عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
قال نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق ورئيس مجلس إدارة وكالة الانباء اليمنية (سبأ) المستقيل الاستاذ نصر طه مصطفى أن النظام الرئاسي على الطريقة الأمريكية هو الأنسب في اليمن لأنه أكثر ديمقراطية وأكثر حسماً في مسألة الفصل بين السلطات .. وأكد طه أن اليمن لم يتجاوز المرحلة الحرجة بعد، وأنه يحتاج لبعض الوقت حتى يتجاوزها..ووصف المرحلة الراهنة بالدقيقة والحساسة، ..كما رحب بإعلان السلفيين انخراطهم في العمل السياسي، ودعا الحوثيين الى ان يتعاملوا مع الحوار بواقعية، وحذرهم من مغبة حمل السلاح وقال إن استمرارهم في حمل السلاح لن يؤلب عليهم كل الشعب اليمني فحسب بل سيؤلب عليهم العالم كله..
حاوره/ موسى العيزقي
1- في البداية نرحب بك أستاذ" نصر" ونشكرك على تجاوبك لإجراء هذا الحوار، وسؤالنا الأول يتعلق بقراءتكم لتطورات المرحلة الراهنة باعتبارك كاتب ومحلل سياسي له دور بارز في التعاطي المتوازن مع الموضوعات الوطنية المختلفة، وإبداء الرأي الموضوعي، والنقد البناء حول ما يطرح من أراء وأفكار ومواضيع.. ؟
ج- نحن نمر في مرحلة دقيقة جداً، فلا عبد ربه منصور هادي تمكن من ممارسة كامل صلاحياته ولا علي عبد الله صالح ترك كل سلطاته فهو لازال يمارس بعضها بحكم وجود هيمنة لبعض أقاربه على الوحدات الرئيسية من الجيش والأمن... إلا أن غطاء الشرعية الدستورية الذي يمتلكه الرئيس هادي من خلال الإجماع الشعبي الذي حدث حول شخصه في الانتخابات الرئاسية يعطيه القوة الكافية ويعوضه عن نقطة القوة التي لازال يتمتع بها سلفه، وهي نقطة قوة في درجة العدم يصعب عليه استخدامها الآن لأن ذلك سيجعل منه متمردا على الشرعية الدستورية وعلى إرادة الشعب.
2- الأستاذ/ نصر طه أنضم للثورة الشبابية السلمية في وقت مبكر وبدافع (أخلاقي ووطني) -كما هو معروف عن حضرتك-ممكن توضح لنا كيف كان شعورك وأنت تقدم استقالتك من حزب المؤتمر الشعبي ومن رئاسة مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية( سبأ)؟
ج- لحظات تقديم استقالتي وما سبقها عبرت عنها في مقال أنشره للمرة الأولى في ذكرى جمعة الكرامة يمكنكم الاطلاع عليه وإعادة نشر مقتطفات منه لجمهوركم لأني لن أجيد التعبير هنا مثلما فعلت في هذا المقال.
3- إلى أي درجة تعتبر مسألة إعادة هيكلة الجيش معقدة من وجهة نظرك؟
ج- ليس هناك شيء معقد إذا توفرت الإرادة... قضية الهيكلة لها شقين... الشق الشخصي وهو المعقد بسبب هيمنة عائلة وأقارب علي عبدالله صالح على الوحدات الرئيسية للجيش والأمن... والشق الفني وهو ليس معقدا بقدر ما هو مكلف من الناحية المالية إلا أن هذا الشق يحتاج لقراءة واقعية جدا في كيفية تحويل هذا الجيش إلى جيش وطني بالفعل وإلى مؤسسة احترافية لا تمارس السياسة.
