قمة المنامة: رئيس الأركان يؤكد على أهمية الملف اليمني في الأمن الإقليمي مقاومة صنعاء تقيم العرس الجماعي الثاني لـِ 340 عريسا وعروسا بمأرب رئيس المخابرات التركية يصل دمشق في مهمه خاصة جدا .. تفاصيل حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري
مأرب برس ـ خاص
ربما كان من المناسب لوزارة الداخلية فك القيود المفروضة على تغطية الصحافة للحرب في صعدة من بوابة «رازح» حيث تشعر هناك بنشوة الإنجاز..
ويبدو أن الطريق لإيصال الصحافيين الى مديرية « رازح» يحتاج الى السير في محافظات عده حتى يبدو الأمر أشبه بالمباغته لبلدة تكسوها الخضرة رغم ما لحق بها الدمار.
انها الحكمة الأمنية أو لنقل اليقظة التي تختفي خلف النهر في « صعدة» وحينما تريد الظهور برباطة جأش وصرامة تذهب الى غرف النوم لإعتقال الصحافيين.
مالاحظته في رازح حضور باهت للمواطنين وهو مايعني أن النزوح مازال.. وان تدمير طال مباني تقدم المشاهدات دلائل على ان قذائف الجيش طالتها وان المجمع الحكومي في المديرية ربما كان الوحيد الذي تعرض للتفجير من الحوثيين.
وبعد مايزيد عن خمسة أشهر من المواجهات العسكرية وسقوط مئات القتلى والجرحى من الجيش الرسمي و« الحوثيين» يبدو أن مصير (14) مديرية أخرى في صعدة بحاجة الى مزيد من الوقت لتكون قادرة على إيصال باص الصحافة بطريقة آمنه اليها.
غير أن الواضح أن البدء من «رازح» كان يقف وراءه عديد رسائل تريد إيصالها.. لعل
أولاها: ابراز القدرات العسكرية لقوات (العمالقة) التي قدمت من البيضاء و«أبين» نحو مديرية (رازح) حيث كان انصار الحوثي يسيطرون عليها وقد اقاموا فيها النقاط وحفروا الخنادق وباشرو بتعيين المسؤولين فيها من انصارهم الذين يتراوح عددهم بين (400-600) شخص.
وثانيها : فقد كانت الرسالة واضحة للعميد علي محسن الأحمر القائد الميداني في صعدة وبقية المديريات الــ(14) الأخرى،والتعريض به كونه فشل في تحقيق الحسم العسكري.
والملاحظ أن تحقيق الإنجاز والاحتفاء به رسمياً كان يسير معه لهجة تصريحات لقادة عسكريين هناك تدعوا الى القلق وإحتمال فشل مساعي الوساطات والتهدئة.
والواضح أن لجنة الوساطة اليمنية - القطرية التي تقيم في فندق (رحبان) بمدينة صعدة تسير في إتجاه فيما تصريحات قادة عسكريين تسير في إتجاه آخر.
لعل الاستشهاد بتصريحات قائد لواء العمالقة العميد علي ناصر للصحفيين يقدم صورة في هذا الجانب:« سنطارد الإرهابيين في كل مكان، لإنهم ليس لهم عهد ولامواثيق».
هي تصريحات لاتنسجم والوساطة والاتفاق والتهدئة.. وربما الملاحظ أيضاً أن تصريحات مسؤولين حكوميين ووسائل إعلام رسمية توحي بأن التحريض ما زال مستمر وأن هذا الإحتقان الذي يظهر على إفتتاحية صحيفة « الثورة» قد يكون خلفه عود كبريت جاهز للإشتعال وتلك إشارة على انه ما زال للبعض أجندة خاصة به في صعدة.
إن معالم الحرب واضحة في «رازح» ومن هناك يمكن تصور المشهد المأساوي لباقي مديريات صعدة، خاصة إذا ماأخذنا في الحسبان أن مديرية «رازح» لم تشهد طلقة نار واحدة في الحرب في المواجهات السابقة ومن «رازح» نستطيع أن نقرأ رسائل اضافية: أن حرب صعدة كانت على جبهتين .. الأولى في مديرية (رازح) بقيادة العمالقة وفيها كانت الدولة تقاتل بجيشها بعيداً عن الحسابات .. فيما الثانية أن خليط قوات ومتطوعين وشبكات مصالح كانت تهدر الوقت والمال وكان زمام التحكم عليها يبدو صعباً على الدولة، وقد كانت تقاتل في الاولى بجبهة موحدة وفي الثانية بجبهات مفككة.
لقد تاهت الخطوات في صعدة .. وضاعت العلامات المرشدة الى الخروج من نفق الحرب المظلم .. وماتبقى جروح تتناثر في الأمكنة والجبال، وترميمها يحتاج اولاً لنشر التسامح وإشاعة التصالح بدلاً من الاستمرار في السير في الطريق الخطأ.
والنتيجة إن إنهاء الحرب في صعدة يعني معالجة الأسباب التي أدت اليها، وان حقن نزيف الدم الذي سال في كل سهل وجبل يعني محاسبة من كانوا سبباً في إشعالها ولوحفاظاً عن بقايا كرامة الدولة التي لاحقتها الإهانات في صعدة.