تنبأ به الراصد الهولندي قبل ساعات.. مفاجأة حول زلزال الـ7.3 بالمحيط الهادي ترتيبات أمريكية بريطانية لعمل عسكري محتمل ضد الحوثيين في هذه المحافظة قرار دولي هام وعاجل بشأن محاكمة رفعت الاسد قرارات حاسمة من أردوغان بشأن بعض الفصائل السورية .. لا مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا وضرورة استقرار البلاد عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة
لماذا رفض \"صالح\" التوقيع على المبادرة الخليجية؟ وعلى ماذا يراهن إذا؟ هل كان يراهن على المجموعة التي تجتمع به ظهر كل يوم جمعة في ساحة السبعين لتستمع إليه وهو يلقي عليهم خطاب العظمة بلغة فرعون مصر: \"ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد\"!! مع أنه يعلم جيداً لماذا جاءوا إلى تلك الساحة وماهو مقصدهم، فليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة؛ ولكنَّ العمى ليسَ عمى الأبصار بل عمى البصائر.
أم أنه يراهن على عامل الوقت ظناً منه دخول اليأس والإحباط في نفوس المعتصمين \"الثوار\" في تلك الساحات، وقد مارس عليهم الإرهاب بجميع أنواعه وأساليبه، ولاسيما الإرهاب الإعلامي الذي نسمعه في قنواته الرسمية وخاصة قناة \"الملك الصالح\"عفواً قناة الإيمان!!، فهؤلاء المطبلون أحفاد \" بلعام باعوراء\" هم أول من سيقرءون بيان الخلع ويطالبون بمحاكمة \" صالح\"، وإن غداً لناظره لقريب.
وقد أثبت عامل الوقت الذي كان يراهن عليه \" صالح\" أن لهم – أي الثوار- رؤى إستراتجية عميقة جدا، ويحملون أهداف واضحة ومشاعر قوية تجاه تلك الأهداف.
أم أنه كذلك يراهن بل راهن بالفعل خلال الأسابيع الماضية على إدخال البلاد في أتون حرب أهلية حيث أنه لما يئس من أن يسبح الشعب بحمده، ويمّجد ماضيه وحاضره ومستقبله ؛ لجأ إلى افتعال الأزمات من العدم وتلك والله هي ثالثة الأثافي.
فكان في جميع خطاباته يكرر ويركز على الحرب الأهلية، وكما هو معلوم فإن التكرار والتركيز على الشيء يكون جذبه أسهل وأيسر وهذا مايتمناه، ولكن أبشركم بأن \"قانون الجذب\" لايعمل معه بل ضده؛ لأنه ببساطة يسير عكس التيار.
هيهات هيهات لم يعد التصاغر أدبا، و التذلل لطفاً، وترك الحقوق سماحة ، وقبول الإهانة تواضعا، والرضاء بالظلم طاعة؛ فلقد أصبح شعبنا العظيم أعمق نضجاً وأكثر كياسة، يقرأ ما يبطن \"صالح\" وكأنه كتاب مفتوح، فالأشهر الأربعة الماضية أتقن فيها لغة الجسد، وتعلم في أروقة ساحات التغيير والحرية دروساً في الإرادة والقيادة تكفي لأن تكون نبراساً يضيئ للأجيال القادمة.
إنني أسطر بقلمي هذه الأحرف وكلي ثقة بالله عزوجل ثم في أولئك الذين يصنعون مستقبل اليمن المشرق، ويبنون دولة مدنية \"تكنوقراطية\" تُحّكم شرع الله وتتسع للجميع، أولئك الذين يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، ويتقاسمون كسرة الخبز حتى وإن كانت آخر كسرة خبز لديهم، أولئك الذين \"قدموا الدليل القاطع على أن الإنسان قد يُسلب منه كل شيء ماعدا شيء واحد: ألا وهو آخر حرياته، وهو اختيار مسلكه وتصرفه تحت أي ظرف من الظروف\".