الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا
* حميد شحره
بينما التصريحات المؤتمرية تؤكد ان المشترك يريد صفقة سياسية وتعلن التصريحات المشتركية رفضها لاي صفقات نجدهم يتحاورون ويفشلون والرئيس يتفرج على الطرفين ويفكر في المأزق الذي اوقع اليمن فيه ويريد من الاخرين ان يخرجوه منه .
نحن بحاجة الى ما هو اكثر من الحوار للوصول الى اتفاقات ترضي جميع اطراف العملية السياسية , الحوار وسيلة رائعة لتسوية الخلافات ,لكن ما يحدث الان هو تزجية وقت في انتظار مفاجأة غامضة ,وربما هو تواطؤ من قبل الاطراف المتحاورة على وأد الحلول المطروحة ودفن الشفافية في محاضر لا يحترمها احد.
اليس غريبا ان تنتهي كل جولة من الحوارات بين المشترك والمؤتمر بالفشل وحزمة من التصريحات التي تظهر استخفاف الطرفين بالمراقبين والمهتمين بالشأن اليمني ؟
اعتقد ان النخبة السياسية في السلطة او المعارضة لا تزال تفهم السياسة بنفس مفهومها القديم القائم على الشطارة والمراوغة وفن التفاوض حتى آخر نفس . وهي بهذا تغمض عيونها عن الواقع الاليم الذي وصل اليه حال الانسان في هذا البلد , ان حجم الفقر واليأس والاحباط مرعب ومخيف عندما نقترب منه نزولا في قاع المجتمع وفي الشوارع الخلفية وكلما اتجهنا شمالا او جنوبا , شرقا او غربا نحو المدن التي لا تمتلك زخرف صنعاء واكذوبة العيش الكفاف في حياة سكانها .
تنقصنا الصراحة التي نتحدث بها سرا في مجالسنا ومقايلنا ونهمس بها لبعضنا بعضا عندما تصفو نفوسنا ونفكر في حل حقيقي لازماتنا ومشاكلنا بعيدا عن النفاق السياسي الذي يتردى برداء الحصافة والحذاقة ولا يقود الا الى مزيد من ضياع الوقت والى المزيد من التواطؤ على نحر النزاهة الوطنية .
يحاول الرئيس الذي هو طرف رئيسي في الازمة السياسية الحالية ان يستعيد دوره كحكم بين الاطراف المختلفة , فيما هو صاحب مقولة ان اللجنة العليا للانتخابات خط احمر التي يعزف عليها قادة المؤتمر والحكومة باستمرار فلماذا نلومهم على ذلك مادام مالك المؤتمر وصاحب القرار الاوحد فيه يرى هذا الرأي - الرئيس في لقائه بقيادة المعارضة والمؤتمر حثهما على الحوار مجددا وظهرت الصحف الرسمية في اليوم الثاني فيها تصريحات طريفة للرئيس يأسف فيها لعدم وجود رؤية عند المؤتمر اثناء حواره مع المشترك الامر الذي فاجأ قيادات المؤتمر واحرجها وهي التي تشقى ليل نهار في حوارات تعرف انها لا تغني ولا تسمن من جوع مما دفع بامين عام المؤتمر يوم الاثنين الفائت الى اظهار الرؤية كاملة وواضحة غير منقوصة استجابة لملاحظة الرئيس - الاظرف من ذلك ان احزاب المشترك تعرف ان الحكم هو الخصم ولا تجرؤ ان تدعوه لحوار مباشر بدلا من اضاعة الوقت والجهد في حواراتها مع وجوه المؤتمر الشعبي الاخرى التي تملك كل شيئ الا الحق في اتخاذ القرار او البت في الامور .
يشعروننا نحن الذين لا نفهم في السياسة انهم يترقبون وينتظرون ماذا سيفعل الطرف الاخر وما هي خطوته التالية حتى يردوا عليها بمثلها او بافضل منها , والحقيقة ان لا احد يقدر على المصارحة و,الكل ينتظر الفرج من الله والرئيس عصدها في لحظة تجلي وادخل قهرمانات السياسة في حيص بيص عندما انتشى واعلن انه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة , فاحدث صدمة كبيرة لم يصحوها منها محمد قحطان حتى الان وان كان الرئيس قد صحا منها بكل تأكيد ووجد ان الفاس قد وقعت في الراس , والراس هنا راس الجميع الذين لم يصدقوا ولا يجرأون على التكذيب علنا .
لو يسدي فخامة الرئيس على عبدالله صالح خدمة للشعب المسكين ويعلن بصراحة : ماذا يريد ؟
هل هو مقتنع بقراره بعدم خوض الانتخابات فعلا ؟
وهل لديه استعداد لترك دار الرئاسة لمن سيختاره الشعب ؟
وهل يستطيع اراحة ضمير المعارضة التي تعذبها الحيرة بخصوص وضع فخامته بعد مغادرته السلطة وماذا سيعمل واين سينتهي به المطاف ؟
ربما تعرف المعارضة ماذا يريد الرئيس لكنها تتغابي , ويعرف الرئيس ماذا تريد المعارضة فيحيلها على الاستاذ عبد القادر باجمال وامنائه المساعدين ( وهم يعرفون ايضا ماذا يريد الرئيس لكنهم يمارسون الحصافة ).
لكن من المؤكد ان الشعب يعرف ماذا يريد من الرئيس ومن المعارضة .ولن يستمر الحوار طويلا ولا الحصافة يمكنها ان تحول بين السقوط في مستنقع التواطؤ على شعب يتسول ويعيش على امل الموت باقل قدر من اراقة ماء الوجه واقل قدر من المذلة والمهانة .
الخطر محدق بالمعارضة كما هو محدق بالنظام سواء بسواء , فلا النظام ولا المعارضة هما قوة التغيير المرتقبة , ان تحت الرماد جمرا يتوقد , يحتاج فقط الى مزيد من المجاملات والنفاق السياسي حتى يتحول الى نار لن يستوعبها احد .ومن الافضل للجميع ان يصارحوا بعضهم بعضا , حتى نتمكن من تغطية المشهد السياسي في صحيفتنا هذه دون ان نشعر باننا نشارك في لعبة كبيرة لتضليل القراء .
ليس من حق الرئيس الذي اختار بملء ارادته ان يكون رئيس المؤتمر الشعبي العام وحامي حماه , ان يطالب الآخرين بمعاملته كحكم وراعي حوار بين طرفين هو يمثل احدهما , وعلى احزاب المشترك ان تحاوره مباشرة وتضمن تحقيق مطالبها بالتزام منه باعتباره الشخص الوحيد مالك المؤتمر الشعبي العام ووصاحب القرار فيه .لم يعد مستساغا ابدا اتخاذ مشاجب تتحمل الاخطاء والعثرات وتسترد باليسار ما يمنح باليمين واصدقكم القول ان المرء يرثى ويشفق لحال قيادات المؤتمر وفيهم من هو من اصحاب العقل والرأي والحكمة والثقافة ان يتحولوا الى هدف للنقد نيابة عن الاخرين اصحاب المصلحة الحقيقية . ولكن هذا حظهم الذي اختاروه بانفسهم فلا تثريب على الناقدين .
ومازلت اؤكد ان الثقة مفقودة تماما بين الطرفين , وفيما هي تتعزز بين احزاب المشترك , نجدها في الحضيض في اوساط قيادات المؤتمر , مما يعني ان الرئيس يحتاج الى ان يصارح الجميع بنواياه بشكل واضح يجعل كل طرف يحزم امره ويتخذ قراره بعيد عن المماطلة المسماة حوارات والتي تشبه المسلسلات المكسيكية .