تفاصيل جديدة عن غارات جوية تستهدف صنعاء والحديدة و مقتل 9 اشخاص حملة عسكرية تستهدف أمراء الحرب المرتبطين بنظام الأسد في الساحل وحماة وحمص من خسر أسلحة أكثر.. روسيا في سوريا أم أميركا في أفغانستان؟ كشف بخسائر تفوق الوصف والخيال تصريح جديد للرئيس أردوغان يغيض المحور الإيراني ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود تحركا مع العراق لبحث التداعيات في سوريا عاجل تكريم شرطة حراسة المنشآت في عدد من المكاتب والمؤسسات بمأرب احتفاء بيوم الشرطة العربي مجلس الأمن الدولي بإجماع كافة أعضائه الـ15 يتبنى قرارا بخصوص سوريا تحركان عسكريان أحدهما ينتظر الحوثيين في اليمن وسيلحق بهم عواقب وخيمة وطهران لن تستمر في دعمهم منتخب اليمن يخوض خليجي 26 بآمال جديدة تحت قيادة جديدة اليمن تشارك في مؤتمر احياء الذكرى السبعين للمساعدات الإنمائية الرسمية اليابانية
في الوقت الذي ينام فيه محمد الحزمي وعارف الصبري قريري العين مع أطفالهما يقبع ضحيتهما الكاتب الصحفي وسجين الرأي معاذ الأشهبي للشهر الخامس في السجن المركزي بصنعاء بعيداً عن أولاده الثلاثة ( ابنتان وولد ) لا يتجاوز سن ابنته الكبرى أربع السنوات بينما أصغر أطفاله لا يتجاوز العام ونصف وهو العائل الوحيد لأسرته ، في ظل حزن عام من ولده وبنتيه الأطفال وأمه العجوز الذين سحب عائلهم الوحيد إلى السجن بناءً على دعوى حسبة تقليدية متخلفة بسبب رأي كتبه في صحيفة (الثقافية) الصادرة من مدينة تعز .
بدأت مأساة الكاتب والشاعر معاذ الأشهبي بعد أن خطت يداه مقالاً فكرياً طرحه للنقاش وليس للمحاكمات في صحيفة (الثقافية) في أكتوبر من العام الماضي ، إلا أن العاجزين عن الحوار والنقاش لم يكن أمامهم بد سوى رفع دعوى حسبة تقليدية متخلفة كان أبطالها النائبين في البرلمان عن حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد الحزمي وعارف الصبري اللذين قاما بتقديم دعوى حسبة إلى النائب العام ليتم النظر في القضية من قبل القاضي منصور شائع رئيس محكمة الصحافة في الجمهورية .
حكم على معاذ الأشهبي بالسجن لمدة عام مع النفاذ المعجل وحرم من حقه في استئناف القضية ، بينما من يقوم بتكفير الناس وإباحة دمائهم من على منابر المساجد أحرار طلقاء ، لكن الأبشع من هذا أن دعاة أسلوب الحسبة المتخلف لم يقتنعوا بهذا واعتبروا العقوبة مخففة وطالبوا بتغليظها بعد أن عجزوا عن النقاش والحوار مع الزميل معاذ الذي يقضي شهره الخامس في السجن بعيداً عن أهله وأطفاله وأسرته التي يعيلهم بسبب مقال رأي كتبه في صحيفة يمنية .
ترى أي نموذج دولة يريد تقديمه لنا محمد الحزمي وعارف الصبري وأشياعهما من الذين يطلقون على أنفسهم علماء الأمة دون أن يطلق عليهم أحد هذا اللقب، وإذا كانوا يستغلون مكانتهم البرلمانية في جرجرة الصحفيين وأصحاب الرأي إلى المحاكم فماذا بإمكانهم أن يفعلوا بنا إذا وصلوا إلى الحكم وما هو مستقبل الحريات الصحفية حينها ، وأي مستقبل يعدنا به هؤلاء الذين يتركون النظام والقانون ويلجؤون إلى أسلوب الحسبة التقليدي المتخلف وجمع التوقيعات ، وماذا بإمكانهم أن يقدموه إذا كانت عضويتهم في البرلمان لم تعلمهم سلوك المسالك القانونية في التعامل مع القضايا وهم أعضاء في البرلمان المشرع للقوانين .
وللأسف الشديد فإن لعشاق الظلام هؤلاء من يساندهم ويناصرهم، ولقد شعرت بالقرف حد التقيؤ وأنا أستمع لأحد رؤساء التحرير المداهنين ممن يحاول إظهار نفسه كليبرالي حر ورائحة الانغلاق والشمولية تفوح منه حين اعترض في مقر نقابة الصحفيين على إثارة قضية الزميل معاذ الأشهبي زاعماً أنه يستحق ما جرى له .. هذا ما ينقصنا «تحالف بين عشاق الظلام وكتاب الصحافة».
اتهم معاذ بالمساس بالشريعة الاسلامية من خلال مقاله المنشور في صحيفة (الثقافية)،لكن من يحمي الشريعة الاسلامية من دعاة الحسبة الذين يمتهنونها باستمرار وفقاً لأهوائهم .. وأي دليل يا ترى في القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس أو أي دليل في السماوات والأرضين تم الاستناد عليه ليحكم على معاذ الأشهبي بالسجن لمدة عام مع مصادرة حقه في استئناف القضية .
إذا كان معاذ سجن بعد تحالف طويل عريض بدءاً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعز التي لا أذيع سراً إن قلت إنها تمارس مهامها بالتنسيق والتواطؤ مع جهات رسمية قيادية في محافظة تعز كما كشف عن ذلك الكاتب الصحفي والعضو في التجمع اليمني للإصلاح الأستاذ مجيب الحميدي الذي أكد أن دعوة الحسبة ضد معاذ قدمها خطيب جامع الإيمان بتعز علي القاضي إلى موكلي الحسبة في البرلمان محمد الحزمي وعارف الصبري ، إذا كانت كل خيوط التآمر هذه صيغت ضد زميلنا معاذ الأشهبي فإن الأولى بنا كصحفيين التكتل والوقوف صفاً واحداً للضغط باتجاه الإفراج عن سجين الرأي معاذ الأشهبي وتمكينه على الأقل من حقه في استئناف الحكم الصادر بحقه .
عزيزي معاذ .. لن يطول فرح التيارات التكفيرية والمتطرفة بقرار سجنك .. سترى النور قريباً إن شاء الله وتعود إلى أسرتك وأطفالك القصر .. لكن قبل هذا أو ذاك أتمنى أن تنتعش صحوة الضمير في قلوب الصحفيين اليمنيين الذين قصروا أيما تقصير في تبني قضيتك إلا من رحمه الله منهم ولا أدل على هذا من التخاذل الذي جرى في الاعتصام السابق لإثارة قضيتك والذي حال وجودي في عدن من إمكانية حضوره والمشاركة فيه .
سيفك الله قيدك قريباً بإذنه تعالى ولا نامت أعين الجبناء والعاجزين الذين يهربون من الحوار والنقاش إلى التكفير والتفسيق ورفع دعاوى الحسبة ، ولكن لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .
abdulrahmananis@yahoo.com