حماس التي انتصرت في الحرب
بقلم/ هاني يحيى مبارك
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 28 يوماً
السبت 17 يناير-كانون الثاني 2009 11:36 ص

حماس التي انتصرت في الحرب..هكذا يبدو! هذه قناعة مستشار شارون السابق دوف فايسغلاس في مقال كتبه في صحيفة يديعوت أحرونوت واكد أن . التعاظم العسكري لحماس سيستمر .

بعد واحد وعشرون يوماً صارت حقيقة انتصار المقاومة على الأرض واضحة الملامح . وصارت تأثير تلك الملامح على المسار سياسي قوي .

ابراز الملامح على الارض :

1. استطعت المقاومة تغيير القوات الاسرائلية لاستراتيجيته الهجومية الى اتخاذ تكتيكات دفاعية وتمكن المقاومون من تنفيذ تكتيك الهجمات المباغته اي المقاومة لدية قدرة على ضرب مفاصل الواحدات العسكرية وتجبره على التخندق للدفاع و الحرب الدفاعية تخون صاحبها بسبب كثرة التعزيزات المطلوبة .

2. سر الانتصار يكمن في متانه خطوط الاتصالات والامداد ، وقد استعطت المقاومة اختراق شبكة الاتصال في اول دقيقة للهجوم وارباك خطوط الاتصال بين وحدات الجيش الاسرائلي . وكذلك محاولات ضرب خطوط الامداد للجيش الاسرائيلي .

3. المقاومة تمتلك خطوط اتصالات وامداد مازال الجيش الاسرائيلي يجهلها حتى اللحظة .

4. المقاومة في المعركة البرية تفرض رغباتها على الجيش الاسرائيلي ( الجندي الماهر يحارب وفقاً لشروطه ، أو لايحارب على الإطلاق ) فالمقاومة في الايام الاخيرة هي من يحدد تكتيكا مكان وزمن المواجهة (القائد الماهر في الدفاع لايعرف خصمه أين وكيف يهاجمه ) و اليهود ينتظرون الهجوم المباغت أو تقديم طعم ثم إلحاق خسائر به. فالجيش الاسرائيلئ يستعد لهجوم المقاومة في أكثر من مكان مختلف ، وبذلك تظل قواته متفرقة مشتته في اتجاهات مختلفة وحركته عشوائية وغير منظمة.

5. تمكنت المقاومة من التسلل خلف خطوط العدو للجيش الاسرائيلي )احتلال الطرق التي يعتمد عليها في العودة فيضطره للعودة لتأمينه (فبدء الجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة للتراجع في الكثير من نقاط المواجهة خوفا من الوقوع في حصار بين يديى المقاومة .

6. نقطة ضعف اليهود عندما تبداء القتل فيهم .... يبداء الرعب يسكن قلوبهم وعقولهم وهذا الهدف الاساسي التي تحققه هجمات المقاومة ولذا بدء الرعب والخوف والهروب من مواجهة المقاومين يتزايد بكشل كبير .

7. استمرار الحرب ليومين قادمين ..... معناه البدء في الاسر بالعشرات

وخصوصا بعد دخول الجيش الاحتياطي الاقل كفاءة وتدريب ..... واعظم خوف .

8. من يستطيع تعديل تكتيكاته أثناء المعركة بناء على وضع خصمه لتحقيق اهداف اكبر فهو يمتلك زمام إدارة المعركة و السير في طريق النصر .

9. المقاومين يمتلكون القدرة على الحركة السريعة بشكل اكبر من الجيش النظامي الاسرائيلي ذو المعدات الثقيلية ، فوسائلهم للحركة والتنقل وطرقهم مجهولة وفي الحرب البرية من يمتلك القدرة على الحركة السريعة امتلك ابرز نقطة قوة في السيطرة على المعارك.

10. الجيش الاسرائيلي يعتمد على ضرب اهداف ثابته ضمن احداثيات GPS قدمتها لهم مسبقاً عملائهم،فالوضع الحالي يجهل الجيش الاسرائيلي فيه مواقع وتحركات المقاومة وبذلك غابت لديه الاهدف ومازالت حتى اهداف الجيش الاسرئيلي ضعيفة فلم تستطيع حتى الآن ضرب مخازن الاسلحة للمقاومة ، وسائل النقل والامدادات ،مواقع عسكرية للمقاومة ، قيادات كتائب القسام .

11. اسرائيل قبل المعركة كانت تسير في استراتيجية التوسع والآن عليها البحث عن البقاء بعد تجاوز صواريخ المقاومة 50كم -- واذا اطلقت الصواريخ من حدود غزة فإنها تصل لإكثر من 60كم ( بإخصتار صار المفاعل النووي قريبا مهدد وبل ارتفعت قائمة الاهداف الممكن للمقاومة ضربه وتهديدها )

12. بالقدر الذي تمكنت اسرائيل من تجربة بعض الاسلحة الجديدة ، تمكنت المقاومة من تجربة وتطوير أهداف صواريخها و كذلك دخول تجربة ارتقاء بكافئتها العسكرية .

13. سياسية الجيش الاسرائيلي في تفكيك المقاومة في جبهات متعددة للتتمكن من ضرب جبهة واحدة بكامل قوتها لتكون القاضية ... فشلت ، لان المقاومة تمكنت من التعامل مع نفس التكتيك بالتكتيك نفسه . من اول لحظة واستخدام تكتيك الاختفاء والمباغتة والإعداد المسبق للطعم والكمائن ، الذي جعل من العدو ينتظر الهجوم في كل مكان ومن كل اتجاه ، مما جعل كل وحدة من واحداته مقسمه ويصعب عليه ان يجمع قوته في مكان واحد .

14. المقاومون بحسب تقييم لميدان المعركة استعدوا بشكل كبير للمعركة ورتبوا هم أرض المعركة وزرعوا العبوات في الطرق والكمائن والانفاق فميدان المعركة يجهله الاسرائيلون ويتحكم فيه المقاومون ولذا فهم الاقدار على تحقيق الانتصار في هذه الارض.

15. وابرز نقطة ضعف لدى المقاومة في الميدان ، الجانب الانساني في استهداف المواطنين والاطفال والاسر بإكامل افرادها وكذلك انتهاء الدواء الغذاء .

16. عدم توازن القوى الكبير في المعركة يجعل بقاء الضعيف يعد انتصار كبير مع عجز القوي على تحقيق أهدافه خاسر .

هذه محاولة لفهم ميدان الارض في غزة والذي يسير نحو النصر والصمود ... يبقى الميدان السياسي والذي يتوقع نتائجه في الساعات القادمة .... فإذا تأخرت فأني أتوقع اعلان ميلاد مقاومة جديدة في الضفة اولاً ثم عدة دول وخصوصا ً على الحدود و البدء في تهديد كافة مصالح اسرائيل .

hani.yemen@hotmail.com