البيضاء بين النكف والتحرير
بقلم/ المحامي: حسين عمر المشدلي
نشر منذ: 4 سنوات و 7 أشهر و 9 أيام
الخميس 07 مايو 2020 04:51 ص

يرى البعض أنه من الخطأ على الشيخ ياسر واولياء دم الشهيدة جهاد الاصبحي وابناء القبائل التي اعلنت النكف الى جانبهم ان يكتفوا بالمطالبة بتسليم الجناة الى العدالة لان مثل هذا المطلب حتى في حال تحققة لن يمنع من تكرار الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي في المحافظة كما ان الموقف الاخير الذي اتخذته القبائل قد يكون سبب في زيادة الضغينة والحقد على المحافظة لدى قيادة جماعة الحوثي مما سيدفع بهم خلال الفترة المقبلة الى الحرص على كسر هيبة ابناء البيضاء والانتقام منهم بكافة الوسائل،

لهذا فإن الراي السليم من وجهة نظر هؤلاء هو خوض المعركة الى نهايتها واعلان النفير بين ابناء القبائل حتى تحرير البيضاء وانه في سبيل تحقيق ذلك من المهم جدا الاستعانة بالقوات الشرعية وقوات التخالف، من جهة أخرى يرى البعض أن إعلان النكف من اجل الثار ممن هتكوا عرض أبناء البيضاء وبغرض تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة التي ارتكبت بحق الشهيدة جهاد الاصبحي هو ما دفع جميع أبناء المحافظة بكل أطيافهم الى الاحتشاد والوقوف صف واحد ضد جماعة الحوثي وان الخروج عن هذا المطلب سيتسبب في تفتيت الصف وسيؤدي الى انسحاب شريحة واسعة من المشاركين في النكف ممن التزموا الحياد خلال الفترة الماضية وكان دافعهم الوحيد في المشاركة الان هو الحمية القبلية فقط،

لهذا فان الراي السليم من وجهة نظر أصحاب هذا الفريق هو في الاستمرار على هذا الوضع وتطبيق العدالة بايدي ابناء القبائل في حال رفض قيادة جماعة الحوثي تطبيقها ولم تقم بإنصاف اولياء الدم،

من وجهة نظري المتواضعة ان هبت أبناء القبائل للنكف قد جاءت انطلاقاَ من ما يرون ويعتقدون انه واجبهم الأخلاقي الذي تربوا عليه والذي يلزمهم بالنجدة والنصرة للمظلوم وانهم باعلان الاستجابة للداعي الى النكف والحضور الى ردمان قد قاموا بواجبهم في سبيل تحقيق ذلك وبغض النظر عن النتيجة التي سيؤول اليها الموقف مع جماعة الحوثي، بالنسبة لموضوع تحرير محافظة البيضاء وقطع دابر الشر لضمان عدم تكرار الجرائم التي تحصل بحق ابناء المحافظة ومع ان تحقيق هذا الهدف يقع في الأساس على من اقتنعوا به من ابناء المحافظة الذين خرجوا الى الجبهات للمقاومة قبل أن تخرج الحكومة الشرعية وقدموا الاف الشهداء والجرحى وخاضوا مئات المعارك منذ ما يزيد على ست سنوات، إلا أن كل من يملك ذرة من عقل ويسعى فعلا الى القضاء على الانقلاب واستعادة الدولة سيجد فيما يجري في البيضاء هذه الايام من غليان ورفض شعبي وهبة ذاتية من ابناء القبائل فرصة سانحة لتحرير المحافظة لايفوتها الا كل متخاذل غير جاد في موضوع التصدي للانقلاب وكل من هو حريص على إطالة امد الحرب ولان قيادة الحكومة الشرعية والقادة العسكريين في الجبهات وقيادة قوات التحالف معنيين بشكل كلي باستغلال هذه الفرصة الذهبية واعلان بدأ عملية تحرير محافظة البيضاء والذي لن تستغرق الا ايام قليلة جدا اذا كان يوجد هناك فعلا قادة مخلصين.