4- باعتقادكم ما أبرز التحديات التي تواجهها حكومة الوفاق الوطني والرئيس عبدربه منصور هادي؟
ج- هناك التحديات الأمنية وهي التي تمثل المشكلة الأساسية اليوم ويصعب القضاء عليها مرة واحدة... ستحتاج لبعض الوقت وهي تتطلب أساسا أن تخضع وحدات الأمن لسلطة وزير الداخلية عبر قادة محترفين لا يخضعون لسلطة العائلة الحاكمة السابقة... وهناك التحديات الاقتصادية والسياسية وهذه يمكن أن تمضي معالجاتها بالتوازي مع بعضها إذا نجحت في ترتيب الأوضاع الأمنية في الحد المعقول... والتحديات السياسية هنا تتمثل في التكامل المطلوب في أداء الحكومة وهذا لن يحدث طالما ظلت صورة الرئيس صالح تلقي بظلالها على وزراء المؤتمر... وتتمثل التحديات السياسية في وضع آلية سوية لإدارة الحوار الوطني في المرحلة القادمة.
5- كيف تنظرون للخطر المتنامي للجماعات الإرهابية في اليمن؟ وهل القاعدة بهذا الحجم المخيف؟
ج- كشف هذا الخطر عن وجهه بصورة مريبة عقب الانتخابات الرئاسية وكأنه بدأ في تنفيذ التهديدات التي كان يطلقها الرئيس صالح بأن اليمن سيتمزق بعد رحيله عن السلطة وأن القاعدة ستسيطر على عدد من المحافظات... في تصوري أن القاعدة بالون منفوخ بشكل كبير إن تفجر أو تم تنفيسه سيسبب بعض الإزعاج لكنه بالتأكيد ليس بذلك الحجم الذي تعكسه وسائل الإعلام.
6- ما رأيكم باللقاءات التي عقدت في ألمانيا بين ممثلين عن مختلف القوى والتيارات السياسية والحزبية في الداخل والخارج؟
ج- هي لقاءات هامة أيا كانت النتائج التي خرجت بها... مهم جدا أن تجلس هذه الأطراف مع بعضها وتجري حوارات معمقة بعيدة عن الرسميات والأضواء... العصف الفكري في حالات كهذه أمر في غاية الأهمية لتوليد أفكار وحلول وتصورات تضمن نجاح عملية الحوار الوطني عندما تبدأ.
7- هل هي مؤشر لبداية صفحة جديدة في تاريخ اليمن المعاصر؟
ج- بالتأكيد يمكنها أن تكون مؤشرا على بداية صفحة جديدة رغم كل التعقيدات والصعوبات التي ستحيط بها... وفي الحقيقة فإن مجرد التغيير الذي حدث قد فتح صفحة جديدة كليا بخيرها وشرها.
8- كيف تفسرون تحركات وخطابات الرئيس السابق في الآونة الأخيرة؟
ج- في تصوري أنها تحركات وخطابات تهدف لتوتير الأجواء السياسية وإثبات (الأنا) وأنه لازال قادرا على التأثير وليته يجعله تأثيرا إيجابيا... يبدو الرجل وكأنه يعمل في اتجاه معاكس لأجواء الوفاق بغرض خلق العراقيل أمام تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها... ولذلك من المهم أن يكون هناك فريق قانوني يتولى متابعة ورصد تحركاته وخطاباته الهادفة لإعاقة تنفيذ المبادرة بحيث يمكنه رفع دعاوى قضائية ضده إن لزم الأمر.
9- برأيكم هل الرئيس "هادي" قادر على قيادة المرحلة الراهنة؟
ج- بالتأكيد هو قادر... فالرجل اكتسب الكثير من الخبرة السياسية طوال فترة وجوده كنائب للرئيس خلال السنوات الثمانية عشر الماضية... وهو يعرف كل شئون الدولة ومشكلاتها وليس بغريب عنها... كما أن شخصيته معروفة بالحزم لذلك فشروط نجاحه متوفرة وعليه أن يستمد القوة من الله تعالى والثقة من شعبه الذي أجمع عليه كأمل في الإنقاذ.
