نعم للتطبيع!..لنفتح سفارة إسرائيلية في صنعاء!
بقلم/ مجدي منصور
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 26 يوماً
الخميس 20 أغسطس-آب 2009 04:20 م

اليوم يطالبوننا بالتطبيع مع إسرائيل، نحن نريد أن نعترف بإسرائيل، ونريد أن نطبع معها، ونريد أن تفتح إسرائيل سفارات لها في جميع الدول العربية، بما فيها بلادنا اليمن، ونريد تجارة مفتوحة بيننا وبينهم! ونريدهم أن يأتوا سياحا إلى بلادنا، وأن نذهب سياحا إلى بلدانهم، ولكن بشرط واحد فقط، هي أن تتواجد إسرائيل في أرض غير أرضنا العربية، وأن يقيموا دولتهم فوق مكان غير مقدساتنا!

في عام 1906، وعندما عقدت الحركة الصهيونية الناشئة مؤتمرها الثالث ، كانوا مترددين حول أي مكان من العالم يختارون ليقيموا دولتهم، فكانت هناك اطروحات لإقامتها في أوغندا وأخرى في الأرجنتين ولكن للأسف وقع الاختيار في النهاية على فلسطين!.

وياله من اختيار سيء! يقيمون دولتهم على أرض فيها سكان أصليين! ويقيمونها في أرض فيها مقدسات إسلامية ومسيحية يقدسها ملايين المسلمين والمسيحيين! ماذا كان يتوقع العالم من ردة فعل العرب! حقيقة إننا نقدر ونثمن مواقف كل الصهاينة الذين كانت لديهم حينها وجهات نظر مختلفة في هذا المؤتمر، وإن كانوا قلة قليلة!

المشكلة اليوم، وبعد اغتصاب فلسطين، أن جماعات من العالم تصورنا وكأننا نحن عنصريين نكره إسرائيل ولا نريد لها الوجود، ونريد إزالتها من الخارطة! إذا كان السيد أحمدي نجاد قد قال ذلك لفظا، فإن إسرائيل تعمل على إزالة الفلسطينيين من خارطة بلدهم قولا وعملا منذ أن تواجدت على أرضهم! وإلا ماذا نطلق على كل اللاجئين اليوم من الفلسطينيين الذين طردوا من خارطتهم الفلسطينية ويعيشون اليوم في مخيمات عملاقة في الأردن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها! ألم تزلهم إسرائيل من خارطتهم! بل إنها ومنذ فترة بعيدة تحاول أن تزيل أيضا المسجد الأقصى من الخارطة الفلسطينية! نحن لا نريد أن نزيلهم من الخارطة وإنما نريدهم أن يتوقفوا عن إزالة فلسطين من الخارطة وذلك بأن يختاروا لهم موقعا آخر في الخارطة غير موقعنا!

نحن لسنا ضد المستوطنات الإسرائيلية، فلتتوسع المستوطنات مد البصر، ولكن رجاءا ليس في أرضنا، ليقتطعوا لهم ولاية أمريكية واحدة من الولايات الأمريكية الواحدة والخمسون، واحدة فقط، ولينشئوا من مستوطناتهم ما يشاءون، سيجدون مساحات شاسعة أكبر من فلسطين بأضعاف كثيرة! وسيجدون جارة ودودة بل أما حنونة! أما نحن، فسيجدوننا نأتي إليهم ونطبع كل شي معهم! سنذهب ومعنا شيكاتنا السياحية ونشتري من منتجاتهم، ونتعرف على ثقافتهم، ونقيم الصداقات مع شعوبهم!

على العالم وعلى بعض العرب أن يدركوا أننا لسنا ضد وجود إسرائيل، ولكننا ضد إزالة فلسطين، ولو أنها أقامت دولتها في أي مكان آخر، لما حصل ما حصل! ولذا على كل الذين يحاولون أن يجدوا حلا للشرق الأوسط أن يكفوا عن مقترحاتهم الساذجة ويتوقفوا عن مطالبتنا بالتطبيع أو فرضه على شعوبنا، عليهم بدلا من ذلك أن يطالبوا الصهاينة، بعد كل هذه الحروب الطويلة، حرب 48 و حرب 56 وحرب 67 وحرب 73، والحربين الآخيرتين في غزة ولبنان، عليهم أن يطالبوا الصهاينة وبعد كل هذه الدماء والأموال والخسارة العظيمة، بأن يقيموا مؤتمرا صهيونيا جديدا يعيدون فيه النظر في الوطن القومي الذي اختاروه لدولتهم، ويدركوا بأن خيارهم في عام 1906 لم يكن وطنا قوميا، وإنما كان خيارا خاطئا حولت المنطقة إلى جحيم، ولم يستطع اليهود أبدا أن يعيشوا بسلام في الأرض التي قرروا أن يحتلوها! عليهم أن يختاروا أرضا ليس فيها شعب، أرضا غير مأهولة، ثم يصبحون هم شعبها! وأرض الله واسعة، وإذا كانوا يعتقدون بأنهم ديمقراطيون وحضاريون فليختاروا بقعة في وسط العالم المتحضر، وليتركوننا! خير لهم وخير لنا!

أما أن يقولوا لنا بأن هذه هي أرض الميعاد، وهي في كتبهم الدينية ووصى بها أحبارهم، ولذلك قرروا اختيارها واقتلاع سكانها الأصليين! فإذا كان هذا هو مبررهم لاغتصاب فلسطين! وإذا كانت هذه المعتقدات الدينية مقبولة عند بعض الجهات الغربية لتبرير الاحتلال، فليسمح لنا العالم أن تكون لدينا أيضا معتقداتنا الدينية، التي تعلمنا أن علينا ألا نطبع مع من يحتل أرضنا وإنما علينا أن نقاومه! علينا ألا نطبع مع من يقتل أطفالنا ونساءنا وإنما علينا أن نجاهده! علينا ألا نطبع مع من أزال أكثر من 90% من فلسطين من خارطة العالم، وإنما علينا أن نكافح إرهابه! .