توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز تخرج عن صمتها وتوجه دعوة للحكومة والمجلس الرئاسي
لن يستطيع أحد ان ينكر وجود اللقاء المشترك الحتمي في هذه الثورة اليمنية وسيطرتهم على القرار الثوري دون منازع وكأن هذه الثورة وليد شرعي لهم أنجب بعد تعسر دام 33 عام قضاها المشترك في أحضان النظام! الذي كان يعبث بكل شيء وسط سكوت مروع لهم وكأن ما كان يحدث أمام أعينهم وبشراكة من قبل البعض لم يكن كافياً أن يشعلوا ثورة تهز الوطن العربي والعالم ويصبح اللقاء المشترك ملهم للثورات العربية.
أتسأل أحايين كثيرة: ألم يكن القضاء على المشروع الوحدوي وشن حرب قذرة على أرض الجنوب في صيف 94 وكذلك تصفية الشخصيات الوحدوية ولوطنية آنذاك كافياً لأن ينال اللقاء المشترك شرف ملهم الثورات العربية ضد الأنظمة؟ وكذلك الحروب الست التي شنها النظام ضد صعدة وكل الشهداء الذي راحوا في الجنوب وفي صعدة وغيرها, أيعقل أن كل ذلك لم يمثل لهم سبب في الانقلاب على ذلك النظام ومقاطعة مقاطعة نهاية؟ أم أن أحاسيسهم وإحساس الجميع كان متبلدًا في تلك الفترات! وما حصل في تونس حرك كل تلك الأحاسيس الميتة ووجد «المشترك» وغيره الفرصة سانحة لهم للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه مع النظام الأجدر بالسخرية عن غيرة في العالم.
الأغرب في الأمر ان الكثير من تلك الأحزاب ما زالت تسير في المجهول غير آبه لما يدور حولها ويبدوا ان النظام عمل طوال الأعوام الماضية على قتل كل الأحاسيس فيهم وجعلهم صورة أشبه به ، والدليل على ذلك هو استمرارهم في التحاور مع النظام ومع دول الجوار لإعطاء النظام السابق مشروعية في البقاء..، ومن جهة أخرى ينصبون أنفسهم قياديين للثورة في اليمن بعد أن حاولوا خلال الستة الأشهر الماضية تضيع شباب الثورة وتعليهم ثقافة الحوار، ويبدوا أن لم يستوعبوا بعد أن شباب الثورة الفعلين قد تعلموا خلال الستة الأشهر ما لم يتعلمه اللقاء المشترك خلال 33 عام وأكثر كل ما تعلموه هو فن السياسية وأساليبها فقط.
لجنة الحوار الوطني تحاور الرئيس والمجلس الوطني يقود الثورة ويحاور الثوار أي منطق يقبل هذا أيها الساسة الأجلاء ؟ يمكنني ان اعترف بالمجلس الوطني كحقيقة لانتهاء عمل لجنة الحوار ، وهنا يمكنني أيضاً أن نتفاءل بالخطوة الكبيرة التي أقدم عليها الأخوة، أما إذا تحققت الازدواجية المثلى في عملية الحوار في المجلسين ومن جهة قيادة للثورة فأن الأمر هنا يستدعي القلق من هذا التحرك ، الذي يطرح تساؤلات كثيره لن أجد لها إجابات في الوقت الراهن..!
أستوقف هنا عن كل ما قيل سابقاً وأرسل رسالة شكر لرجالات وقادت اللقاء المشترك لحفاظهم على أرواحنا طوال الفترة السابقة ووقف نزف المزيد من الدماء نتيجة جهودهم في المشاورات والحوارات وغيرها وتخطيطهم المسبق لذلك كما يقول البعض في حال استمرت الثورة كما كانت في البداية ، ونشكرهم أيضاً على وصولنا إلى الحال الذي نحن فيه ، نشكرهم على القضاء على أحلامنا في بناء اليمن الجديد الذي رسمه الشهداء بدمائهم ، شكراً لهم للممارسة فعل الانفصال والسعي نحو فك ارتباط جنوب الوطن وذلك لإصرارهم على ممارسة ما كان يمارسه نظام علي صالح ، بعد أن كان شباب الثورة قد جمع الجميع في ثورة ضد نظام واحد .
إن الاعتراف بالمجلس الوطني وقيادة المشترك لثورة اليمنية يعد تنازل رسمي وواضح من الثوار بأن ما يحصل في اليمن ليس ثورة وإنما "أزمة سياسية بين طرفين " او كما يسميها البعض " نصف ثورة " وهذا ما لا أعتقد أن شباب الثورة الحقيقيين سيسمحون به .
