القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة
بالمناسبة، العبقرية لها جذورها الراسخة عندنا، ومصدرها إعتقاد قدماءنا بسكن الجن لوادي عبقر بجزيرة العرب، وهو ربما مايفسر هيام الجن بنا وحبهم لنا وسكناهم بيننا وأكلهم معنا، وأحيانا مضاجعتنا، دون العالمين.
فمن وادي عبقر صدرنا إلى بقية الأمم نصيبهم من تراث الجن والجنان، كمنتجون وحيدون وحصريون، كإسم الجني Genie ، ومشتقاته حتى أصبح عندهم مثلنا تعبير genius مرادفا للعبقرية، وإلى ثقافات أخرى كلمات ذات صلة مثل: الجنون، وجنان، ومجنون، وهو ربما مايفسر إجادتنا لذلك أيضا.
أخيرا، وفي مفارقة مضحكة، تفتقت «عبقريات» صغيراتي ذوات الأربع والسبع والثمان سنوات إلى إختراع وجود «جني» في خيمة حوش البيت لحماية لعبهن ودراجاتهن من بقية الأطفال.
لم يكن للكبار دخل في ذلك الإختراع سوى أنهن بالتشاور فيما بينهن باللغة الصينية، وبسبب وجود خلل ميكانيكي في باب الحوش الذي يفتح بمجرد الطرق عليه بطريقة ما، قررن ان يضعن حدا لعبث العابثين مستغلات وجود خرافة الجن في عقول الصغار بقوة، فقمن بنشر الخزعبلة واثباتها عمليا حتى توهم الأطفال ان باب الحوش الذي يوصد ولايوجد احدا بداخله، ما ان يطرق وتستدعى الأشباح حتى يقوم الجني الموجود بالداخل بفتح الباب!
عندما علمت بالأمر صدفة من بعض الأطفال الذين تساءلوا ببراءة ماهو شراب الجني الموجود بداخل الحوش وماذا يأكل بجانب الدماء؟، وهو الأمر الذي فسر أيضا للأم إختفاء مشروب «الفيمتو» من الزجاجات بسرعة فائقة، مكتشفة ان هناك اواني معدنية مبعثرة بجانب باب الحوش الخلفي مصبوب بها شراب أحمر قاني على أنه دماء دجاج، الغذاء الرئيسي للجني الساكن في بيتنا.
- بعد التحقيق في القضية، كشفت لنا البنات السر وهن مغرقات في الضحك !
الإعتقاد بالخرافة وتهويماتها لاتقتصر على الأطفال فقط، بل تتعدى ذلك إلى واقع مجتمعي افدح. فحتى فترة قريبة لم اكن أعرف ولا جيراني ولا أولي العلم بمصدر إسم حي فج عطان الذي أسكنه والمحاذي لمدينة حدة بصنعاء، وبأن إنتسابه الأصلي يعود لعالم الجن، إلى أن اكتشفت ذات يوم بأن كاتبا شرعيا منذ عهود سحيقة أشار ضمن تذييلات وثائق ملكية العقار بأنه يقع في منطقة «فج عطان والعياذ بالله…!!!».
مشكلتي الكبرى الآن تتمثل في نفاذ صبري عند شرح الموضوع بطريقة منطقية للأطفال، ضحايا الخدعة، وحديثي معهم بأن ماقيل ليس سوى مجرد نكتة حتى أظن في كل مرة انهم قد اقتنعوا تماما، لكن بسبب عقيدتهم وعقيدة آباءهم الذين ما ان يأتي ذكر الجن على اللسان حتى يطلقون كالرصاص السريع سيل من المعوذات، فإن إيمانهم بالواقع لا يستمر سوى أياما قليلة معدودة، ثم لا يلبث الجني إلى العودة بشكل أقوى من ذي قبل.
- لذلك أصبحت خرافة بناتي وكيدهن حقيقة، وباءت كل محاولاتي «العلمية» بالفشل !
abdulla@faris.com