حتى لا يلقى ( خليجي عشرين ) مصير المؤتمر الاستثماري في عدن !!!
بقلم/ عبدالرحمن أنيس
نشر منذ: 15 سنة و 3 أسابيع و 3 أيام
الإثنين 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 11:06 ص

لم يكن أحد يتصور أن مؤتمر عدن الاستثماري الاقتصادي الذي نظم خلال الأيام الماضية سيأتي مخيباً للآمال بالشكل الذي ظهر به وهو الذي عول عليه كثيرون في أن يكون بوابة الخير لعدن وفرصة مهمة وثمينة لاستكشاف الفرص الاستثمارية في هذه المحافظة الواعدة.

فعدا الحضور المكثف الذي شهدته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي افتتحها دولة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء الذي جاء ليؤكد دعم الحكومة الخطوات التي من شأنها تشجيع الاستثمار، فقد جاءت بقية فعاليات المؤتمر لتدلل على أن الجهات المشرفة والمنظمة لم تكن عند مستوى الثقة والتشجيع الذي أعطته الحكومة للمؤتمر ، والذي وصل حد أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري الذي سبق يوم المؤتمر في مدينة عدن ليسهل لجميع وزراء الحكومة حضور الفعاليات التي أقرتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر .

لقد كان مستغرباً أن تفرض اللجنة المنظمة مبلغ (200) دولار على كل مستثمر محلي وخارجي يريد المشاركة في المؤتمر وهو إجراء غير مشجع للاستثمار بأي حال من الأحوال ولم يحدث مثل هذا الإجراء في مؤتمر حضرموت العام الماضي رغم أن الشيخ عبدالله بقشان هو الراعي الاستراتيجي لمؤتمري عدن وحضرموت إلا أن دعمه لمؤتمر حضرموت كان أكبر حيث وصل إلى ( 90 % ) من تكاليف المؤتمر وهو ما لم يحدث في مؤتمر عدن الذي فرض رسماً بالدولار للمشاركة فيه . وبحسبة بسيطة نجد أن عدد المشاركين في المؤتمر كان بحدود الألف مشارك ما يعني حصول اللجنة التحضيرية على ما يقارب ( مائتي ألف دولار ) كرسوم المشاركة في المؤتمر فقط .. هذا فضلاً عن الراعي البرونزي والذهبي والماسي والإستراتيجي وهلم جراً .. إلا أن ما ظهر به المؤتمر يثبت أن ما صرف عليه أقل القليل مما حصلت عليه اللجنة التحضيرية .

كانت علامات الاستغراب والدهشة تعلو وجه الدكتور عدنان الجفري محافظ عدن في اليوم الثاني للمؤتمر عندما جاء إلى قاعة المؤتمر في الظهيرة وهي خاوية على عروشها إلا من نفر قليل لا يتجاوز العشرين شخصاً لذلك فقد توقف الدكتور الجفري عند بوابة القاعة ولم يقتحمها وعلامات الاستياء بادية عليه في الوقت الذي كانت القاعة تناقش محوراً من أهم محاور المؤتمر وهو فرص الاستثمار في مجال النفط والغاز، وفي الوقت الذي كان فيه ممثل شركة نفطية أجنبية يحكي تجربته أمام الحضور الباهت جداً في المؤتمر وينصحهم بالاستثمار في مجال النفط والغاز في اليمن كون شركته نجحت في الاستثمار في هذا المجال، وهو ما يبعث على الأسى لأن جموع المستثمرين العرب والأجانب لم يكونوا حاضرين ليستمعوا إلى قصص النجاح في استثمارات الغاز والنفط وكذا الفرص الواعدة بالاستثمار في هذا المجال.

ولا يمكن بأي من الأحوال لوم المستثمرين المحليين والخليجيين والأجانب على خروجهم من منتصف جلسات اليوم الثاني رغم أهميتها، فقد قامت اللجنة المنظمة بإلغاء وجبة الغداء في اليوم الثاني للمؤتمر بعد أن كانت قد قدمت للمشاركين غذاء دسماً في اليوم الأول .. لتكتفي في اليوم الثاني بتوزيع ساندويتشات بعد أن تم تأخير بوفية الإفطار حتى الظهيرة ليتم توزيع تلك السندوتشات اليتيمة كإفطار وغذاء في وقت واحد ( ويا للفضيحة ) .. الأمر الذي دفع العديد من الحاضرين إلى الخروج من القاعة لتناول الغداء في المطاعم ولم يعد بعضهم بعد الغداء لإكمال بقية الجلسات .

ولأول مرة في تاريخ المؤتمرات لم يتم تشكيل اللجان المنظمة بشكل دقيق ، وزاد الطين بلة عدم تشكيل لجنة لصياغة التوصيات والبيان الختامي للمؤتمر التي قام المشرف العام للمنتدى بتلاوتها بشكل فردي لتعبر عن رأي المنظمين فقط من دون إشراك أحد من الحضور في صياغة التوصيات التي تم إعلانها باسم المؤتمرين.

إن ما جرى في مؤتمر عدن الاستثماري كان مخيباً للآمال خاصة بعد حضور دولة رئيس الوزراء في عصر اليوم الثاني لاختتام المؤتمر وكان عدد المستثمرين العرب والأجانب بعدد أصابع اليد فيما بقية الحضور من الجمهور المحلي.

ونحن على أبواب استضافة عدن لفعالية بطولة كأس الخليج في دورتها العشرين (خليجي عشرين ) فإن الدور منوط بالجميع بدءاً باللجنة الإشرافية العليا مروراً بوزير الشباب والرياضة ومحافظ محافظة عدن وكافة المعنيين لإظهار الاستضافة بالمظهر اللائق وحسن الترتيب حتى نتجنب فضيحة المؤتمر الاستثماري الذي خيب آمال الجميع.

وعلينا أن نعكس صورة حضارية لأصالة وحضارة المجتمع اليمني بشكل عام وأبناء عدن بشكل خاص ، لا عكس صورة سلبية تطبع في أذهان الأشقاء والأصدقاء ، ولعل ما يحضر في ذاكرتي هنا وأختم به هو حقيبة الأدبيات التي وزعتها اللجنة المنظمة للمؤتمر حيث تركت حقيبتي فوق مقعدي بعد أن أجبرتني مكالمة تلفونية طارئة على الخروج من قاعة المؤتمر لأعود بعد لحظات وأجد حقيبتي قد فقدت، لكن هانت علي مصيبتي بعد أن رأيت مصائب غيري فماهي إلا دقائق حتى رأيت شخصاً يزعق كونه ترك مفتاح سيارته داخل الحقيبة وفقدت عليه ، لتشكو بعده إحدى زميلاتنا الصحفيات من فقدان حقيبتها الخاصة بالمؤتمر وبداخلها هاتفها الشخصي .. يحدث كل هذا في قاعة يفترض أن الحاضرين فيها هم من كبار التجار والمستثمرين .. فأي صورة ممكن أن نرسمها عن أنفسنا في أذهان الغير بمثل هكذا تصرفات ؟؟ .

  abdulrahmananis@yahoo.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
فضل حنتوس
سجن صيدنايا: المسلخ البشري لآل الأسد.
فضل حنتوس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
إحسان الفقيه
حول موقف الجولاني من الاعتداءات الإسرائيلية
إحسان الفقيه
كتابات
محمد بن ناصر الحزميرحلة المغفرة
محمد بن ناصر الحزمي
عبد الله حسين السناميقراءة التاريخ
عبد الله حسين السنامي
نشوان محمد العثمانيعمّال النظافة
نشوان محمد العثماني
مشاهدة المزيد