في حالة سمح شباب الثورة بما يعمله المشترك فأن ما يحصل يعد خيانة مشروعة تسمح للقاء المشترك ممارسة ما يحلوا له ، وخصوصاً في النص الذي يقول " المشترك قادة للثورة" فأن هذا التنصيب يمنح المشترك المشروعية في اي فعل يقوم فيه ، وبهذه الحالة لا يستطيع احد ان يعارض أفعال وأوامر اللقاء في حالة الرفض فأن الأمر سيكون له أحاديث أخرى .
عقب تشكيل المجلس الوطني كثرة الأحاديث عن الطريقة الني أعلن بها المجلس نفسه وفقدانه للرؤية الصريحة التي يحملها وعدم استفادته من أخطاء المجلس الانتقالي أذا أعتبر البعض ان شخصيتين في المجلس الرئاسي لم تكن على دراية بتمثيلها ، الخطاء نفسه وقع في المجلس ورينا بعد إعلان المجلس تلك الشخصيات التي ورد أسمها ضمن قائمة المجلس تنفي انتماءها للمكون والطريقة التي شكل المجلس بها .
يمكنني القول الآن إذا صدقت الشخصيات التي أعلنت استقالتها من المجلس واعترافها أنها لم تبلغ أنها ستكون ضمن قائمة المجلس الوطني ، فالقول سيطرح نفسه هنا أن ما حدث مجرد لعب لا أكثر ومجرد توسع لأحزاب اللقاء المشترك وهو ما صرح به الدكتور ياسين سعيد نعمان انه مجرد ائتلاف سياسي ،كذلك ما صرح به عبدالوهاب الآنسي بأن المجلس مجرد كيان سياسي موسع ، فإذا كان كذلك أيها الساسة فلماذا تريدون تنصيب أنفسكم قادة حقيقين لهذه الثورة ؟ ولماذا أيضا في هذا الوقت بالذات ؟ هل حقاً قضيتم على الفعل الثوري إذا ما اعتبرنا أن العقلية السياسية وسياستكم لن تقودنا لحل ثوري يرضي الجميع ؟..!
رحب شباب الثورة بهذه الخطوة الجبارة التي قام بها المشترك وبذلهم ذلك الجهد الكبير في تجميع القوى ولكن كمكون سياسي لا يقود الفعل الثوري ، وكلنا حقيقة باركنا هذه الخطوة في انتظار ما سيفعله هذا المجلس في الأيام القادمة وبما سيقدمه للوطن ليحسب ضمن رصيدهم النضالي ، فأن حقاً أقدموا بتجمعهم السياسي على فعل ثوري ، فأنني سأكون أول الشاهدين بعظمتهم وقدرتهم الحقيقة على فعل ما عجز عن فعله الشباب وعجزت عنه كل القوى المستقلة ، وسأعلن ايضاً أيماني الكامل الذي لا يخالطه أدنى شك وسأشهد العالم حينها إنني تخليت عن استقلاليتي بكل شي والدخل فوراً ضمن " تكتل أحزاب اللقاء المشترك" وأيضاً سأكفر بكل التيارات والانتماءات لأكتفي بتمجيد انتماءي الحزبي الجديد الذي سأكون فخوراً كثيراً فيه واعمل على الدفاع عنه بكل ما وآتيت من قوة تجاه من يشكك أو ينقص من شأنه .
على المشترك أن يؤمن ان الثورة ليست "المنصة "التي من خلالها يوجه خطابة السياسي وفعالياته التي لا ترقى ان تكون لسان حال هذه الثورة ، وعليهم بسرعة استدعاء عناصرهم أو توقيفهم عن ما يمارسونه تجاه الثورة اليمنية ، وعلى الشباب ايضاً أيجاد البديل لذلك، فتسميتهم "للجمع" تثبت أنهم مفلسين وعن أخر جمعهم التي اسموها بجمعة التأييد للمجلس الوطني وتلك الشعارات التي سمعها الجميع لم تكن معبره سوأ عن قوى المشترك فلماذا يفرض المشترك كل ما يريده في ساحة التغيير بصنعاء ورفعة بعض الشعارات في عدة محافظات ليثبت ان الثورة تأييد مجلسه الوطني ،ولماذا لم يكلف نفسه للنزول فعلياً لمشاورة الناس بدلاً من اقدامه على تلك الأمور التي لا أعتقد أنها كافيه لتحقق رضاهم الذاتي، كي نفرض انها ستحقق رضى البقية !
«قفلـــــه»
مع مرور الأيام سيكشف الحجاب عن كل شيء، وسيظهر اللقاء المشترك كقائد حتمي لهذه الثورة أو عكس ذلك تماماً ، وقتها لن نكتفي بعض الأنامل اذا ما حدد الثوار الآن موقفهم مما يحصل خارج ساحات التغيير وليس فقط داخلها ..