ثروة ''آل الأسد'' كيف حصلوا عليها ومن يديرها؟ ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه أول ثمار إسقاط نظام الأسد.. زيادة 400% في رواتب الموظفين زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر درجة يضرب دولة عربية موقف ارنولد يثير القلق في ريال مدريد أشعلت طرطوس.. غارات مرعبة وهي لأقوى الأعنف منذ عام 2012 قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب ضبط مصنع ضخم لمخدر "الكبتاغون" بريف دمشق في أحد قصور الاسد
مأرب برس - خاص
تروج هذه الأيام في اليمن نظرية مفادها أن هروب 23 سجينا من دائرة أستخبارات تخضع لأجراءات أمن مشددة كان مدبرا لنقلهم الي سجن في الولايات المتحدة ألتفافا علي القانون اليمني الذي ينظم تسليم المجرمين الي دولة أخري بموجب أتفاقية . أن الولايات المتحدة يهمها بالتأكيد ضمان أن يكون الهاربون في سجنها . العديد منهم مدانون بالأشتراك في جريمة تفجير السفينة الحربية كول الذي قتل فيها 17 من طاقمها يوم 12 آب 2000 ، وآخرون بضمنهم مدانون بتفجير ناقلة النفط الفرنسية ليندبورغ . أحدهم
أمريكي هو جابر البانح الذي أدين في الولايات المتحدة لتورطه في خلية للقاعدة في ( لاكوانا ) بنيويورك . الحكومة اليمنية لم تسلم بعد هربهم الصور وبصمات الأصابع والمعلومات الأخري للأنتربول والتي كان يمكن أن تمكنه من أصدار أنذار أحمر ، وبسبب هذا الأفتقار الي المعلومات أصدر الأنتربول أنذارا برتقاليا أقل درجة .
لقد وجد النظام صعوبة في أبقاء الذين قاموا بالهجوم في السجن . هرب في عام 2003 ثمانية متآمرين من السجن وذهب أثنان لاحقا لأنجاز عمليات أنتحارية في العراق . كان بين الهاربين عام 2003 جمال البدوي وهو عقل مخطط آخر للتفجير . ألقي القبض مرة أخري علي البدوي وأعيد الي السجن لكي يهرب مرة أخري ومعه هذه المرة 22 آخرون من المسجونين . أنكر الرئيس صالح علنا بعد الهجوم علي كول أن الولايات المتحدة قد أحاطته علما بأن كول في طريقها الي عدن .
وفقا لما قاله قائد centcom السابق الجنرال أنتوني زيني في شهادته أمام الكونغرس عام 2000 فأن سياق الأجراءات الأمريكية المتبعة تلزم بأعلام المسؤولين اليمنيين قبل أسبوعين من وصول أية سفينة الي الميناء . قبل أسبوعين من الهجوم بالضبط بدأت وحدة أستخبارات البنتاغون ( آبل دنجر ) بألتقاط أشارات عن (( نشاط أرهابي مكثف )) في عدن . عند التفجير رتب مصدر مسؤول في النظام اليمني نظرية أن الولايات المتحدة قد فجرت السفينة بنفسها كمبرر لغزو اليمن . أستمر تسويق هذا الخوف .
قال الرئيس صالح في خطاب عام 2005 (( كانت هناك خطة لأحتلال عدن )) ووفقا لقول الرئيس صالح أنتظرت ثمانية سفن أمريكية في مدخل ميناء عدن متهيئة للغزو في الأيام التي أعقبت التفجير وأدعي أنه بفضل مؤهلاته القيادية تم تجنب الغزو .
لم تكن في الحقيقة توجد سفن حربية أمريكية في المنطقة وكل الوثائق تشير الي أن كول كانت تبحر لوحدها . في الأيام التالية للتفجير كان بحارة كول يكافحون ليبقوها عائمة فيما كان الجرحي يعالجون علي سطحها ولو كانت توجد سفينة معها لما كان من المعقول أن لاتبادر فورا الي نجدتهم . كان الأجراء العقابي الوحيد هو تخفيض المساعدة المالية لليمن والذي أتخذ بعد نقاش مختصر أثناء سماع الشهادات في الكونغرس عام 2000 وذلك كحافز لليمن كي تتعاون بشكل كامل مع تحقيقات الأف بي آي وقد سد الطريق علي هذا الأجراء بسبب أعتراضات الجنرال زيني . كان الكونغرس وقتها بالكاد يفكر في أحتمال تورط النظام اليمني ، وقد أعتمد الكونغرس في تجاهله هذه الفرضية علي تأكيدات زيني علي أخلاص الرئيس صالح . لم تدرس أدارة كلنتون أبدا أجراء أنتقاميا ضد اليمن لتفجير كول حسب ماجاء في تقرير 11 أيلول ووثائق أخري . ناقش كلنتون بأختصار ضربة عسكرية ضد أفغانستان ثم ركنت فكرة مواجهة طالبان جانبا فيما كانت فترة رئاسة كلنتون تقترب من نهايتها .