10- ماذا عن شكل الدولة الجديدة؟ وما نوع النظام المناسب للجمهورية اليمنية؟
ج- يصعب توقع أي شيء في مسألة شكل الدولة الجديدة، إلا أن أي شكل سيكون مرحبا به إن حافظ على وحدة البلاد... أما النظام المناسب ففي رأيي الشخصي أن النظام الرئاسي على الطريقة الأمريكية هو الأنسب لأنه أكثر ديمقراطية وأكثر حسما في مسألة الفصل بين السلطات رغم أني أعرف أن عقدة الفردية التي طغت على حياتنا السياسية جعلت أكثر الساسة يميلون للنظام البرلماني.
11- السلفيون أعلنوا إشهار حزب ( الرشاد اليمني) .. كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟
ج- هي خطوة رائعة جدا وندعو لهم بالتوفيق... هذا الإنجاز سيجعلهم أكثر قربا من الهموم السياسية والمعاناة الشخصية للمواطنين.
12- باعتقادك ما الحل المناسب للقضية الجنوبية ؟
ج- أحاول تجنب الحديث كثيرا عن هذا الأمر لأن هناك نخبة بسيطة مسيطرة على الأداء الإعلامي لن ترضى عن أي طرح ما لم يتضمن فك الارتباط أو الانفصال... عن نفسي لا يمكنني القبول بذلك أو تبنيه إنما أنا مع أي صيغة تحفظ الوحدة السياسية للبلاد وتحفظ الأواصر الاجتماعية بين المواطنين إذ لا يمكن تكرار جريمة قطع هذه الأواصر التي أصبحت واقعا معاشا يصعب تجاوزه.
13- وماذا عن صعدة؟
ج- صعده مشكلة ستنتهي بأن يصل الحوثيون إلى قناعة بأن مستقبلهم مرهون بقبولهم الحوار واندماجهم في الأطر السياسية المشروعة... ليس لديهم في ظني سوى هذا الخيار الذي يجب أن يتعاملوا معه بواقعية... فالاستمرار في حمل السلاح لن يؤلب عليهم كل الشعب اليمني فحسب بل سيؤلب عليهم العالم كله المهتم بأمن واستقرار اليمن.
14- هل تجاوزت اليمن المرحلة الحرجة أم أن الأوضاع ما زالت مرشحة للانفجار؟
ج- لم يتجاوز اليمن المرحلة الحرجة بعد، وسيحتاج لبعض الوقت حتى يتجاوزها... ورغم خطورة الأوضاع إلا أني أظن أن عوامل الانفجار الكبير قد زالت.
15- الخطاب الإعلامي بمختلف أنواعه لعب دوراً في بث ثقافة الحقد والكراهية بين الناس.. كيف يمكن أن يتم إنتاج خطاب إعلامي موضوعي يثق فيه الجميع ويصدقونه؟
ج- هذا الأمر يحتاج إلى قرار سياسي صارم من الرئيس والحكومة... ويحتاج إلى قدر من الثقة بين الطرفين الأساسيين وتوافق إرادتهما على وقف المهاترات وبث ثقافة الحقد والكراهية سواء في الوسائل التابعة لهما مباشرة أو الموالية لهما.
16- أين سيجد الأستاذ/ نصر طه نفسه بعد الانتهاء من العملية الانتقالية؟ بمعنى آخر: هل تطمح للعب دور سياسي في المرحلة المقبلة؟
ج- كدور سياسي لا أظن أن هذا سيحدث، بمعنى أني لا أرغب في الانضواء تحت أي حزب سياسي مجددا أما كدور سياسي عام فليس هناك ما يمنع إن كان من يريدني أن أفعل ذلك يرى أني يمكن أن أفعله بنجاح... إلا أني أتمنى أن أتمكن من أن يتواصل دوري في العمل الإعلامي والصحافي من خلال نشاط خاص بعيدا عن العمل الإعلامي الحكومي الذي أرجو ألا أعود إليه تحت أي ظرف.
17- ما المستقبل الذي تتوقعونه لليمن؟
ج- مستقبل أفضل ويجب أن نظل متفائلون بذلك لأن التفاؤل يشد من عزائمنا ويقوي إراداتنا.