تعرف على التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أول دولة أوربية تستعد لتداعيات موجعة في حال غادر السوريون أراضيها وزارة الداخلية السعودية تطلق ختمًا خاصًا تحت مسمى «أهلًا بالعالم» قيادي حوثي رفيع يدخل في مواجهة وتحدي مع مواطنين بمحافظة إب و يهدد أرضهم وحياتهم الجامع الأموي بدمشق يشهد حدث تاريخي في اول جمعه بعد سقوط الأسد عاجل: قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع يكشف عن مخطط جديد لمبنى سجن صيدنايا تعرف على الشروط الأمريكية لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب ملك خليجي يبعث برسالة ''ودية'' إلى القائد أحمد الشرع ''الجولاني'' سقوط بشار يرعب عبدالملك الحوثي.. ''قال أن لديه مئات الآلاف من المقاتلين جاهزين للمواجهة'' صنعاء درجة واحدة فوق الصفر.. توقعات الطقس للساعات القادمة في اليمن
عندما شارك أبناء عزلة قدس في محافظة تعز بالمهرجان الانتخابي للمرشح الرئاسي الأخ علي عبد الله صالح في انتخابات 1999، رفعوا لافتة تميّزهم عن غيرهم كتب عليها (قبيلة قدس).
أثارت هذه العبارة انتباه العديد من الساسة والصحافيين الذين كانوا حاضري ذلك المهرجان في تعز، غير أنهم لم يعرفوا لها تفسيرا، ولم يدركوا دوافعها، وهل كانت(زنقلة) أمام فخامة الرئيس المرشح، أم أنها كانت رسالة سياسية من نوع خاص، منذ وقت مبكر، مضمونها الرغبة بالعودة لـ(القبيلة).
مصدر استغراب الحضور أن منطقة قدس تعد من أكثر مناطق اليمن تمدنا وتحضرا وأبناءها يعدّون من أكثر النخب المثقفة في تعز بل وفي اليمن عموما، ولم يعد للرابطة القبيلة بينهم أي أثر، وأصبحت خبر كان .
كنت أتذكر هذه العبارة كلما أقابل صديقا أو عزيزا من قدس ولكني مثل غيري لم أدرك بُعدها أو مضمونها إلا في الأيام القليلة الماضية عندما تعرض الطبيب درهم القدسي في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا إلى طعنات قاتلة، والذي سال دمه هدرا دون أن تلتفت الحكومة إلى قضيته ودون أن تعطيها أي اهتمام .
طبعا الحكومة لم تسكت لأنه من (قبيلة قدس) المدججة بالسلاح ولكن لأنه من (عُزلة قدس) الأكثر مدنية، والأعزل من السلاح والتي صدّق أبناؤها أن المواطنة أصبحت متساوية أمام سلطة الدولة فاتخذوا خيار (المدنية) بديلا لـ(القبلية) لم يدرك أبناء قدس أنهم أخطئوا في عصبيتهم إلا في وقت متأخر، حين بلغ عدد المتعلمين والمثقفين فيها أعدادا كبيرة تفوق أعداد قبائل برمتها.. لم يدركوا أن التعليم والمدنية ما عادت تحمي مواطنا إلا بعد أن وقع الفأس في الرأس أو في (ظهر) الدكتور درهم القدسي .
صدّقوا أن لدينا دولة تحمي مواطنيها كما تحمي نفسها وتسميت في حماية نظامها.. صدقوا أن حقوق المواطنة متساوية كـ(أسنان المشط)، وأنه لا فرق بين (مدني) و(قبيلي) إلا بالمواطنة الصالحة.. وصدّقوا أن القلم أو سماعة الطبيب يمكن أن تكون أقوى مكانة وأمضى سلاحا من الرشاش أو الـ(آر بي جي).
صدّقوا وصدّقت معهم الكثير من قبائل تعز (المبنطلة) وكذا قبائل الحديدة وعدن وغيرها أن الدولة هي المظلة الحامية والأب للجميع، غير أنهم في كل يوم تطلع شمسه يزداد يقينهم بأن الدولة ليست سوى أداة بيد رجل القبيلة المدجج بالسلاح والظهر الحامي له، بينما (المبنطلين) ليسوا سوى (لغالغة) ويتامى لا (أب) لهم وبالتالي لا حقوق لهم .
صدّقوا أن السلطة يمكن أن تنصفهم وأن تأخذ بثأرهم أو مجازا بـ(حقهم) من قتلة الدكتور درهم القدسي عندما دقّوا أبواب وزارة الداخلية وأبواب السلطة بأكملها، ولكن يبدوا أن السخرية التي قوبلوا بها من قبل (حماة الوطن) وممن يفترض فيهم أن يكونوا ( في خدمة الشعب) لم تكن لتطالهم لو لم يتركوا قبليتهم المسلّحة وجلافتهم البدوية .
صدّقوا ـ وليتهم لم يصدّقوا ـ أن هناك دولة وأن هناك مواطنة متساوية وأن هناك قانون ونظام فوق الجميع وأن المدنية والتقدمية هي المستقبل المشرق.. غير أنهم يكتشفون كل يوم أنهم في المكان الغلط، في الزمان الغلط.. يكتشفوا أن المدنية لم تؤمّن ظهورهم من الغدر، ولم تؤمّن أطفالهم من الاختطاف ولم تمنحهم أدنى حقوق المواطنة المتساوية .
اكتشفوا الآن، وأظن أن سكان الريف في قدس كانوا أدركوا ذلك قبل عشر سنوات، عندما رفعوا لا فتة (قبيلة قدس)، أنه لا مواطنة متساوية إلا بـ(صميل) القبيلة، وأنه لا حقوق لمن لا (صميل له).. وأن العودة للقبلية هي المخرج من الأزمة .
ــ
khaledhammadi@hotmail.com