نظرة مطلع
يقول السيد أحمد الحسني القائد السابق للبحرية اليمنية وأحد رجالات النظام لزمن طويل أنه لم يندهش للهرب (( نظرا للعلاقات الموجودة بين السلطات والقاعدة )) التي وصفها بأنها قوية ومؤثرة . أن السيد الحسني الذي ينشد اللجوء حاليا في بريطانيا هو معارض صريح لسياسات النظام نحو سكان اليمن الجنوبي التي يراها البعض أحتلالا وليس توحيدا . زار أسامة بن لادن اليمن أواخر التسعينات وعقد أجتماعا لمدة ست ساعات في المطار مع الجنرال علي محسن الأحمر من بين آخرين . لابد أن هذا اللقاء كان بحاجة الي موافقة صريحة من الرئيس صالح نفسه كما يقول الحسني . لم يكن هناك خلال العقد الأخير تطهير أداري أو أعادة تأهيل رئيسة للموالين ذوي المناصب العالية لأسامة بن لادن في النظام . ينتشر حاليا المتعاطفون مع القاعدة علي كل المستويات العليا في القوات العسكرية والأمنية بضمنها ، كما يؤكد الحسني ، الحرس الجمهوري ومديرية الأمن السياسي وينشط هؤلاء المنظمون جيدا والمشربون تماما بعقيدتهم بدافع آيديولوجي مع عدة ضباط من الحرس الجمهوري مسؤولون عن تنسيق مساعدة نشاطات المجاميع الجهادية في اليمن بضمن ذلك التصدير والأمن والتوثيق والتمويل . هؤلاء المسؤولون متورطون في غسيل الأموال ومنح المكافآت عبر شركات يمنية كبيرة تجري أعمال وصفقات في بلدان الخليج وجنوب آسيا بضمنها كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايلند . يقول الحسني أن أولئك الجهاديين الذين في السجن يبقون فيه لأطلاق سراحهم عند الطلب (( عندما يحتاجونهم لعمل أي شيئ ضد أعدائهم السياسيين سيطلق سراحهم لهذا الغرض ، وهذا يعني أيضا أنه يمكن أستخدامهم من قبل السلطات ضد مصالح الولايات المتحدة )) ويختتم كلامه بأن هرب 23 سجينا ماكان ليحصل دون (( أرادة ورغبة صالح )) .
خاتمة
أن الهرب في اليمن قد يشير الي الحاجة الي سجن دولي بأجراءات عالية أمنية وأنسانية لدعم عمل محكمة الجرائم الدولية ولأيواء أكثر مجرمي العالم خطورة والسجناء الميالين الي الهرب . وبينما يقوم أسطول متعددة الجنسيات بمراقبة سواحل اليمن لايبدو أن هؤلاء الهاربين هم الآن في سجن أمريكي . يمكننا القول ونحن مطمئنون أكثر أن سياسة الولايات المتحدة في أعادة تأهيل النخبة التي نجحت في الباكستان بعد 11 أيلول قد نجحت بدرجة أقل في اليمن فيما يتعطل الجهد المضاد للأرهاب مع مرور الشهور والسنين بالهرب المتكرر من السجن . أذا لم يبدأ الحيتار برنامج حوار مع بعض أعلي المسؤولين العسكريين والأمنيين لصرفهم عن آيديولوجيتهم المتطرفة فأن أفضل أمل لليمن يكمن في الدمقرطة وهو مايرفضه الرئيس صالح والنخبة المتخندقة جيدا بحماس . لكن عددا من الناشطين المدنيين يسعون أليها بحماس مماثل مع قسم لايستهان به من الشعب اليمني