في أقصى حالات اليأس
بقلم/ حسناء محمد
نشر منذ: 3 أسابيع و يومين و 16 ساعة
الثلاثاء 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 04:18 م
 

وأنت مطلق شراعك في موج لا تأمنه وأنت مرخي حبالك بعد أن عددت عقدها لتعلم كيف تفكها إذا فاجأك أمر لم تحسب له حساب.

وإذ جلست تطعم طير البحار وهي تحلق فوقك وكأنك أنت الطُعم في حين غرّة وأنت لا تدرك.

وإذا أبعدت المسافة فلم تعد ترى سهل ولا جبل فخيل لك أنك بعالم غير الذي تعهد، مكان لا أبواب له ولا صوت إلا ما يفرض عليك أن تصغي له سواء فهمته أم لم تعقله!

في خوف بدأ يرسم على ملامحك خرابيشه وعلى نبضك يطأ بقدمه، وفي ليلة لم تفلح نجومها في ثقب سوادها بضوء ولو خافت.

وفي محاولات مرتابة منك تحاول بها أن تسكت قارع الرهبة مخافة أن تصبح شبح لليأس في قعر دارك.

كالمارد الذي نزع من اضلعه كل معاني الرحمة فتوقن بأنه لن يرحمك!

بأنه سيعيث فسادا في فراشك وطعامك وسكينتك ثم سيغرس أضفره في أكثر مكان من جسدك سيؤلمك وأكثرها شراسة في انتهاك حرمتك.

وتبصر تلك الطيور التي كنت تطعمها تحوم حولك لتنهش يدك التي كانت تطعمها. فينتابك كل إحساس بالحزن والهزيمة .

في كل ذلك يبدأ خيط أبيض يرسم ابتسامته في الأفق فتقوم من مكانك لتستيقن منه، تقسم عليه ألا يكون سرابا، فإذا به يتسع وإذا بنوره يبدد كل تلك التصورات في الليلة المظلمة

وإذا بالطير يغني لك والموج يتراقص بقاربك أو بقلبك!

وإذا باليابسة أمامك تتمايل نخلها .

 

‏@H_Hashimiyah