أمنَّا كل شيء إلا مرمانا
بقلم/ د. محمد حسين النظاري
نشر منذ: 14 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الثلاثاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 04:18 م

•نجحنا في كل شيء من تنظيم ابهر الأشقاء , وخطف الأضواء , وسط حضور رسمي وشعبي منقطع النظير كان نكهة البداية الجميلة يتقدمهم فخامة الأخ الرئيس حفظه الله وضيوفه الكرام ومن خلفهم كافة قيادة الدولة ومعهم النساء قبل الرجال والشيوخ قبل الشباب والبراعم والزهرات , كلهم أتوا ليشهدوا حفل افتتاح خليجي عشرين , الذي وعد به اليمنيون وأوفوا , ورغم ما واجهوه من تحديات إلا أنهم اثبتوا جدارتهم .

•كل شيء كان جميلا في يوم الافتتاح إلا أن النقطة السوداء تمثلت في الأداء الغير مفهوم من لاعبي منتخبنا والتي قادتنا إلى خسارة قاسية وبرباعية نظيفة , نعم لم يكن الأداء مقنعا واحزن الملايين ولعل الأكثر حزنا أولئك الذين تجشموا عناء السفر , وقطعوا المسافات من اجل اكتمال البهجة وإذا بهم يعودون بخيبة أمل مكسوري الخاطر .

•نعم لقد سرقت الخسارة المدوية فرحتنا بكل ما أنجزناه , لان خسارة كهذه لا سيما في البداية حطمت آمال الكثيرين ممن أحلامهم فاقت في الأساس الواقع على الأرض على اعتبار ان هذه المنتخبات أصبحت متمرسة للعب في هذه الدورة , غير أن أربعة أهداف نظيفة ليس لها أي مبرر , فالأداء جعل الكثيرين يشكون بفائدة المباريات الودية والنتائج الكبيرة التي حققناها , وهل كانت تلك المنتخبات كانت كبيرة فعلا .

•لقد أمنّا كل شيء من منشئات وشوارع وفنادق وملاعب , إلا أننا أخفقنا في تأمين مرمانا , فلم نستطع حمايته أمام المد السعودي في أربع مناسبات ولجت فيها الكرة السعودية شباكنا , وكأنها تضرب موعدا مع التتويج المبكر عبرنا , ليت التأمين الذي نجحنا به بامتياز بشهادة جميع الضيوف , والذي على أثره توافد الكل برا وجوا , ليشهدوا العرس الخليجي في يمن الحضارة والأصالة والكرم , مع أن الكرم الذي عرفنا به لا يعطي لاعبينا الحق في إكرام الضيوف برباعي دون د .

•الخوف كل الخوف أن تعكس هذه النتيجة السلبية بظلالها على الحضور الجماهيري الذي جاء كالموج الهادر يؤازر ويشجع ويدعم وإذا به يصدم بخيبة أمل , وهنا نوجه رسالة مهمة إلى اللجنة المنظمة بان عليها أن تعالج الأمر على مستوى إعادة الرغبة في صفوف الجماهير , إننا نراهن على الكثافة الجماهيرية , وإذا ما غابت تلك الجموع الغفيرة فإنها ستكون نقطة سلبية في حق استضافتنا .

•على الجماهير العزيزة والغالية التي نهديها مليون وردة لأنها الوردة الحقيقة التي أهديناها للأشقاء , عليهم أن لا تؤثر عليهم نتيجة منتخبنا في هذه المباراة أو في غيرها من المباريات القادمة , عليهم أن يضعوا نصب أعينهم أنهم قد لا تتاح لهم الفرصة مرة أخرى لرؤيتها في اليمن على الأقل قبل عشر سنوات على اعتبار التبادل الدوري للاستضافة بين دولها , فهذه المنتخبات هي الرائدة على مستوى القارة ويلعبون لأندية كبيرة يعشقها الجمهور اليمني حتى النخاع , احضروا للملاعب ساندوا اللعب الجميل استمتعوا بهذا العرس الكروي البهيج , رددوا أجمل الهاتفات

 لضيوفكم .

•قد نكون خسرنا جولة إلا أننا كسبنا جولات كثيرة , أهمها تصحيح النظرة الخاطئة التي حاول الإعلام الخارجي من خلالها تشويه سمعتنا , لقد توافد الضيوف من كل مكان يتقدم الرئيسان الجيبوتي والاريتري وكبار رجالات الدولة في الخليج والعراق , ولو لم تكن نظرتهم للوضع في بلادنا قد تغير نظرا لوقوفهم على حقائق الأمور لما أتوا بكل شوق ومودة يحذوهم الآمل لمشاهدة بلد الأجداد ليستذكروا الماضي العريق .

•خسرنا مباراة وربحنا منشئات رياضية عملاقة ستكون متاحة لهذا الجيل وللأجيال المقبلة , وهذه المنشئات هي وحدها من ستقوي عودنا الرياضي , وستصنع أبطالا في المستقبل , ستكون لهم الكلمة على المستوى الإقليمي , فجميع الدول الخليجية انتظرت لسنوات حتى يتوفر لها مثل هذه المنشئات الرياضية , أما وقد امتلكنا ما يملكون من بنية تحتية فسنكون الأفضل لأننا نمتلك في الأساس البيئة الخصبة والمتمثلة في المواهب الشابة التي يعول على المختصين اكتشافها بطريقة صحيحة لخدمة كرة القدم اليمنية .

•وأخيرا وليس آخرا نعم من حقنا أن نحزن ولكن لا نسقط حزننا على البطولة الغالية التي يحتضنها وطننا الغالي , دعونا نكبر على أحزاننا ونشارك الفائزين فرحتهم عند فوزهم , ومن جهة أخرى يجب ألا نقسوا على اللاعبين وإلا سوف نخسرهم للأبد , ونهدم ما بنيناه في الفترة الماضية , وفي الأساس يجب ان نكون واقعيين في ما نريده منهم , أنا وقبل أن تبدأ الدورة كان حلمي الكبير أن تنجح الدورة فنجاحها هو الأساس أما فوز المنتخب رغم انه ضروري إلا انه ليس أساسا على اعتبار بان الآخرين من حقهم أيضا أن يفوزا طالما وان عرضهم أفضل منا .

*باحث دكتوراه بالجزائر

mnadhary@yahoo.com