طائفتي الانسان والوطن والحلم الجمعي
بقلم/ فتحي أبو النصر
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 22 يوماً
الأربعاء 23 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:26 م

الهاشميون دخلوا اليمن منذ مئات السنين وحكموا .. كانت اليمن حصنهم المثالي من بطش الامويين والعباسيين ..كانت اليمن مدمرة من الاحباش ومن الفرس ومن صراعات الاقيال.. كانت اليمن رافعة الدين الاسلامي وخائرة القوى مع انهيار المشروع الاسلامي وتحول الحكم لملك عضوض وانقسام اليمنيين في الخارج بين علي ومعاوية الخ .. لكنهم في الداخل منحوا امتيازات لائقة كونهم آل البيت الذين تم تشريدهم وظلمهم .. رغم ذلك مازالوا عصاة على الاندماج المجتمعي حتى الآن ..ولقد قامت ضد عديد ائمة انتفاضات وثورات بينما آزرتهم قبائل لعقود بالمقابل ..والحاصل ان اليمن دفعت عبر التأريخ ثمنا لصراعاتهم الصغيرة فيما بينهم وطويلة الأمد إذ كان يتم خروج اكثر من امام في وقت واحد يدعو لنفسه ويكون الانقسام الاهلي مريعاً للأسف .. حتى اللحظة مازالوا يتذكرون انهم فئة فوقية كما يتم استغلال البعد الديني الذي يقول بأحقيتهم في الحكم ..الخ . لذلك لن يهدأ ما عرف تاريخيا بالصراع القحطاني العدناني المشين في اليمن .على انني استثني بالطبع اولئك الذين من طبقة ما يسمى بالسادة ولكنهم لايؤمنون بالعنصرية أبداً بل انهم بروح وطنية مثلى كما استثني ابناء اليمن من غير السادة اللاعنصريين الوطنيين .. ثم هل تم اقصاء الهاشميين فعلاً كما يزعم البعض من بعد ثورة سبتمبر ؟ لا اعتقد ذلك بصفتهم مواطنين وكونهم من اذكى شرائح المجتمع كما نعرف مابالكم وتواجدهم الطبيعي في كل كيان داخل الدولة وخارجها كغيرهم .

اليمنيون عموماً وبطبيعتهم يكنون احتراما خاصا لآل البيت .. وآل البيت هنا يتوزعون بين المذهبين الرئيسين الزيدي والشافعي ..جميعنا لدينا حساسية من الوهابية لاشك وتدخلات السعودية ..السعودية التي كانت تدعم الملكيين بعد ثورة سبتمبر ثم رعت المصالحة بينهم وما وصف بالجناح القبلي الجمهوري .. لكن من بعد قصة الحوثي ثمة نبرة متهورة تنتشر يلاحظ عليها الطبقية الهاشمية بشكل صادم ..زاد الطين بلة توغل الصراع الاقليمي الطائفي في المشهد .. ثم ان انجراف من يقولون انهم ضد الحوثي في التحريض ضد كل الهاشميين حتى الذين ليسوا مع مشروعه وجماعته عمل بغيض لا نحترمه ..المطلوب ترشيد الخطاب الجمعي بشكل عام من اجل مزيد من السياسة والديمقراطية لا دونهما .. والارجح ان اليمن المتخلفة الفقيرة الاكثر حضناً للسلاح المنفلت في المنطقة لن تكون بخير إلا بالمواطنة وبالمدنية وبالتنمية وبالتنوير وبالتقدم .. من هنا اجدني ادين هذا الصراع الرديء خصوصا انه يكاد يتحول الى حقد بغيض لا يطاق .. كما انني امقت التحريض المتبادل بالضرورة .. وبالتأكيد نعرف مآلات ما وصف بالصراع القحطاني العدناني بين ثوار سبتمبر نفسهم كما نعرف ان العديد منهم لم يكونوا بقيم جمهورية حقيقية بقدر ماكانوا مع بقاء مصالح نفوذهم المشيخي الانتهازي الفاسد او الطبقي فقط .

مذهبياً فإن من حق الناس ان يعتقدوا ما يريدون لكن مع اهمية عدم اجبار الاخرين على مايعتقدونه او استمرارهم بصيغ القوة عبر السلاح وبالتالي التلويح بالعنف والترهيب او الاستعلاء .. وعليه اجدد ثقتي في ان حروب صعدة لها اوزارها الكبيرة على النسيج الوطني بحيث ذهب ضحيتها ابناء هذه البلاد اولا واخيرا ..باختصار شديد يجب انحسار لغة التكفير ضد الاخر من قبل الجميع دون استثناء الاصلاح والسلفيين والحوثي الخ ..يجب وضع حد لفوضى القاعدة التي يتواطئ معها الكثير بأسرع ما يمكن ايضا .. وفي السياق يجب وقف نزيف الدم العبثي هذا وتنظيم الصراع بشكل ارقى اي داخل افكار السلام والتعايش والبرامج الحديثة لاغير ..ترى متى يمكن هذا الامر تحديداً ؟

تلك هي المسألة  باختصار اشد انا طائفتي الانسان اليمني والوطن اليمني والحلم اليمني الجمعي الناضج وليس القبيلة ولا المذهب ولا الفئة على الاطلاق ..  من يفهم ؟