على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد
كتبتً يوما على قصاصة ورق: "لقد ذهبت أصواتنا عبثا في هذا الكون الرحيب لكن الضيق في أعين ساكنيه حتى كاد أحدنا أن يبتلع أخاه طمعا في حيازة ما قد يكون بيده من كسرات الزمان وإدام الحياة، وفي عالمنا العربي تتجلى هذه المعاني كما لم يعرفها الآخرون من قبل. إن عصر الحياة الطبيعية يعود من جديد اليوم ليصبح الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان".
وبعد زمن عثرت اليوم على هذه القصاصة عرضاً، فوجدتني أمحو بكل نقمة كلمة "العربي" منها، لأني بعد أن راجعت حساباتي وتمعنت في ما ترمي إليه كلماتها من المعاني رأيت أن الوحش هو الوحش مهما كانت صفته أو جنسيته عربيا أم أعجميا أشقر أم أسمر، فالأفعى تقتل بسمّها سواء أكانت ملساء الجلد بهية الألوان أم خشنة سوداء تجرح الأرض بزحفها.
وفي ظل القانون المتراخي أو القانون الصارم على السواء نلاحظ أن منا - من بني جلدتنا - ذئابا بشرية تسعى للفتك بغيرها تارة باسم القانون وتارة بفعل القوة العمياء فقط، ورغم تباين المعاني إلا أنها تؤدي عادة إلى النتيجة نفسها التي بتنا نشترك فيها الرأي مع الحيوان فالشاة تعلم كما الأسد أن البقاء لأقوى !.
وهنا أتساءل مثلا عن موقع الذئب الضعيف في معادلة كهذه؟ وقلت ضعيفا لأنه لو كان قويا لما رحم الأضعف منه لذا ظل ضعيفا يمارس ضعفه على الأضعف، وفي قرارة نفسه يطمح إلى تركيع الأقوى وإذلاله، فهو هنا سيأخذ الدور نفسه في التعامل لو ارتقى وسيلعب لو ظل على ضعفه دور المقهور مكانه الطبيعي.
إنه شعور فظيع أن يدرك المرء أنه ضعيف بين أقوياء، وأفظع من هذا أن يمتلك القدرة على الانتقام فعندها لن تصبح الحياة حياة وسنكون عندئذ موتى أحياء فوق الأرض حتى قبل أن يبتلعنا جوفها.
كنا نرفض بشدة المقولة التي تدني إنسانا إلى رتبة الحيوان وكم نهرنا ناصحا نصح غيره بأن يكون" ذئبا وإلا أكلته الذئاب"، لكننا أصبحنا اليوم نتخلى دون وعي ربما عن موقف الرفض المباشر لهذه المقولة بالتزام الصمت، وكأننا نفكر في صدق المعنى المحتمل ونقارنه بزيفه المعلوم لنا سلفاً.
لا أدري لماذا صرنا نشعر بحنان متدفق قادرون على منحه لذئب الغابة إذا ما قارناه بذئب بشري أحمق، ونستعذب هذه الكلمات الشعرية الحكيمة على شفاهنا مثل أكواب القهوة الزكية الرائحة اللاذعة الطعم:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوّت إنسان فكدتُ أطيرًُ.
وفي وقتنا الحاضر نجد أن أغلبنا سيدفعونك دفعا إلى أن تصبح ذئبا كاسرا ويصفقون لك عند كل عواء، وسيمجّدون بطشك بأرنبٍ وديع أو فتكك بطائرٍ جميل، لكنهم لن يحركون ساكنا وهم يرونك تحت رحمة الصياد، ولن يتحسر عليك أحد والأسد يمزق جلدك ويسفك دمك ويقلق سكينتك.
إنها دعوة للتسامح هنا أسوقها مغلفة بغير غلافها، إذ يبقى الحديث عن القيم الحميدة وارداً، تلك القيم الغائبة الحاضرة والحاضرة الغائبة ولكن بحرص وحذر شديدين لأن بعض القيم انقلبت معانيها لدى الناس اليوم فأصبح الطيب ساذجاً "وعلى نياته" والكريم أحمقاً والمتسامح ضعيفا، وتظل الحياة غطاءً عجيباً يجمع بين السماء والأرض كل ضد، لكن البقاء يظل كما سنته قوانين الغاب للأقوى ويا ليته أيضا يكون للأقوى الأصلح معاً.
n.sumairi@gmail.com