في بلدي .. رشح او لا ترشح فأنت خائن
بقلم/ ابراهيم سيلان العبيدي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 21 فبراير-شباط 2012 03:26 م

جئت ، لا أعلم من أين ، ولكنّي أتيت : ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت : وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت : كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟ : لست أدري! ابيات للشاعر ايليا ابو ماضي تمثل اليوم لسان حال احزاب اللقاء المشترك و السلطة معا ، فالضغوط الخارجية تظل هي الحاسمة في اي تسوية في اليمن ،فالمواقف تبدلت بصورة كليه , و فرقاء الأمس صاروا شركاء اليوم , وحينما كنا ننادي بإسقاط النظام كاملا دون استثناءات او ضمانات او حصانات , لم يكن موقف الأغلبية الشعبية ضد شخص الرئيس بقدر ما كان ضد نظام بأكمله , ولكن الذي جرى فعلا هو اسقاط الرئيس كشخص وبقي نظامه كاملا وبحصانة مطلقة , وما نساق اليه اليوم من حمله انتخابية ورئاسية ما هي في حقيقة الأمر إلا صفقه سياسيه وصفعة شعبية قوية, انتخاب هادي مقابل السلم والأمان وتنازل علي صالح كليا عن مقاليد الحكم , وإفراز التغييرات القيادية العسكريه والأمنية مستقبلا شريطة بند الانتخابات وتحقيقها كليا .

إننا لم نتمكن يوماً من إبداء الرأي أو المشاركة في صياغة قرار الحل السياسي القائم والممثل في نقل السلطة إلى النائب ، فهو أمر فرضته قوى الهيمنة الداخلية والخارجية ، إننا لسنا ضد الانتخابات ، ولكننا ضد إقحام الشعب في محاولة عبثية لإضفاء شرعية شعبية على لعبة سياسية ، تقع مسؤولية نتائجها على تلك الاحزاب ، فهي من وقع المبادرة في الرياض دون استفتاء ، وهي من اعطى الحصانة بالرغم من الرفض والمعارضة الشعبية الواضحة ، وهي من ألغى حقاً دستورياً في الترشيح والمنافسة .

إن المقاطعة والمشاركة حق مكفول لكل مواطن يمني لكن ما ليس مقبولا ولا مكفولا هو فرض المشاركة أو المقاطعة بالقوة ، ومثلما لا يجوز تزوير إرادة المقاطعة فإن أي تزوير لعملية المشاركة سيكون مرفوضا من قبل كل شركاء الحياة السياسية مشاركين كانوا أو مقاطعين .

اننا لن نشارك في الانتخابات فعدم المشاركة لا يعطل المسار السياسي ، ولكنه مع ذلك يضمن بقاء المسار الثوري ، بوصفه كابح وطني ورقيب شعبي على الأداء الرسمي والحكومي خلال الفترة المقبلة . فعدم المشاركة

يهدف إلى إيصال رسالة واضحة للساسة في الداخل والخارج ، بحدوث تغيير حقيقي في الوعي المجتمعي لا يقبل معه لغة الابتزاز و الاستغفال.

و في المقابل فأننا لا نستطيع ان نخون تلك الاحزاب او ان نخون كل من يشارك في الانتخابات فعندما تكون جميع الخيارات سيئة علينا أن نقبل بالأقل سوءاً لاسيما حينما يتعلق الأمر بمعناه الناس ، كفى مزايدة باسم الشهداء ، فالشهداء لا ينتظرون منا البكاء عليهم ولا المزايدة باسمهم ، ينتظرون عملا نقدمه ليحيا أبناء وطنهم برخاء و تذكروا أن هذه هي البداية وأن المرحلة القادمة تحتاج من الجهد و الوسائل أكثر من المرحلة السابقة ( عاد المراحل طوال ) .

علينا جميعا تقبل فكرة الآخر والتعامل معها بكل شفافية و تقدير و أن نتذكر دائماً أن الصوت الأخر وإن رأيناه نشازاً هو الدليل الوحيد على صحة المجتمع وضمان حقيقي لمسار الديمقراطية والدولة المدنية القادمة .