اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تجار محافظة إب تحت وطأة إبتزاز وفساد قيادي حوثي منتحل مدير مكتب الصناعة والتجارة مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025 الحوثيون يجبرون طلاب جامعة صنعاء على تنفيذ عرض عسكري .. صور
لعل أخطر الاجتياحات التي تعرّض لها العالم العربي والإسلامي تحديداً على مرّ العصور والدهور، كان اجتياح المغول التتر له يوم دخلت قواته بتنسيق وترتيب مع الوزير العباسي ابن العلقمي الشيعي الذي خان الخليفة يومها، فكشف عورات وسوءات الجيش العباسي لصالح المغول، فكانت بحق خيانة عظمى تستوجب الإعدام شنقاً في الساحات العامة، لكن ما تتعرض له الشام في هذه الأيام من حملة طائفية وروسية وإيرانية وعلى مدى عقد من الزمان تجاوزت وفاقت ما تعرضت له الشام وبلاد الإسلام يومها على يد المغول..
صحيح أن الاجتياح المغولي للشام كان لوقت طويل امتد من عام 1253 ميلادية إلى 1303 ميلادية حيث موقعة شقحب والتي انكسر فيها عسكر المغول، فكان إيذاناً بنهاية ملكهم وجبروتهم في بلاد الشام، ولكن الأصح أن هذه الاجتياحات لم تكن متواصلة وبشكل يومي كما هي عليه اليوم، وإنما كانت غارات ثلاث أو أربع على مدى هذه السنوات الطويلة، تصدى لها المماليك، وقوى قريبة في القوة والمنعة، فأوقعوا فيهم قتلى وجرحى، فكانت قوى متعادلة في القوة العسكرية والتسليحية، بخلاف معارك اليوم الذي تشارك فيها دول كبرى وصغرى ومليشيات طائفية على مدى يومي ولعقد من الزمان، دون أن تواجه قوة توازيها بالسلاح أو المدد ونحوه، وإنما ما تواجهه شعب أعزل رفض أن يعيش في جلباب عصابة طائفية مجرمة استدعت كل الاحتلالات الأجنبية لقتله وإبادته وتهجيره..
لم يسبق أن قام اجتياح أو غزو بضرب مدن وقرى على مدى أربع وعشرين ساعة وعلى امتداد عقد من الزمان كما يحصل اليوم في الشام، بحيث يقصف الاحتلال قرية أو بلدة ثم يعاود قصفها غدا وبعد غد وعلى امتداد عقد من الزمان، في حين كان المغول يهاجمون المدينة فيغيرون عليها ويخلونها بعد أيام وربما ساعات، أما احتلال اليوم فقد فاق في همجيته وبربريته مغول ذلك الزمان، متسلحاً بصمت وتواطئ العالم كله، وزاد في همجيته وقبحه استخدامه لكل ما تفتق عليه العقل الإجرامي البشري على امتداد قرون فرمى بها في الشام، فكانت أسلحته من أقصى الأسلحة البدائية القرووسطية من استخدام أسلحة اغتيالات جوية ممثلة بأسهم تُلقى من طائرات، إلى براميل متفجرة تحتوي على مخلفات حديدية ومسامير، إلى غاز الكيماوي من أجل كسر إرادة الأحرار والمنتفضين..
لم يصل الحقد المغولي التتري إلى ما وصل إليه الحقد الروسي والإيراني والطائفي من حيث الإيغال في الدماء، والتباهي على رؤوس الأشهاد العالمية، بل وكسب التعاطف أو الصمت العالمي على مجازرهم، أما اللاعبون العالميون اليوم الذين دخلوا في أحلاف دولية ذات عناوين براقة، و في أمم متحدة و في جامعة عربية و في منظمة تعاون إسلامي، فصمتوا صمت القبور، بل و وصل الأمر إلى حد الدعم والتأييد أحياناً، ولم يكن هناك في حالة المغول من فرض فيتو عالمي على منع تزويد الأحرار بالأسلحة كما يحصل اليوم من منع تزويدهم بمضادات جوية.
ولم يكن هناك من ضحك على الذقون فاستمر بمناقشة قانون سيزر ليصوت عليه بعد ثلاث سنوات من مناقشته، بينما طاحونة القتل والإبادة، ومحرقة شواء لحوم السوريين التي أزكمت أنوف الجميع متواصلة، لكن الفارق الأكبر بين غزوات المغول في القديم ومغول العصر الحديث جاءت أخيراً حين بلغت وقاحة مغول العصر بالتبجح وبالمشاركة في قمم عنوانها استعادة مجد الحضارة الإسلامية بعد أن دمروا ثلاث عواصم من تلك الحضارة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما عجز عن فعله الصهاينة أنفسهم؟!
*مقال للكاتب في مدونات الجزيرة