أن تتفنن في قولبة مشاكل الحياة على نسق حلقات درامية وكوميدية متسقة وروح الموضوع محل البحث تعالج فيه مشكلات وتعقيدات المجتمع وتضع لبنات أساس لغرس القيم والأخلاق في المجتمع تعزز فيه جميل القيم والأخلاق وتدحض فيه سيئها بأسلوب الدراما الساحرة تكون قد ساهمت حقاً في مشروع نهضة الأمة وحجزت طريقا آمنا للأسرة والمجتمع .. على أن الدراما التى تعرض اليوم -غالباً- تهدد أمان الأسرة وتزيد من مشاكل وتعقيدات المجتمع الأسرية وهي بذلك تطرح موضوع الفن البديل الذي جاء كثورة على الفن الهابط الذي اقتحم خصوصيات الأسرة والمجتمع فساهم بلا شك في إذكاء ترهات دخيلة على المجتمع سلقت منه أخلاقه وقيمه ,ومادتهم المفضلة في الولوج لاقتحام الخصوصيات هي المرأة باعتبارها – من وجهة نظرهم على الأقل - عنصر الإثارة للدراما , وفي الغالب يرسم لها المخرج ومساعده والمؤلف للأسف الأدوار التي تدغدغ المشاعر وتحرك العواطف ويحلو لهم هنا المبالغة ويمكن ان تقرا على أنها معالجة درامية وحسب, وعليه فان مهمة كبيرة تنتظر الفن البديل خاصة فيما يتعلق بالمرآة وهو تحدي كبير بحجم مكانتها وقيمتها في الإسلام وتتمثل في رسم الصورة الحقيقية للمرآة بعيدا عن النمطية التي رسمتها الدراما الهابطة , ولا ننسى بعض الأعمال الدرامية المحدودة التي قدرت المرآة وأعطتها كرامتها وتلك الأعمال المشكورة التي راعت خصوصيات المجتمع وحفرت القيم والأخلاق في جيل الأمة .

وبرز فهد القرني بما وهبه الله من ملكة التمثيل واحداً من رواد الفن البديل ينتصر للمجتمع ولقيمه وأخلاقه ,وساعده في ذلك خلفيته الثقافية التي تربى عليها وتمرس في تشربها من المحاضن التربوية للحركة الإسلامية التي طالما طرحت المشروع النهضوي الحضاري وتسعى جاهدة إليه بإذن الله .. ولاقت أعمال فهد القرني قبولا واسعا لدى شريحة واسعة من المجتمع اليمني وبالأخص تلك الأعمال التي قارعت الفساد والمفسدين وسخرت من الظالمين والمتكبرين وانتصر في كثير من الأعمال للناس وقبلها إسقاط الواجب الذي تربى عليه فهد القرني وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. والجميل ان المبدع فهد القرني قد توج باكورة أعماله الإبداعية الفنية بدراما همي همك هي فكرته ومن تأليفه لخص فيها الكثير من المشاكل الاجتماعية والسياسية المعقدة وقد حاول المؤلف والمخرج ان يبرزوا قيم المجتمع الأصيلة التي نفخر بها بعيداً عن العصبية والقبلية العمياء والتصرفات الهوجاء والعادات المغلوطة ولا ننسى هنا الدور المثالي للمرأة في دراما همي همك(3,2,1) وسعى لذلك بلا شك المؤلف والمخرج وهو دور يجسد الفن البديل بحق ويظهر المرآة في سياق ممارستها الطبيعية التي يجب ان تكون في المجتمع ومدى مساهمتها في بناءه , كما يظهر نوعية الاهتمامات لدى طاقم العمل الفني في همي همك (3,2,1) باعتبار رقي الأهداف المرجوة من العمل الفني ومعها كذلك رقي نوعية الوسائل المحققة لتلك الأهداف .. فالغاية لا تبرر الوسيلة , وازعم ان عمل همي همك قد انتهت كتابته القصصية في همي همك 3 اما همي همك 4 فهو العاب درامية هامشية لا تمت للكتابة القصصية بصلة ولذلك فان همي همك 4 هش الفائدة مهلهل الهدف يحوم في دائرة مفرغة جمع كثير من التناقضات , فزميقة تتصرف أحيانا أنها غبية حتى النخاع وأحيانا عالية الذكاء الفطري فضلاً عن التناقضات التي رسمت صورة غير طبيعية لقيم المرآة اليمنية وبالأخص وهي تزور بلد غير بلدها والتي من الطبيعي ان تقدم أفضل ما لديها عندما يطلب منها ذلك او عندما تحاكي الآخر كما ان كسر العادات والتقاليد لدى بدوي فقير يعيش عيش الكفاف لم يجد بداً من الافتتان المتبادل بالمعلمة فتون صاحبة القهوة وبالغ المخرج هنا على طريقة الفن الهابط في لعب دور المعلمة فتون وبهذا يكون المسلسل قد فقد رونقه الخاص وبريقه المميز وهي ذاتها مميزاته السابقة المتمثلة في همي همك (3,2,1) .

وازعم أن مسلسل همي همك 4 قد فقد الثقة الكبيرة التي نالها خلال همي همك (3,2,1) فالانفتاح الزائد غير المبرر لعب دورا كبيرا في ذلك كما انه يدق مسماراً صلباً في أهلية فهد القرني التربوية وفقدانه لشخصيته ولمساته في المسلسل او انه يجسد مدى الانهزام الأخلاقي الدرامي لدى فهد القرني وفريق العمل فالانغماس في محيط بيئة الدراما المصرية أنستهم بيئتهم اليمنية كما أنستهم مميزات مسلسل همي همك في السنوات السابقة كما ان فهد القرني الذي جاء الى الدراما التلفزيونية بناءً على فتوى الدكتور يوسف القرضاوي يكون قد نسي تماماً هذه الفتوى او انه لعب عليها وتسلق على جنباتها فما لبث أن طار بعيدا عن محيط الفتوى .. وهكذا تجرؤوا على حدود الله ,

فهد القرني \\\"المؤلف\\\" في همي همك4 نسي انه يرسم القدوة في التمثيل وتناسى خلفيته الثقافية وتجاهل أمته ورسالته ونهضة الأمة ورفعتها , وأساء لتاريخه ولأعماله ولجمهوره ولأمته ,, نتمنى أن يفهم فهد القرني جمهوره ورسالة الفن الراقي .. فالتغيير للأفضل يا فهد .