حميد الأحمر .. مازال النموذج الأسوء‎
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 02 يوليو-تموز 2012 03:18 م

دائما الجلبة التي يثيرها حميد الأحمر تعكس وبصورة جلية نمطية تفكيره والتي هي عبارة عن نسق قبلي متوارث ابا عن جد وهذه النسقية تظهر دائما بأسوأ تجلياتها، فهو ولعلة ثقافية يعجز عن التحكم بعقله وبالتالي تنفرط منه الكلمات التي يؤذي بها الكثيرين والتي تدل على عدم حس بالمسئولية الوطنية، وان المتابع لمثل هذه الشخصية التي تبدوا لنا في كثير من الأحيان بدائية جدا من خلال لغة الفكر والمنطق التي يمتلكها ليذهل عن كيفية تمكنه من وضع يده على أحزاب وشخصيات لها وزنها الثقافي في البلد وجعلها مجرد ادوات تجميلية لمشروعة الإقطاعي الكبير القائم على الطبقية الاجتماعية وتمييع المؤسسة المدنية وتفريغها من محتوياتها وملئوها بهرطقات قائمة على العرف والقوة والنفوذ له ولأسرته.

مهما بلغ حميد الأحمر من نفوذ ومهما تضخمت ثروته ، ومهما أنفق على أحزاب كانت ذات يوم يسارية أو قومية، ومهما تشكلت لديه كتيبه ضخمة من الكتبة والإعلام التي مهمتها الأهم تلميعه، فهو وبمجرد أن يظهر على قناة إعلامية محايدة وينطق حتى تعرف فورا ما هو هذا الرجل وانه لولا الظروف التي استطاع ان يستفيد منها بينما كان منتمي إلى حاشية الرئيس السابق لبقي شخص عادي من العوام الذين يواجهون صعوبة في قراءة الأحداث وفهمها دون وسيط ، والجميع و بدون استثناء يعلم بأنه متورط في قضايا فساد وتهرب ضريبي وأنه يرفض دائما الانصياع الي القانون ويتعالى عليه ويمارس سلطة اشبه ما تكون بالهمجية لتنفيذ أهدافه وشوارع صنعاء وأزقتها مازالت تتذكر عمل العصابات والقتال الذي كان يدور فيها.

كان سؤالي الذي لا يستطيع أحد ان يجيب عليه، ما هو مشروع حميد الأحمر ؟ و هل يملك شيء يعول عليه حتى يطرح _ وعن طريق مريديه _ نفسه كبديل في سدة الرئاسة او ما هي افكاره التنويرية حتى يخرج لنا كقائد وداعم للثورة اليمنية التي لولاه لأتمت كامل أهدافهما، إلا أن كان البعض يعتبر بان الخلطة القبلية والإسلامية المفصلة على مقاسات خصره والتي ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالدولة المعاصرة هي مشروعه، فدولة القبيلة وقبيلة الدولة هي المكان الوحيد الملائم التي يستطيع من خلالها حميد ان يتنفس ويعيش ويتعاطى القات بشراهة.

اذا ما هو تفسير أن يخرج هذا الرجل الثوري جدا بتصريحات يتهم بها أعراض نساؤنا اللواتي كن النواة الأولى لتفجير الثورة ليصفهن بأن خروجهن كان لمجرد تحويل الساحات الى مواقع رقص ولقاءات عاطفية مع عشاقهن، هل هنالك تفسير اكثر من أن لا مبالاة هذا الرجل تجاوزت الحدود وأنه لا يختلف بأي شيء عن الرئيس السابق الذي وما أن يتمكن حتى يعربد يمنيا وشمالا.

بينما الواقع يقول بأن النساء اللواتي تعرضن لهن أكثر ثورية ونضالا منه فالنضال يكون في الشارع وبين الآلام البشر لا على الوسائد الوثيرة ومقايل القات المشينة، وحدها المرأة اليمنية كانت متفردة بين كل الثورات العربية والتي اظهرت القيمة الإنسانية في ابهى صورها حين نزلت الى الساحات رافعة يد النصر وعلم الوطن تبحث عن بلاد جديدة ومستقبل ناصع، هن ولا أحد سواهن بادرن منذ البدء بينما حميد صاحب الفضيلة وحارسها الأوحد ظل مترددا يحسبها بمقياس الربح والخسارة ويعقد الصفقات السرية ليرى بأي الجهات ينزاح.

هو وإضافة أنه حارس فضيلة جديد ومخترق لنوايا البشر ايضا ضليع في الرؤية المستقبلية للوضع ألسياسي فهو يرى بأن مشكلة الجنوبيين هو البيت الذي سطى عليه هو وأسرته كثقافة الفيد التي تسري في العرف القبلي والذي يعود للسيد علي سالم ألبيض وأنه مستعد أن يعيد المنزل حتى تنتهي أزمة ألجنوبيين هذا ما صرح فيه حميد على قناة الميادين وبشكل صريح ومباشر!!!

بحق العقل والمنطق هل يوجد شيء أكثر سطحية مما تلفظ به حميد هل هنالك شيء يمكن ان نصف بها هذه ألعقلية بل كيف نستطيع أن نتواصل مع شخص هكذا يفكر ويختزل قضية شعب ووطن ودولة وحقوق في منزل وضع هو اليد عليه، فهو هنا لا يرى أية غضاضة في الاعتراف بأنه من ضمن الجوقة التي ساهمت في تدمير الجنوب بل أنه يذكرنا بأنه كان من ضمن القوات القبلية التي شاركت الجيش في الشمال على حربها على الجنوب وتدميره وإنهاء كل مقومات المدنية والقيم ألباقية، انه وأسرته شركاء في هدر دماء الجنوبيين ومتورطين في شن حرب ظالمة على شعب لم يسيء اليهم ولم يتعرض لهم من قبل، شعب أحب الوحدة وقدم لها كل ما يملك بينما هو وما يمثله من التيار القبلي المتنفذ في الشمال استفادوا من هذه الوحدة وامتصوا كل ما فيها ليزدادو ثراءً على حساب كل الضعفاء في هذا الوطن.

مشكلتنا الأم في هذه البلاد سواء كنا وحدويين أو انفصاليين هي مع حميد الأحمر وما يمثله من عقلية القبيلة في اسوء نماذجها ومع ما يمثله من إقطاع فض وشره الذي مس كل قيم التمدن والمعاصرة والحداثة، أنهُ حالة تشبه السرطان التي باتت تتوسع وتلتهم كل من يقف بطريقها، إنه الخطر الذي سيصير على شكل دولة لتمارس عنف فكري وجسدي ضد كل من يعارضها بعد أن تقوم بتصفية حلفائها.