أول دولة عربية ستُعيد فتح سفارتها في سوريا جلسة جديدة لمجلس الأمن تناقش الوضعين الإنساني والإقتصادي باليمن تصريحات جديدة ''مطمئنة'' للجولاني والبشير بشأن مستقبل سوريا ''في صيدنايا ما في داعي أبداً لوجود غرف سرّية لأن كل شيء كان يصير على العلن''.. الدفاع المدني يعلن عدم العثور على أقبية أو سجون سرية معارك مازالت تخوضها فصائل المعارضة السورية التي أطاحت بنظام الأسد معلومات جديدة حول هروب المخلوع بشار الأسد من سوريا أسماء الخلية الحوثية التي صدرت بحقها أحكام إعدام وسجن طارق صالح يتوعد عبدالملك الحوثي بمصير بشار ويقول أن ''صنعاء ستشهد ما شهدته دمشق'' تطورات مفاجئة… الجيش الروسي يطوق قوات أوكرانيا بلينكن يحدد شروط اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة السورية الجديدة
إن الحالة الشاذة التي تمر بها اليمن , كانت نتيجة مخاض دام 22 عاما , من الديمقراطية الزائفة , تمرس خلالها أفراد وأشخاص على تقمصها , في وظيفة إقناع للذات الأنا , بأنهم رجال وساسة ديمقراطيين , أن هؤلاء الأفراد هم رجال دولة صنعهم الرئيس السابق صالح وشكلهم على هواه لخدمة وتسيير أمور دولته ليمثلوا دمى ديمقراطية وأدوات إقناع شعبي بأن في اليمن ديمقراطية وحرية, فيصدح الشعب للعالم الغربي بديمقراطيته الفريدة في المنطقة العربية , وكل ذلك كان لكسب رضا ومساعدات الغرب بأسلوب وإدارة صالح البارع , وأما الأشخاص فهم المشايخ وبعض السياسيين من ذوي المؤهلات العلمية العالية , الذين شكلوا بدورهم نواة , تلك المؤسسات التي قامت بدور ما يسمى أحزاباً سياسية يمنية تمارس الديمقراطية , وترأس هذه الأحزاب أما مشايخ قبائل ودين وجماعات الإسلام السياسي المتباينة المذاهب , وهي اتحاد القوى الشعبية , والمنبر اليمني الحر , والحزب الإسلامي الديمقراطي , وحركة التوحيد والعمل الإسلامي , وحركة النهضة اليمنية , وحركة التجمع اليمني للإصلاح , وهذا الأخير هو الأكثر تنظيما وحضورا , بحكم أن مؤسسه كان الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر الأكثر حضورا وواجهة لدى القبائل ورجال الدين , لتشكل جميعها حزب التجمع اليمني للإصلاح , على أساس انه حزب سياسي , ولكن دون صبغة بصفة حزب , كون السلفيين أهم مكوني الحزب يرون أن الأحزاب حرام شرعاً , ليسمى "التجمع اليمني للإصلاح" ...
, وأما خليط من العسكر ورجال الأمن السابقين ومشايخ قبائل ومجموعة مفسدين من العيار الثقيل , وقلة من الأستاذة والمتعلمين بعضهم ذو رأي وفكر لا حول لهم ولا قوة , وبعضهم يبيع بنات أفكاره ومبتكراته السياسية للرئيس المتفرد الموهوب , كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام ...
وأما رجال مثقفين وذو علم وحضوه اجتماعية , لكنهم فشلوا في تأسيس قاعدة شعبية يتفاعلون معهم , لان بعضهم برجوازيين ومنظرين لا اكثر, وبعضهم استطاع شرائه الرئيس صالح وضمه لمظلة حزبه , وأولئك هم الاشتراكيين والقومين في زمن الديمقراطية المزعومة , وتأتي في المحصلة الأحزاب الصغيرة المبتكرة , التي لا تمتلك سوء أرقام في مستندات وصحيفة ناطقة باسمها , ومكاتب وأمانة للأحزاب في منازل أمناء عموم الأحزاب , وهذه الأحزاب السفري كان الرئيس صالح يصرف عليها ولتأخذ دورا توازنيا بعد الثورة الشعبية المتآمر عليها حزبيا , هذا هو واقع الديمقراطية وحقيقتها في اليمن ..
