الحوثيون وسياسة الرقص على الجراح ... رداً على البخيتي
بقلم/ فكري القباطي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
الأحد 08 يوليو-تموز 2012 04:19 م

الجراثيمُ لا تستطيعُ أن تصنعَ الجروح ..

ولكنّها كذلكَ لا تستطيعُ أن تعيش بلا جروح ؟؟

هذا هوَ الاستنتاج الوحيد الذي خرجتُ بهِ من مقالةِ المدعو ( علي ناصر البخيتي ) المنشورة في صحيفة الأولى في يوم الجمعة الموافق 06 تموز/يوليو 2012 والمعنونة بـ ( إلا الحوار يا زنداني ) ..

وأظن أن فحوى الموضوع ( ذي الطابع الانشائي ) قد اتضح لمن لم يحالفهم الحظ لقراءة هذا الكم الهائل من الحقد والافتراء للشيخ عبد المجيد الزنداني في مقالة البخيتي ..

والمثير للسخرية أنَّ البخيتي افتتح موضوعه بكلماتٍ مأخوذةٍ من أغنية أبي بكر سالم ( كلما صفت غيمت ) في إشارةٍ منهُ إلى شيخنا الجليل عبد المجيد الزنداني متذرعاً بـ آراء الشيخ الدينية في دولة ما بعد الثورة !!

فآراء الشيخ عبد المجيد الزنداني المستندةِ على حقِّ الشيخ الزنداني في أن يكون صاحب رأيٍ مثلهُ مثل أي يمنيٍّ آخرٍ في مؤتمر الحوار والوفاق آراء ( متطرفة ) بالنسبة لعلي البخيتي وقد تضر بالسلم

الاجتماعي والتوافق المتفق عليه في سراديب إيران بين الحوثيين وعلي سالم البيض بينما آراء عبد الملك الحوثي المستندة على الكلاشينكوف والدبابات والمدافع في صعده والجوف ودماج والحجة لا تضر بالسلم الاجتماعي ولا تفتحُ الباب على مصراعيهِ أمامَ دخول الفتنة وخراب البلاد والعباد وهي كذلك لا تُغيم السماء التي غيمها الشيخ عبد المجيد الزنداني بآراءهِ الفتّاكة ..

الملفت في الموضوع أنَّ الحوثي علي البخيتي استرجع كل أخطاء الماضي -في مرحلةٍ تستدعي نسيان الماضي بإصلاح الحاضر- وربطها بالشيخ عبد المجيد الزنداني بدءاً من حرب 94 وانتهاءً بحرب النظام السابق على الحوثيين في تكرارٍ مؤسفٍ لذات المنهج الذي نشأ عليه الحوثيون وأشباههم من متطرفي الشيعة في استعادة أحداث كربلاء ومعركة صفين كلما قلنا رضي الله عن أم المؤمنين ومعاوية وعمرو بن العاص بل حتى أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضيَ الله عنهما وأرضاهما لهما نصيبٌ وافرٌ من إساءات هؤلاء الماضويين لأنَّ بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في السقيفة كانت منعطفاً خطيراً يستدعي ذم الصحابة الكرام إلى يومنا هذا بسبب بيعتهم لسيدنا أبي بكر والتي وأدت المشروع السلالي في مهده ..

ويسعدني في هذا المقام أن أستعيد الماضي الذي عادَ على غفلةٍ منَ الحاضر حينما أجمعت كافة الأطراف الوطنية على ترشيح عبد ربه منصور ليخرجَ الحوثيون من هذا التوافق ببيانٍ رسمي يعلنون فيه خروجهم عن هذا التوافق في تكرارٍ غريبٍ وعجيبٍ ومُريبٍ لموقفٍ آخر اعتبرهُ علماء السلف والخلفِ سبباً لنهايةِ الخلافة الراشدة في معركة صفين التي جرت أحداثها بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ومعاوية بن أبي سفيان والتي كادتْ أن تنتهي بالصلح والوفاق بعد اتفاق الطرفين على حقن الدماء واللجوء للتحكيم ما أثار حفيظة الخوارج، الذين اعتبروا التحكيم نوعا من الحكم بغير ما أنزل الله، فاعتزلوا عليا بل كفروه وتبرؤا منه وما أشبه الليلة بالبارحة ..

ومع أنَّ الماضي حُجّة ( الفاضي ) إلا أنَّ إصلاحه بـ الحوار والتوافق لإيجاد بيئةٍ خصبةٍ للعبور إلى مستقبلٍ مشرقٍ لا يكفي بالنسبة للبخيتي وطائفته الماضوية فالحاضر لن يُبنى بلا ماضٍ أليمٍ والمستقبل

