المشاط يُغضب قبائل عنس ويتجاوز القضاء بقرار عفو عن قاتل موالي لجماعته.. القبائل تصدر بيان وتصف ما حدث بالخيانة عاجل: تفاصيل اجتماع جديد للمجلس الرئاسي بحضور جميع أعضائه أول رحلة بعد سقوط الأسد.. مطارات سوريا تعود للعمل مطار في اليمن سيشهد تشغيل رحلات جديدة مع مصر قصف حوثي عنيف يتسبب في اغلاق شريان تعز معركة برية تنطلق من الداخل.. محلل سياسي يتحدث عن الخطر الحقيقي على الحوثيين وماذا يريدون من الهجمات على إسرائيل الصين تتفوق على أمريكا وتكسر رقما قياسيا في الفضاء.. إليكم التفاصيل 200 ألف جثة جديدة .. . سائق جرافة يكشف عن طريقة دفن الجثث بمقابر جماعية في القطيفة السورية اسعار صرف الدولار اليوم أمام الريال اليمني في العاصمة عدن تنبأ به الراصد الهولندي قبل ساعات.. مفاجأة حول زلزال الـ7.3 بالمحيط الهادي
بعد 33 سنة من حكم علي عبدالله صالح توجه اليمنيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب المرشح الوحيد التوفيقي عبد ربه منصور هادي الذي كان نائباً للرئيس علي عبدالله صالح. ولقد بلغت نسبة المشاركة نحو 60 في المئة أي ما يعادل ستة ملايين و186 ألفاً و 773 صوتاً من أصل نحو 12 مليون ناخب، على رغم دعوات المقاطعة من الحراك الجنوبي والحوثيين. وبذلك أصبح هادي الرئيس الجديد بعد اندلاع ثورة إصلاحية أثمرت عن نجاح المملكة العربية السعودية في التوصل إلى حل يقضي بتنحي صالح وانتخاب نائبه مكانه بصلاحيات كاملة بعد أن كان في موقعه مسؤولاً بلا مسؤوليات. وانتخاب هادي ليس نهاية لأزمة، بل بداية لأزمات متعددة ستواجه الرئيس الجديد وأغلبها موروث من العهد السابق أو امتداد له. ومن هذه الأزمات المنتظرة:
1 – رحيل علي عبدالله صالح لا يعني رحيل من كان يدور في فلكه في السلطة حيث بقي هؤلاء في مواقعهم القيادية ومن غير المعروف ما إذا كانوا سيسمحون للرئيس الجديد بتجديد هيكليات الدولة أم سيواصلون تلقي الأوامر من الرئيس السابق على رغم أن الرئيس الجديد هو ابن العهد البائد. وهل المعارضة ستتقبل أي استمرارية للنظام السابق أم ستتحرك مجدداً باللجوء إلى الشارع.
2 – ما إن بدأ بالتحضير لانتخاب هادي حتى علت مجدداً أصوات الحراك الجنوبي المشككة بجدوى استمرار اليمن موحداً والداعية إلى الانفصال عن الشمال والعودة إلى تأسيس دولة مستقلة. وكان قادة الحراك الجنوبي أعلنوا الهدنة أثناء الثورة على علي عبدالله صالح ريثما يتم إسقاطه على أن يعودوا مجدداً إلى المطالبة بالانفصال. ولوحظ في شكل واضح مدى تأثيرهم في الانتخابات فبلغت نسبة المشاركة في عدن 50 في المئة وما بين 30 و40 في المئة في باقي مناطق الجنوب.
3 – عمد الحوثيون إلى تجميد مطالبهم أثناء الثورة، ولكن، مع البدء بالتحضير للانتخابات أعادوا إلى الواجهة حراكهم المناهض للسلطة تحت شعار المطالبة بدور أساسي لهم في بنية الدولة الجديدة، من منطلق أنهم يعتبرون أنفسهم مهمشين، ومناطقهم تفتقر، الحد الدنى من التنمية ومن المشاريع الحيوية. وبدا مدى تأثيرهم من خلال نتائج الانتخابات حيث بلغت نسبة المشاركة في صعدة حوالى 50 في المئة بينما كانت النسبة أقل في قرى صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون. مما يعني أنهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين بمجريات انتقال السلطة ولا بنتائجها.
4 – ما أن تم انتخاب الرئيس هادي حتى بادر هذا الأخير إلى مطالبة المجتمع الدولي بتقديم مساعدات عاجلة إلى اليمن لتأمين احتياجات الناس من المواد الأولية الأساسية، خصوصاً المحروقات والمواد الغذائية والأدوية، الأمر الذي يعكس حجم الأزمة المعيشية التي يمر بها اليمن من دون التغافل عن الأزمة الاجتماعية الخانقة حيث يعم الفقر والبطالة وانعدام بنى تحتية حديثة ومتطورة.
5 – بات تنظيم «القاعدة» يحتل موقعاً مهماً على خريطة اليمن لأنه استفاد من فترة اندلاع الثورة وانشغال القوى الأمنية بالنزاعات الداخلية ليتمدد في أكثر من منطقة، فأقدمت عناصره على السيطرة على مدينة رادع وأعلنت ولادة إمارة إسلامية تمهيداً لبسط نفوذها على كامل التراب اليمني.
وتم ذلك وسط صمت عربي ودولي فلم يحرك أحد ساكناً باستثناء القبائل والعشائر اليمنية التي دخلت في مفاوضــات مع تنــــظيم «القاعدة» وأقنعته بالتخلي عن مدينة رادع والانسحاب بعد الموافقة على شروطه التي ترفض عودة السلطة الشرعية إلى المدينة وتسليمها إلى أشخاص محايدين لإدارة شؤونها.
وما أن انسحب تنظيم «القاعدة» من رادع حتى أعلن بعد أيام قليلة سيطرته على مدينة أبين، وعلى رغم أن الرئيس الجديد وعد بالقضاء على «القاعدة» في اليمن إلا أنه لم يتطرق إلى أي خطة مرسومة في هذا الشأن.
6 – يعاني الجيش اليمني من تمزق كبير، فهناك فرق موالية للنظام السابق وأخرى موالية للمعارضة وقد جرت بينها صدامات وحروب. وبالمحصلة فإن ما ينتظر الرئيس الجديد سيكون شاقاً ومعقداً وصعباً في المدى القريب، وهذا ما يبرر تساؤلات عن مدى قدرة النظام الجديد على المواجهة، ومدى قدرة المعارضة على القبول بالأمر الواقع قبل أن تعود إلى الشارع.
* رئيس «مركز الدراسات العربي - الأوروبي» في باريس