ومن المنطقي أن أولئك الأفراد والأشخاص والمؤسسات الحزبية , قد تعودت على نمط معين , بما يسمى الممارسات الديمقراطية , كان الرئيس السائق قد عودهم عليها , وابتكر لكل واحدة منها حضانة خاصة بها , تمثل الأم التي يرضع منها فكره , وينهل منها غيره , فيعتقد ذاك الأول , انه سياسي مبدع , بينما الأخير (صالح) هو من قام بإيحاء تلك الأفكار والسياسات للغير المستخدم كمغفل , لتخرج للداخل والخارج على أنها ممارسات ديمقراطية , ولم تكن هذه السياسات , نتيجة لذكاء الرئيس صالح المحض فقط , بل إلى سذاجة بعض الأفراد وغباء بعض الأشخاص ,ولا وطنية المؤسسات الحزبية , ولهذه الأسباب مجتمعة كان لكل من هذه المكونات قفل خاص وأكثر من مفتاح بيد الرئيس الزئبق..
وجانب أخر من النهل الفكري الذي غرسه الرئيس صالح في عقول المكونات السياسة , لا أدري أن بقصد أو بدون قصد كدواعي لاستمرار دولته , كان أساس هذا النهل هو فكر القبيلة والمال , وتسلط القوة وحماية العسكر , وكل ذلك كان الغرس في جيله من ساسة ثورتي سبتمبر وأكتوبر جمد العقول , وورثه بسلاسة الأبناء عن الآباء , الأبناء الذين تلقوا تعليمهم في الخارج الأمريكي أو الأوروبي , وعلى نفس النمط والنهل الذي غرسه الرئيس صالح في أسلافهم , تلقوا غرس صالح بطموح جامح , وزاد على ذلك أنهم كانوا أشد فتكا باليمن بتطلعاتهم للسلطة , ولأنهم يعتقدون بأن أبائهم عباقرة وشرفاء وضحوا من اجل أن يعيش اليمنيين في سعادة ورخاء وكرامة ,, وبالتالي هم الورثة السياسيين والعسكريين والحزبيين والقبليين , وورثة كل ثروات اليمن , إقليما وحكومتاً وشعباً , وعليه مباح لهم الاستعانة بكل شي حتى ان كان الشيطان , وان كان الثمن دماء اليمنيين فلا باس , ولا ضير أن الثمن اليمن بأكمله فلديهم بلدان اوروبية وامريكية بديلة ...
- من كل ذلك , ولان حكام اليوم من أصلاب الأمس , ولان البذرة غرسها عبقري بغباء غيرة , نستطيع القول بطلاقة , لا توجد ديمقراطية في اليمن , ولكن بالإمكان القول وبنفس النبرة , هناك ديمقراطية مستبدة , أو استبداد ديمقراطي , يمارس باسم اليمن , لإعلان ديمقراطية مصدرة للخارج , ويستمد شرعيته وقوته الإستبدادية بأموال وثروات الشعب اليمني العظيم , وبذلك يعد اليمن أول من يستعمر من الداخل في القرن الواحد والعشرين , وتنعدم فيه الديمقراطية ويوظف شعب باكملة لابتزاز العالم ماليا من اجل تحقيق سلام مزعوم , ولايحتاج كل ذي عقل ليتاكد من ذلك , إلا أن يتحقق من شخصيات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزعوم , وبالذات حصة المستقلين التي استحوذت عليها الاحزاب السياسية المعتقة, بفكر ونهل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ,فاستبدلنا رئيس مستبد وفاسد , بمئة رئيس أكثر فسادا وإستبدادا.
Althulaia75@gmail.com