آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

حكومة إسقاط الواجب
بقلم/ طه حسين بافضل
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الخميس 08 ديسمبر-كانون الأول 2011 07:16 م

ولادة الحكومة الانتقالية، ستكون ولادة غير طبيعية، لعدة أسباب، أهمها: أن تخرج حقائبها بخيار غير خيار الشعب الذي ثار في الساحات، وإنما بخيار من قوّض الثورة وحولها إلى أزمة، أو ثوراً يمكن أن يذبح فيما بعد لتتسامح النفوس وتتصالح حتى يعود الوضع سيرته الأولى!! لقد أُحكم الخناق على مصير المطالب الشبابية التي ثاروا من أجلها، ووضعت في زاوية المجلس الوطني للثورة المتحدث الرسمي عن الساحات والميادين!

تأتي هذه الحكومة من رحم وفاق طرفين؛ حزب حاكم أفلس منذ فترة حكمه أن ينقل اليمن إلى حالة من الرخاء والاستقرار والإسراع بعجلة التنمية، ومن معارضة ساهمت بشكل أو بآخر في تثبيت حكم هذا الحزب من خلال عملية انتخابية يعلمون هم قبل غيرهم بفسادها وإلتوائها .

دعونا نحسن الظن بالطرفين، ولنقل أن ولادة الحكومة ستكون منعطفاً تاريخياً في مسيرة التحرك الثوري الذي تشهده اليمن.. فما بال هذه الأسماء التي تتسرب هنا وهناك، لتؤكد مدى الاحتقان المترسخ في نفوس الطرفين وكأن الساحة اليمنية خلت من أسماء بعيدة كل البعد عن عفونة التاريخ، ومواطن الشبه، وميادين التلصص بأموال ومقدرات الشعب.

المؤسف له، أن هذه الحكومة وما فيها من أسماء، ستخرج للعلن اليوم أو غداً، مع استمرار لحالة التراشق ليس بالعبارات والخطابات، ولكن بالقاذفات والرصاص في تعز وصنعاء أيضاً، هذا الوضع القابل للاستمرار يؤكد على شكلية هذه الحكومة، واعتبارها مجرد تمرير لبنود المبادرة الخليجية، وإلزام الأطراف بطريقة الحل مع بقاء مواطن الخلل ومنابع التوتر قائمة دون حل، وقد يكون الباب مفتوحاً لاستقالة رئيس الحكومة باسندوه فيما بعد، خصوصاً مع تهديده السابق بأنه لن يكون في حكومة مع وجود الإخلالات الأمنية والثكنات العسكرية في تعز، فما باله بما يحدث وسيحدث في صنعاء ؟!

حكومة باسندوة ما هي إلا حكومة إسقاط واجب، يحلم أصحابها الوصول باليمن إلى حالة من الاستقرار والهدوء، ليتم التفرغ _كما يزعمون_ للمستقبل وحل القضايا العالقة، مع وجود مواطن الخلل ومعززات التوتر قائمة، فأطراف النزاع الأساسية لم تهدأ نفوسها بعد، آثار المكايدات ومحاولات الانقضاض على الآخر وإنهائه، مازالت قائمة، وثوران نار الثأر إذا اضطرمت أوارها لا تخمد إلا بمساع من العيار الثقيل، ولكن المساعي هذه الأيام ليست بالمستوى المطلوب.

الأفق لا يحمل جديداً، فمحاولات التشكيك في إلتزام كل طرف بالمبادرة الخليجية، والتشكيك في صدق نوايا كل منهما ستظل هي العلامة الأبرز في مسيرة التحول نحو حلحلة الإشكالات القائمة، مالم يتجه الجميع نحو الإجماع الوطني بضرورة وضع المصلحة الوطنية في المحل الأعلى من اهتمام ليس كل حزب فحسب، بل كل فرد يهمه أمر بلده، لن ينفع بعد أن ينهار البلد أن يتلاوم الجميع، ويلقي كل طرف بالتبعة على الآخر.

العجيب أن من يحاول خرق الهدنة أياً كان اسمه واسم قبيلته وحزبه، يعتقد أنه من الممكن الضحك على ذقون المحللين والمراقبين والمتابعين عن كثب لكل ما يعتمل في الساحة فنحن الآن في عصر التقنيات المتطورة وليس في عصر الستينات حيث لا فضائيات ولا إنترنت ولا كثرة صحف. ما يزال البعض يعيش هوس الخداع للآخرين بأساليب يفهمها الصغير قبل الكبير، فما أحوج الشعب اليمني أن يحترم عقله من يتصارع على مراكز النفوذ وحقائب الوزارات!!