جولة ساخنة في أبطال أوروبا.. برشلونة يقترب من التأهل وسقوط جديد لمان سيتي أردوغان ينجح في التوسط والوصول لاتفاق تاريخي بين دولتين الأول بالتاريخ... فوز ترمب يساعد ماسك على تحقيق ثروة تتخطى 400 مليار دولار دعوات دولية لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تصاعد الأزمة قرار بغالبية ساحقة.. الجمعية العامة تدعو لوقف فوري للنار بغزة بوتين يعلن إطلاق تحالف دولي في الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع دول مجموعة بريكس إسرائيل تضرب مواقع عسكرية سورية في اللاذقية وطرطوس لليوم الرابع على التوالي من مرسى نيوم إلى حديقة الملك سلمان... مناطق مشجعين خيالية إردوغان يعلن عن اتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة
" خاص - مأرب برس "
التجربة الديمقراطية الوليدة في بلادنا تتأرجح بين التقدم والتراجع ، متقلبة .. متشنجة .. غير مستقره ، من الصعب تقييمها أو حتى متابعة أخبارها ومجرياتها ، وكل يوم هي في شأن. هي تجربة مسلية أحيانا ، وأحيانا هي ملله.. انها تجربة من نوع فريد في العالم لا يحسدنا عليها احد ولا نستطيع ان نتفاخر بها أو نزايد بها على الآخرين .
إن الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والمحلية المنتظرة وضعت التجربة في زاوية حرجة جدا ، وكشفت بما لم يكن في الحسبان من جهة أن هذه التجربة ليست وليدة فحسب بل لا زالت جنينا لم يكتمل نموه بعد .. فالمؤتمر الشعبي العام ( الحزب الحاكم ) تعاطى بأسلوب متوتر جدا مع فكرة ترشيح أو عدم ترشيح الأخ علي عبدالله صالح مما افقده الاتزان والمسؤولية في الحوار والمناقشة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسبة والطريقة المناسبة ، فقد أظهر جراءة غير متوقعة بأنه لا يستطيع الاستمرار بدون الرئيس صالح .
أما أحزاب اللقاء المشترك ( المعارضة ) أقامت الدنيا ولم تقعدها ، وأصرت بعناد وكبريا تحسد عليهما بأن تمرر برنامجها للإصلاح الشامل على أجندة الانتخابات ، إلا أنها كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي تكشفت مواقفها المجسدة لواقعها الفعلي ، المتمثل في إستراتيجية اللعب في منطقة الوسط .. فهي لا تريد أن تتقدم لتثبت قدرتها على تسجيل أهدافا ولا تريد أن تتراجع فتظهر لقواعدها عجزها عن المنافسة ، لذلك لجأت كما يبدو لوسائل شتى لحفظ ماء الوجه والهروب من المواجهة التي كادت تكون حتمية فقبلت بوثيقة مبادئ! بدلا عن برنامج الإصلاح ، وتكتمت على مرشحها للانتخابات الرئاسية بشكل يبعث على الشفقة ، وانتهى بها الأمر – حسب ما تنقلت وسائل الإعلام- باختيار الأخ فيصل بن شملان كمرشحا لها.
الصورة اكتملت ملامحها وبدت واضحة ، فالمعارضة – اللقاء المشترك- ستظل كما هي(معارضة ناعمة) مهما صالت او جالت لن تغير شيئا في الواقع ولن تستطيع تقديم نفسها بديلا أفضل من الموجود بوضعها الحالي وإستراتيجيتها المعهودة ، أما السلطة الحاكمة – المؤتمر الشعبي العام – ستظل هي الأخرى كما هي( سلطة متوترة) إزاء مطالب الإصلاح والتغيير ومبدءا التداول السلمي للسلطة .
الأجانب سبقونا في فهم هذه الصورة ..
أن هذه الصورة الفعلية لتجربتنا فهمها الآجانب وعرفوها قبل ان نفهمها نحن وبما يكشف خطاء اعتقاد السلطة أنها استطاعت أقناع الأمريكان والأوربيين أن التجربة الديمقراطية في اليمن ناجحة ونموذج يحتذي به في المنطقة ، وكما تكشف خطاء اعتقاد المعارضة كذلك بأنها أقنعتهم بأن العقبة الوحيدة أمام نجاح التجربة هو حزب السلطة ( المؤتمر الشعبي العام ) وليس قوى المعارضة. غير أن حقيقة الآمر أن الأجانب وخاصة الأمريكان والأوروبيين عارفين بهشاشة التجربة.
- الناشطة الأمريكية روبن مادريد تقيّم تجربتنا في معرض تعليقا لها على مقالة لي بقولها " أن المشكلة في اليمن هي أن السلطة تريد ديمقراطية على المقاس والمعارضة تريد أن تمارس معارضة ناعمة وعلى استحياء " ، وتردف بالقول " أنها تحاول أن توفق بين المتناقضين حرصا على مهمتها في دعم الديمقراطية في اليمن ".
- السفير البريطاني في صنعاء سابقا يقول وفقا لأحد الكتّاب " انه يكتب تقريره في صنعاء مساء ليرسله صباحا إلى وزارة الخارجية في لندن ، لكنه يتفا جاء بتقلب المواقف والمسارات السياسية صباحا عما كانت عنه بالأمس فيضطر إلى تمزيق تقريره والشروع بتقرير آخرا ".ولعله أنهى فترة عمله في صنعاء دون أن يرسل تقريرا مكتملا .
مجمل القول ، وبكل أسف هذه هي الصورة الحقيقية للديمقراطية لدينا ، ونحن المسئولون بالدرجة الأولى عن ذلك ، فلا سلطة ارتقت إلى مستوى التضحية بالمصالح والامتيازات ولا معارضة قادرة على إقناع نفسها بأنها تستطيع أن تتحمل المسؤولية ، فما انتهت إليه الأمور بشان مرشحي المؤتمر والمشترك للانتخابات الرئاسية هو حقا مزحة ثقيلة من طرفيها ، وقد كان حريا بالمؤتمر أن يكون عقلانيا في التعاطي والإخراج أكثر مما رأيناه ، وأحزاب اللقاء المشترك كان من الجدير بها أن تكون أكثر عقلانية هي الأخرى ، إذ كان لها أن تنافس بجدية أو لا تقدم مرشحا وتكتفي بتأييد ترشيح الأخ علي عبدالله صالح وتركز على إجراء انتخابات محلية نزيهة .. ويا دار ما دخلك شر !!.