وصفة ثلاثة..خمسة..واحد
بقلم/ عارف العزاني
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و يومين
الجمعة 08 يونيو-حزيران 2012 01:31 م
أثناء حديثي مع صديق قال لي \"الفرق كبير بين وضعنا و بين الدولة المدنية فما هي رؤيتك للتغيير نحو الدولة المدنية؟\"

أتفق معه حول سوء الوضع لكن صدقوني أن \"العشوائية و إزدواجية المعايير\" و هي النقيض الكامل للمفاهيم المدنية و هي المفاهيم التي حاول النظام تثبيتها بيننا و إستغلالها، سلاح ذو حدين و كثير من الذين إستفادوا منها في وقت معين، إحترقوا بنارها في وقت آخر فالناس و مراكز القوى المختلفة وصلوا فعلاً لمرحلة يريدون \"الهروب\" من نار \"العشوائية و إزدواجية المعايير\" الى بر الأمان و الإستقرار الذي توفره الدولة المدنية للجميع بالتساوي. بإختصار اليمن مهيئة نفسياً لهذا النوع من التغيير مما سيقلل المسافة و الوقت الضروري للوصول نحو الدولة المدنية.

و للمساعدة في ذلك على الدولة بإتباع وصفة \"ثلاث\" و \"خمس\" و \"واحد\"

- في كل إستراتيجية أو خطة يجب أن نضمِّن \"ثلاث\" للتخلص من الظواهر السلبية، \"التوعية الشعبية\" و \"البدائل\" و \"الحوافز\". فكر بأسباب وجود كل ظاهرة سلبية مثل \"إنتشار السلاح\" و \"القات\" و \"التطرف\" و \"المحسوبية\" والكثير من الظواهر الأخرى و ضع إستراتيجيات و خطط لإجتثاثها بإستخدام الثلاث \"التوعية الشعبية\" و \"البدائل\" و \"الحوافز\".

- في كل قرية و مدينة و محافظة يمنية إبني \"خمس\"\"جامعة\" و \"جامع\" و \"محكمة\" و \"مصنع\" و \"مركز شبابي\".

بالتأكيد لا أعني بالخمس هنا المباني و المنشأت و إنما أعني المفاهيم التي ترمز كل من هذه المباني لها.

**جامعة: و أعني بذلك الإستثمار في البشر و عقولهم في كل قرية و مدينة يمنية عن طريق التعليم المحفز للتفكير الإبداعي البنَّاء و التدريب و التأهيل و التنافس الشريف.

**جامع: و أعني بذلك تعزيز القيم و المفاهيم و التعاليم الدينية \"المعتدلة\" و التي تدعو لتعمير الأرض و التي تعزز مفاهيم الدولة المدنية و المتمثلة في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم \"الدين المعاملة\".

**محكمة: و أعني بذلك تعزيز سيادة القانون من منطلق \"العدل أساس الحكم\" و توفير الحماية لجميع المواطنين بالتساوي. هذا هو السبيل الوحيد لتشجيع التخلي عن السلاح و إحلال الدولة محل مراكز القوى القبلية الحالية و التي تمثل \"الحامي\" الوحيد لأفراد هذه القبيلة لعدم ثقتهم في حماية الدولة لهم و حياديتها.

**مصنع: و أعني بذلك توفير مختلف أسباب الرزق سواء الزراعية أو التجارية أو الخدمية أو التصنيعية. لنتذكر دائماً أن عدم الإستقرار المادي و المعيشي هو المهدد الأول للإستقرار و السلم الإجتماعي.

**مركز شبابي: و أعني بذلك الإستفادة من الشباب و الذين يمثلون أكثر من 65% من الشعب و تشجيعهم للعب دور أساسي في التنمية و إشراكهم بإتخاذ القرار و توظيف حماسهم و قدراتهم في المكان الصحيح.

- و في الأخير يجب أن يقوم الجميع بشيء \"واحد\" الا وهو \"الإتقان\" و هو عكس \"إسقاط الواجب\" الذي للأسف يقوم به حالياً أغلبنا سواء كأفراد أو مؤسسات دولة. علمنا الإسلام الإتقان في أي شيء نقوم به و معنى ذلك أن تؤمن بأهمية ماتقوم به و أن تحرص كل الحرص لتحقيقة بأكمل صورة ممكنة و أن لا تترك مجالاً للفشل و أن لا تفكر أبداً بإستخدام أي \"أعذار\" لتبرير فشلك و أن تتعلم أن تقول عندما تفشل و تتيقن أنك لم تعد قادر فعلاً على تحقيق النجاح \"أنا آسف فلم أكن الشخص المناسب\" و تترك المجال بعد هذا لغيرك لتحقيق النجاح. يجب أن يصبح الإتقان و حب الإتقان \"ثقافة مجتمع\".