ثلاثيه الخطر..استبداد السلطة..عجز المعارضة..دعاة الانفصال
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 01 أغسطس-آب 2007 03:47 م

مأرب برس - خاص

هكذا تقد السلطة "قميص" الوطن من دبره وتولي مهرولة عبر وسائل إعلامها إلى نسب التهم للقوى السياسية والوطنية ظلما وعدوانا.رغم تأكيد منصفين ينتمون إليها أنها من تمارس هذه الفتن وتجذر الفساد في كافة مفاصل الحياة الوطنية ، الأحداث الأخيرة منتج رسمي لها وشاهد على أن ثمة ما يؤكد أن هذه السلطة تمادت في غيها ووصلت بفسادها ذروة الفوران الذي ما إن تلمس سخونته حتى تصاب برهاب الخوف من لسعاته المتوالية..

حرب صعده..قضية المتقاعدين..اعتصامات الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني..ارتفاع الأسعار..جمعيات العاطلين ..شحتور ,,والكبده ثارات قبلية في كل مكان وفي عمق العاصمة..كل هذه إفرازات تكونت في بيئة راكدة لسلطة أوجدت سياساتها احتقانا واسعا بدأ يضرب في صميم ثوابتنا الوطنية مهددا بنذر تمزق تلوح تشظياته في الأفق ..وكلما حاولت القوى السياسية والوطنية مساعدة السلطة الخروج من هكذا مأزق بدأت تختنق ويختنق معها به الوطن برمته أخلفت السلطة وعودها ومارست النقيض تماما ..قطعت حبال الوصل..أحرقت كل الممكنات .. وسدت طرق العودة بمتاريس وأسلاك شائكة من الاتهامات بالخيانة والعمالة والحوثية وأعداء الوطن ومثيرو القلاقل والفتن والمتآمرون .

لايعلم النظام الذي حكم الوطن "29 "عاما على إيقاع من التناقضات وشد أوتار الخلافات الاجتماعية والاستفادة من مورث التخلف الذي أعاد إنتاجه بطرق أخرى أنه مصدر كل هذه المشاكل وأنه الفتنة التي توقد في ساحة الوطن نيران الحروب ..

سياسيون ومحللون كتاب ومفكرون وقفوا مشدوهين أماما هذا الكيان الخرافي العجيب ..أمام لغز نظام لايعرف أحدا أين يكمن الخلل فيه وإن كان ثمة إجماع على أن بنيته السياسية هي الخلل الرئيس في كل ما يحدث اليوم..خلل في تركيبته وشخوصه..و خليط غير متجانس فيه أو منسجم من أفكار وتوجهات مذهبية وسياسية ..وهناك أرضية رخوة بدأت تميد به استمدت وجودها من "وهن" ديمقراطية مزيفة يتكئ إليها هذا النظام المتهالك .

مــتى سيسقط هذا النظام..؟؟ وهل ستكون تداعيات سقوطه في منأى عن المساس بالوحدة الوطنية ..هذا يعود إلى نوعية الوسيلة التي يمكن بها أن تعمل القوى السياسية والوطنية مع الشعب لإسقاطه فتداعيات السقوط مفتوحة على كافة الاحتمالات . وهو سؤال ستجيب عليه نوعية الخيارات التي ستحدد ما إذا كان سقوط هذا النظام لن يؤثر على الوحدة الوطنية..

لقد جعل هذا النظام القوى السياسية والوطنية مشلولة وعاجزة عن اتخاذ قرار شجاع قادرا على تخطي زوايا حرجة حشرها فيها وأضعف من دورها مستقويا عليها بهيمنته المطلقة فهي في مأزق حرج وما بين خياران: أحلاهما مرا.. فالوحدة الوطنية خيار وقدر لن تتراجع عنه القوى السياسية والوطنية وبالتالي فالتفريط فيه خيانة لن تغتفر كما ان عدم الوقوف "العملي" من قبل هذه القوى الوطنية مع حق المتقاعدين خصوصا و حق الشعب عموما يعتبر انفصالا عن الجماهير وانزواء ونئيا معيبا سيؤدي إلى تقزمها وتلاشيها ويشكك في جدية معارضتها او يكرس لدى هذا المواطن المسحوق انطباعا مفاده أنها عاجزة ولاترتقي إلى مصاف المعارضة الحقيقية القادرة على صناعة تحول وإنتاج بدائل للعمل السياسي الضاغط نحو تحقيق المطالب وإصلاح الأوضاع ..وبالتالي خلق يأس مجتمعي عام من إمكانية البدائل السلمية وسيؤدي إلى تنامي العنف والفوضى والتفجيرات لتدخل البلاد في حالة غيبوبة دموية ساحقة .. لن تخلو من التصفيات والثأر القبلي و الانتقام الشخصي والمناطقي والمذهبي ..

كيف تستطيع القوى السياسية أن تلعب دورا فيما يدور اليوم .كيف يمكنها استرداد فاعليتها شبه المفقودة ..البدائل لن تكون في الذهاب إلى طاولات الفراغ وحوارات الاستنزاف والمزيد من نزيف الصمت الذي طفح كيله لدى الشعب .. ولم تخرج به مع السلطة الى نتيجة..أمام القوى السياسة مهام كبيرة..تحديات شتى تتمثل أولها في استرداد فاعليتها كمعارضة قادرة على توجيه مسار الحدث الذي يمضي بوتيرة متسارعة تقوده السلطة نحو مزيد من الاستحواذ والاستبداد والسيطرة على إرادة الإنسان اليمني ويقوده دعاة التشضي والتفرقة لصناعة الانفصال وتجسيد مخططاتهم يجب أن تتخذ المعارضة تجاه كلا من ممارسات السلطة ورافعي صوت الانفصال موقفا سياسيا وإعلاميا واضحا يضعهم أمام الشعب كثنائي خطر يهدد الوطن ووحدته ويجب أن يتوقف زحفه..إذ لم تخرج المعارضة من حالة الشللية إلى حالة الفاعلية ستكون هي أول من سيتحمل تبعات هذا التمزق والتشضي والاستبداد.

*مدير تحرير أخبار الساعة