إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني
غادر صالح العاصمة التي أحتلها قرابة أربعة وثلاثين عاماً عجاف ، في رحلة علاجية حسب قوله ، لم يخرج هارباً لكنه خرج منها منهزماً .
ولعل أصدق وصف لما يقال أن صالح رحل إلى الأبد ما قاله الدكتور عبد الله الفقيه ، "تجارة الوهم" إذ أن صالح لم يرحل بعد ، ولا أتحدث عن صالح الجسد المنهك صحياً ونفسياً وأخلاقياً . بل صالح المافيا السلطوية الأسرية النفعية ، التي تغلغلت في أدق التفاصيل للمجتمع اليمني ، على أكثر من صعيد وفي شتاء المجالات . حتى تكاد لا تجد مؤسسة تخلو من الفساد ولو كانت شركة خاصة أو محل تجاري صغير .
صالح كان يبني مجتمع تحكمه المصالح الشخصية ، ويحتكم للقوة فقد كان يرى نفسه القوة الأكثر سطوة على مجتمع هو الأكثر هرباً من المشاكل في العالم . ورغم هذا أستطاع أن يخلق بؤر للتوتر يُصفي من خلالها خصومة ويتاجر بها إقليمياً ودولياً .
أحدى المسلمات أن صالح رحل ، ولم يكن رحيله رغبة منه ، لكنه رحل مجبراً ، وهذا لا شك فيه ، رحل بعد أن عجز عن توسيع حدود مملكته السبعينية لتمتد خارج حدود جبل النهدين ، أو تتعدى شارع أبو الأحرار الزبيري .
رحيل صالح جاء بعد أن فقد أغلب حلفاءه الدوليين ، فلم يعد صالح صالحاً ليكون حليفاً إستراتيجياً ، في بلد يفتقر صالح نفسه للحلفاء فيه ، ويكاد يكون وحيداً مع عائلته . غير أن المشكلة الأكبر هي الموروث الكبير من العشوائية والفساد الإداري والمالي ، والتفكك الطائفي الذي عمل على تنمية لسنوات طويلة . وكذا الضبابية التي تخيم على القرار السياسي الحالي والغموض السائد في أروقة حكومة الوفاق .
وحتى لا نتاجر بالوهم ، فصالح لا زال قادراً على العودة إلى اليمن ، بل مجبراَ على ذلك . فالولايات المتحدة الأمريكية التي تستقبله لأيام اشترطت لاستقباله ، إسقاط حقه في طلب اللجوء السياسي لأي دولة يصل إليها، بعد خروجه من سلطنة عمان الشقيقة . إذا أنه لم يعد لصالح الحق في طلب اللجوء السياسي حسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ، لأنه يشترط أن يطلب اللجوء في أول بلد يصل إليه بعد خروجه من بلده .
إذا صالح سيعود إلى اليمن ، وفي الحقيقة أنه حتى لو لم يكن هناك شرط كهذا فصالح الذي خرج وهو يتهم خصومة بسرقة الثورة ويستخف بالشباب ، ومبشراً بعودته لقيادة الحملة الانتخابية لهادي لا يبدو أنه ينوي البقاء طويلاً خارج اللعبة السياسية وليس خارج اليمن فحسب ، وربما لا ينوي البقاء خارج قصره الجاثم على قلب اليمن ، والمحصن بنهدي العاصمة .
لست مقتنعاً ولا يوجد ما يقنعني أن صالح سيبقى خارج اليمن ، ما لم يكن لدى الثوار قوة كافية لإبقائه خارج اليمن إلى الأبد . أو إزاحة كل أفراد عائلته ، حتى إذا عاد يعود ليقبض عليه ويحاكم لا ليكون كما قال رئيس لحزب المؤتمر ، ولعل الأفضل للثوار هو أن يتقدموا برفع قضايا على صالح في المحاكم الأمريكية خلال فترة تواجده هناك، فهذا قد يوفر الكثير من تكاليف الدمار الذي سيعود ليصنعه .
طبيعة الشعب اليمني مسالم ، ويتجنب تأجيج الصراعات ، وهذا ما يعلمه صالح ، ولهذا لدية قناعة أن الشعب سيغفو قليلاً بعد ما عاناه من إجرام صالح وزبانيته ، وقد بادر بدعوتهم بالعودة إلى ديارهم خيراً من بقائهم في الساحات، ربما كدعم لتنفيذ تطلعاته . ورغم ثقتي التامة أن الثور لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد تحقق كل أهداف الثورة ، إلا أني لست واثقاً بأن صالح لا يعمل بكل جهده من أجل العودة . والأكثر خطورة أن يستغل خروجه لمعاودة تدمير تعز وإبادة أهالي أرحب ونشر القاعدة ليقنع الشعب ومن لديهم مصالح في اليمن أن اليمن بدونه ستتحول إلى الصومال الذي طالما بشر به في نبوءاته، التي لم يمل من ترديدها على مسامع شعب عرف وأيقن أنه شيطاناً وليس نبي ، سيدمروسيكون بعيداً بما يكفي لتبرئته من جرم الحرب التي سيرتكبها .
سيعود صالح إذا لم نستطيع قصقصة أجنحته ، بإزاحة أقرباءه وحلفاءه من المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية ، أو إيداعه إحدى السجون في الولاية الأمريكية التي وصل إليها .
يجب أن تضل ثورتنا متقدة ، ويجب أن تطال الثورة كل من أعان على القتل أو عمل ضد الثورة ولو بشطر كلمة .
لا يجب أن ينام الثوار قبل أن يستيقظ الشعب كاملاً ليحمي نفسه ، بل يجب أن يملئوا الدنيا ضجيجاً ، ليقضوا مضاجع المتخمين بقوت الفقراء .