هولاكو القرن الواحد والعشرين
بقلم/ د. عبدالعزيز سمران
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 16 يوماً
الجمعة 16 مارس - آذار 2012 07:03 م

نعم هاهو التاريخ يعيد نفسه، هانا نحن نشاهد هولاكو القرن الواحد والعشرين، هولاكو هذا ليس بقائد عسكري أو بطل مغوار كتبت الأساطير سيرته، بل هو طبيب عيون تعلم ألا يؤذي مرضاه في أرقى الجامعات العالمية في بريطانيا، هولاكو سوريا يبيد شعبه بآله حربية يبيد فيها الأخضر واليابس لمجرد أنهم قالوا له إرحل. إبادة شاملة للسنة في سوريا من قبل نظام علوي فاسد دمر البلد ومقوماته وانتهك الأعراض وقتل الأطفال والنساء الذين لا ذنب لهم إلا أن أهاليهم خرجوا يطالبون بالتغيير. الصحف الأوربية تصفه بالجزار الطبيب. آخر مجازرة الوحشية كانت قبل أيام عندما قام أزلام النظام بقتل 26 طفل و21 امرأة بصورة وحشية في منزل واحد على شكل اعدام جماعي تقشعر له الأبدان.

ما يفعله العلويون بإخواننا السنة لم يعد مجرد خلاف على من يتولى السلطة بل هو امتداد لخلاف عقدي قديم يرى العلويون في السنة أنهم نواصب يجب مقاتلتهم وسلب أموالهم. ففي أحد كتبهم المسمى بالأنوار النعمانية لمؤلفه نعمة الله الجزائري يسمون أهل السنة جميعا بالنواصب، ثم يقولون في أحكام النواصب ( أهل السنة ) : \" وأما الناصبي فأنه نجس ، وأنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم \". هذا الخلاف اضافةً إلى مايثيرونه بين الشيعه في سوريا بأن السنه لو تولوا الحكم فسيبيدونهم بلا رحمه وسيهجرون المسيحيين إلى لبنان، أدى إلى شن فرق الشبيحه والجيش أعتى هجوم على ساكني المدن السورية، وخصوصاً أهلنا في حمص التي أسماها أحدهم ستالينغراد سوريا والتي نسأل من الله عز وجل أن تكون مقبرة لهذا النظام الفاسد. اشتركت الشيعه العلويه مع الشيعه الصفوية الإيرانية (15 ألف من فيلق القدس) مع انصار حزب اللات (بالرغم من أن هناك جزء من الشيعه والمسيحيين الى جانب إخواننا من السنة يطالبون بالتغيير) في قتل إخواننا في سوريا. مجزرة جديدة في حق الشعب السوري يذهب ضحيتها الآلاف كجزء ثاني من المجزرة الدموية التي تمت في عام 1982 ضد الإخوان المسلمين في حماه، مع الفارق أن ما حدث في عام 1982 لم يتم تغطيته اعلامياً كما هو اليوم وإلا لشاهدنا مشاهد تقشعر منها الأبدان. النظام الإيراني يخشى من زوال الحليف السوري وامتداده الى لبنان ممثلاً بحزب اللات (إضافة إلى الحليف الأول المالكي في العراق)، لذا فهو يستميت في دعم النظام العلوي لوجستياً من خلال السلاح والمال، وأفراداً من فيلق القدس الذين قتلوا السنة في العراق، وهاهو يكمل المهمة في سوريا. وكل ذلك يتم على مرأى مسمع من العالم (وخصوصاً العالم الإسلامي) دون أن يحرك ساكناً لمجرد أن الفيتو الروسي والصيني تحرك ضد أي قانون يعاقب الجانب السوري.

الأخوة في سوريا ليسوا بحاجة إلى رجال فهم الرجال الذين وصفهم عليه السلام في الأحاديث الكثيره بقوله: عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام!قالوا: يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال: ( تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام).

وعن عبد الله بن حوالة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستجدون أجناداً ، جنداً بالشام ، وجنداً بالعراق ، وجندا ًباليمن قال عبد الله: فقمت فقلت: خِرْ لي يا رسول الله ! فقال: (عليكم بالشام ، فمن أبى فليلحق بيمنه، و ليستق من غدره، فإن الله عز و جل تكفل لي بالشام و أهله (قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث يقول: ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه.

الشام بحاجة إلى الدعم المالي واللوجستي، فالكثير من إخواننا أصبحوا بلا مأوى، مشردين في الحدود السورية التركية والأردنية واللبنانية. الكثير منهم بلا كهرباء وبلا ماء وبلا دفاء في درجة حرارة تصل إلى عدة درجات تحت الصفر. كما أن جيشها الحر لا ينقصه الرجال بقدر ما ينقصه من العتاد. هل إيران أفضل منا يا أمة الإسلام؟ أين المليارات التي تنفق على السلاح والعتاد العسكري في الدول الإسلامية، ألا نستطيع إرسال ولو جزء يسير منها إليهم عبر الحدود التركية مثلاً، أم انه الخور والغثائية التي أصابت المسلمين (غثاء كغثاء السيل)، فهل من مغيث يا أمة الإسلام أم انها صيحة في واد؟ أخيراً لابد من إقامة مؤتمر إسلامي نصرةً لإخواننا في سوريا، وعلى جميع دول العالم الإسلامي النهوض بواجبها تجاههم، وإلا فوالله إن الله لسائلنا عما صنعنا من أجلهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:\" ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته\".