المشرق مرهونٌ بتصفية الحسابات القديمة وكم كانَ البخيتي عبقرياً وهوَ يضعُ اللبنة الأساسية لنجاح مؤتمر الحوار (التوافقي ) باللجوء إلى سياسة الإقصاء والإبعاد التي قامت لأجلها الثورة عبر اشتراط عدم مشاركة الشيخين الزنداني والديلمي لأنَّ فتواهما -المزعومة- تسببت بحرب 94 م ولأنَّ مشاعر علي سالم البيض المرهفة -كما ذكرَ البخيتي- ستُجرحُ إنْ جلسَ مع الشيخ الزنداني على طاولةٍ واحدةٍ باعتبار البيض ضحية من ضحايا حرب 94م ويبدو أن ( الحال من بعضه ) فالحوثي كذلك ما زال إلى يومنا مظلوماً وبريئاً وضحية و يُدافعُ عن أرضه وبيته ومالهِ حتى بعد سقوط النظام السابق تارةً مع السلفيين وتارةً مع الإصلاحيين وتارةً أخرى معَ السعوديين وقد كانتْ قاصمة الظهر من البخيتي ادعاؤهُ أنَّ فتاوى الشيخ الزنداني هيَ الدينامو المحرك لكل هذه المعارك وأخشى ما أخشاهُ أن تكون فتاوى الشيخ الزنداني ( النووية ) وراء محرقة الهولوكوست وسببَ سقوط القنبلة الذرية على هوريشيما وكأنَّ الشعبَ اليمني في نظر هؤلاء الماضويين السُذّجِ مجرد أدواتٍ تحركها الفتاوى وشخصياً لستُ أدريْ ماهيَ الفتوى اتي أباحتْ للحوثيين زرع المئات من الألغام في حجة لتقتل كل عابر سبيل !!

ولكني بالتأكيد أدركُ ما هي الفتوى التي جعلت من عبد الملك الحوثي يرسل شبيحته للمساهمة في إنقاذ العلويةِ من خطرِ الباحثين عن الحياة الكريمة في سوريا وهيَ ذاتُ الفتوى التي جعلتْ من الانفصالي

الماركسي علي سالم البيض في نظرِ البخيتي مناضلاً وطنياً وصاحب هامةٍ كريستاليةٍ لا يجوزُ أنْ تُخدشَ في مؤتمر الحوار بمشاركة جينكز خان الزنداني وسبحان من جمعَ السلالي مع الانفصالي على طاولةٍ خمينيةٍ لا يجتمعُ حولها إلا مارقٌ أو فاسق ..

ولكني مع كل ما قالهُ البخيتي من سخفٍ وزيفٍ وسفسطة أجدني مجبراً على الإشادة بكلمةِ حقٍّ دخلتْ من باب الباطل وأتمنى ألا تقهقهوا وأنتم تقرأون هذه العبارة المأثورة من فمِ حوثي :

( الشريعة الإسلامية تستخدم دائماً للمزايدة وجمع الأتباع ومحاربة الخصوم )

..!!

ولستُ أدري لماذا استعذتُ بالله من إبليس بعد أنْ مررتُ مرور الكرام على كل المقالةِ ولكني قعدت ثم اتكأتُ بين حروف هذه العبارة اللؤلؤية في مقالةٍ تعجُّ بنشارة الخشب !!

ربما السبب لأن إبليس قد صدق ذاتَ مرةٍ وهوَ كذوب أو ربما لأنَّ البخيتي كذبَ وهوَ صدوق أو ربما لأنّ كليهما لا يصدقانِ إلا حينما يملُّ الجميع من أكاذيبهما !!

ولكني مع ذلك سأقدمُ خدمةً جليلةً للبخيتي بتصحيحٍ بسيط يتعلق بكلمة ( دائماً ) واستبدالها بـ ( غالباً ) ..

فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخدم الشريعة الإسلامية للمزايدة وجمع الأتباع وكذلك الخلفاء الراشدون والتابعون ومن سار على دربهم ونحنُ سنظل على العهدِ في استحضار شريعتنا الإسلامية وتحكيمها في كل شؤوننا وسنسعى إلى أنْ تكونُ كلمة الفصل في هذا الوطنِ للدين أولاً لأننا مسلمون لا طائفيون أو ماضويون وإسلامنا يحرمُ علينا أن نجعل من شريعتنا ذريعةً لضرب الأمريكان واليهود في حجة ودماج وسوريا ..

والشيخ الزنداني لم يتخذ يوماً من الشريعةِ باباً للمزايدة وجمع الأتباع ولو أرادَ ذلكَ لمَا كانَ السلاليون والانفصاليون اليوم يهاجمونه بأقلامهم وأفواههم وأحلامهم لأن أهدافهم الخبيثة في تمزيق الوطن وإثارة الفتن فيه تكشفُ لنا أن هجومهم الدائم على شيخنا الجليل ليس حُبّاً في الدين أو الوطن بل خوفاً من أكبرِ عائقٍ يحول بينهم وبين مشاريعهم الانتهازية ..

وليس الشيخ الزنداني من يُمنعُ من حوارٍ أو يُرفعُ دونهُ ستار فهوَ العالم الجليل المجاهد والمجدد والعبقري بشهادة ( د.جو لياي سيمبسون ) * و ( أ.د. مارشول جونسون )* و ( البروفيسور آرمستورنغ )*

وغيرهم الكثير من علماء وعباقرة الغرب من شهدوا لعظمة هذا الرجل وعبقريته شهادةً ترفع رأس كل يمنيٍ - حُرٍّ- والحديث يطولُ في هذا الشأن وربما أفردُ فيه مقالةً مفصلةً بإذن الله ..

والله أكبر يا بخيتي .. والموت لأمريكا وإسرائيل .. والنصر للإسلام ..