آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

الإخوان.. بين الحل و الحل
بقلم/ د. محمد حسين النظاري
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 19 أغسطس-آب 2013 05:24 م

مع تسارع الاحداث المؤسفة التي تشهدها مصر الحبيبة على قلب كل يمني، يصعب التكهن بما قد يكون في قادم الايام، فلا أحد بمقدوره استوعاب كيف تفكر الاطراف هناك، وكيف تحولت الحياة السياسية من صناديق للاقتراع الى صناديق (توابيت) الموت، وحشر فيها النسوة والاطفال عنوة وغصبا من ذويهم وفق الهوى السياسي، وكيف أصبحت الميادين المصرية التي يأتيها السائح من كل مكان للاستمتاع بها، الى ساحات للاعتصام والتظاهر والقتل والترويع.

دور العبادة انتهكت قدسيتها سواء أكانت مساجد أو كنائس، وأصبحت مرتعا للاعتصام والاختباء والفرار إليها، بل طالها ما طال الشوارع والممتلكات العامة والخاصة من حرق وتدمير، فكل الاطراف لم تراعي حرمتها، فلا المتحصنون بها أخرجوها من قائمة الابتزاز السياسي، ولا المتابعون للمعتصمين بداخلها، أنزلوها منزلها القدسي اللائق بها.

لا أحد يرضى مهما كان أن يقتل أي مصري، فهو في الاساس أخ لنا في الدين واللغة والانسانية، وأي شامت بالقتلى قد يكون مصيره يوما مثلهم لا قدر الله.. فقتل المسلم حرام وحرمة دمه أعظم عند الله من هدم بيته الحرام.. ولكن لماذا يصر البعض من اتباع الاخوان، ولن اقول الاخوان المسلمين، لأنني بهذا اقر بإسلامهم –وهو مسلمون- وانفي اسلامي –وأنا مسلم- أو أجعل اسلامي تبعا لإسلامهم، وبما أنهم اليوم فصيل سياسي، فيسري عليهم ما يسري على الاحزاب الاخرى، دونما وصفهم بالدين، لأن ديننا جميعا هو الاسلام.

نعم لماذا يصرون على الاستمرار فيما هم عليه، وهم مدركون بأن عجلة الزمن لن تعود للوراء، لو كانوا حالمين بأن يعود الماضي، فمن حق اتباع مبارك ان يحلموا ايضا بعودته، كان الاجدى بهم أن يتجهوا مجددا نحو بناء حزبهم بما يجنبهم الوقوع في الاخطاء التي جعلتهم لقمة سائغة، كونهم حديثي عهد بالعمل السياسي، خاصة مقاليد الرئاسة، فهم بعد ان أوهموا الكل بأن لا يرشحوا أحدهم منهم لرئاسة الجمهورية يفاجئون الكل بمرشح رئاسي، وهو خطأ كبير وقعت فيه الجماعة، لاسيما بعدما أدارت البلاد بعقلية الجماعة، وبنفس شخوصها وإن كانوا من الظل.

بعد هذا الحجم الكبير من الدمار والقتل، سوف يكون من السهل على الحكومة القائمة في مصر أن تقوم بحل الاخوان ومنعهم من العمل السياسي، وبذلك يعودون من جديد للمربع الاول قبل مشاركتهم مع من يختلفون معهم اليوم في الاطاحة بالرئيس الاسبق مبارك، ولو كانت قيادات الجماعة تمتلك الحس السياسي، لأدركت أن خسارة جولة هو أفضل بكثير من خسارة الابعاد القسري من الميدان السياسي.

إن الحل لحد الساعة ما زال ممكنا فتسليم الجماعة بالامر الواقع هو حل احسن بكثير من حلهم وإبعادهم من العمل السياسي، مع الابقاء على المطالبات القانونية بحق كل من ارتكب جريمة قتل ضد أي مصري من طرف كان... بالمقابل سوف تندم الحكومة القائمة في حالة قيامها بحل جماعة الاخوان، فهم بهذا التصرف سيزيدون اشعال الفتيل، ولن تهدأ مصر، وفيها فصيل يحمل مناصرين كثيرون خارج اللعبة السياسية، وستكون أي انتخابات ناقصة بدونهم، بل سيشكلون عبئا على مصر طيلة الفترة التي سيبعدون فيها.

الحل يكمن في تطبيق القانون ضد من تورط في قتل المصرين من جميع الجهات، فيمكن ابقاء الجماعة مع سجن المتورطين، بالمقابل لا يمكن السكوت عن الطرف الاخر من الحكومة ان كان فيه من تمادى وطبق القتل خارج اطار القانون.

إن ما يحدث في مصر اليوم هو نفس السيناريو الذي كان البعض يريد تطبيقه في اليمن، لو فضل الله ثم الحكمة التي تمتعت بها القيادة اليمنية حينها، والتي أصرت على ان تسليم واستلام السلطة لا يكون إلا عن طريق الانتخابات، فيما المصريون ذهبوا سريعا لخلع رئيسهم، وبات المشاركون في ذلك الخلع كل منهم يريد الاستئثار بالمغنم لنفسه.. ينبغي أن نقر بأن الوضع الفوضي الذي في مصر هو نتاج طبيعي لموافقتهم جميعا على الفوضى التي تناغمت مع ما يسمونه بالربيع العربي.

اتمنى من قيادة الجماعة أن تترك الشعارات الدينية جانبا، وأن تخاطب الناس وفق المفهوم السياسي، فالاختلاف سياسيا هو أمر صحي، أما الاختلاف العقائدي معناه أن أحدهم مسلم والاخر كافر والعياذ بالله، وهذا ما تريد الجماعة تصويره للناس، بأن ما يحدث اليوم هو بين الحق والباطل، بل هو بين طالبي السلطة من كل الاطراف، وعلى الجامعة ان تبتعد عن استخدام الفتوى الدينية، فهم مع ولي الامر متى كان منهم وضد ويجب الخروج عليه متى كان من الطرف الآخر، وكما قلت من يومها الخروج على ولي الامر فيه فتة افظع من فساده.

نسأل الله العلي القدير أن يرحم من قضوا نحبهم في مصر الحبيبة، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وان يجعل لمصر أمر رشد، وأن يبعد عنها كل من يريد بها الفتن، وان بدا من ظاهره الورع والتقوى، وأن ينتصر للمظلوم من الظالم فيهم.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عدنان الجبرني
قادمون يا صنعاء
عدنان الجبرني
كتابات
تدمير مصر المحروسة بأموال ورغبة خليجية
د. عبد الملك الضرعيإسكات الصوت بالرصاص!!!
د. عبد الملك الضرعي
مشاهدة المزيد