ولا يجب إدخار جهد في البحث عن فرص عمل في أي مكان في العالم وعليه أن يقدم سيرته الذاتية لكل السفارات ماعدا الصومال طبعا ، و جزر واق الواق ليس لها سفارة في صنعاء طبعا رغم أن اليمن ربما لديها سفير غير مقيم ( أرزاق !!! رغم إنه مافي واق واق أصلا لكن مافي شي بعيد على وزارة الخارجية ) .

مش مشكلتنا الآن واق الواق ... وماعلينا من الهجرة للجزر فتوتر العلاقات مع قناة الجزيرة جعل السفر شبهة حتى لو كانت الرحلة لجزيرة حنيش ...

المهم كل واحد يخلي نفسه جاهز ومستعد لمغادرة وظيفته الحالية والإرتماء إلى احضان الشارع الدافئة او الهجرة ..

فرئيس وزرائنا هدد باستبدال اساتذة صنعاء المضربين بآخرين بنجال أخذ يحدث نفسه بهذا وهو يقاوم النعاس وتذكر :

أن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية قد هدد المهندسين المضربين في 2007 بآستبدالهم باخرين هنود وكذا هدد وكيل عدن عبد الكريم شائف عمال مواني عدن المضربين باستبدالهم بآخرين هنود ، ولم يبق إلا أن يصعد الرئيس ليهدد نصف الشعب المتبقي باستبداله بشعب صيني ( النصف الأول أصلا تم تهجيره واستبداله بشعب صومالي ) .

حتى الشعب نفسه أصبح لديه عقد الأجنبي ومش بعيد يستوردوا نواب كينيين علشان يقدروا يستحملوا السحب من النخر من قبل أمن مجلس النواب الذي حوله الراعي إلى مجلس الدواب بطريقة سوقه للمجلس أقصد إدارته للمجلس وتهديده للنائب بسحبه من نخره لذا من حق كل دائرة إنتخابية استيراد نائب كيني فالنائب الكيني اعطاه الله بسطة في الجسم والنخر ستساعده على تحمل العمل تحت إدارةاللواء يحي الراعي وتحمل الدلهفة من زملائه المتهمين بالإستيلاء على الأراضي ..

يعني الخلاصة ، الخلاصة قبل النوم ، مافي أحد له مكان في هذه البلاد و (اللي ما يعجبه يشرب من ماء البحر) ..

والشخص الذي يرفض التصديق ويعتقد أن شهادته ومؤهله وخبرته ودرجته الوظيفية قد تشفع له عليه ان يعيد حساباته.. فلم تشفع درجة الدكتوراة لحملتها في اليمن فما بالك بما هو دونها ..

المهم صاحبنا طول الليل وهو يكلم نفسه وخائف فعلا يصحى الصبح ويلاقي المستر كومار على كرسيه جسدا له خوار ..

ومن حقه يخاف ياجماعة فالمسالة لم تكن تأثير ( الرازم ) حق القات ..لكن الرازم حق تصريح مجور ..

وأنتم من حقكم كمان تخافوا ..

فحكومتنا صاحبة توجه جاد في بنغلة الأيدي العاملة ( على وزن يمننة وسعودة ) ، فلقد ضاقت ذرعا بالإضرابات وهي متعودة أن تضرب الناس لا أن يضربوا هم ، وقبل ان يخلد إلى فراشه همس مستر كومار في أذنه وقال له ( سلم على رئيس وزراء مالت يمن وقله إنت مية مية ).