آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

خطة أمن بغداد: على إيقاع طبول الكراهية!!
بقلم/ هشام الراوي
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 25 يوماً
الخميس 08 فبراير-شباط 2007 09:55 ص

مأرب برس – خاص

مع إطلالة العام الهجري الجديد أو ربما قبل ذلك بقليل بدأت "العمليات النوعية" كما أسمتها حكومة دولة (القائم بأمر السفيرين الأمريكي والإيراني) في بغداد كمقدمة وتهيئة للخطة الأمنية الجديدة التي تدعي حكومة (الإختلال) أو (الإحتلال) الطائفية الرابعة أنها لم تبدأ بعد.

الوقائع على الأرض تشير إلى أن من هذه "المقدمات النوعية" :الحصار الذي دخل أسبوعه الرابع على شارع حيفا ذي الغالبية السنية حيث العوائل المحاصرة بلا ماء ولاكهرباء، والمداهمات والإعتقالات مستمرة (لإرهابيين) مفترضين من جنسيات عراقية (من طائفة واحدة) وجنسيات عربية (لاجئين سوريين وفلسطينيين مقيمين في العراق بصورة رسمية مع عوائلهم وسوادانيين ومصريين يعملون بوابين في العمارات السكنية في الشارع!!!) . ابتدأت العمليات بهجوم لمليشيات القذر الطائفي من (مسلخ براثا) في العطيفية؛ إلا أن هذا الهجوم صد من قبل سكنة الحي مما استدعى تدخل قوات اللاأمن والجيش العراقي لحماية (المدنيين من جيش الإمام!). ولما كانت مقاومة (الإرهابيين السنة) من سكنة المنطقة قوية استدعى طلب (النصرة) من الجيش الأمريكي الغازي عله يحسم المعركة جويا من خلال إمطار المنطقة بقنابل (ديمقراطية) تحيل بعضا من منازلها التي تدب فيها الحباة إلى (سكون تام) يماثل ذلك السكون في مقبرة الشيخ معروف المجاورة للحي!!! وتستمر العمليات للأسبوع الرابع بين فعاليات لقوات اللاأمن العراقية تخللتها عمليات إعدام في الشارع (لإرهابيين) عُزل ينتمون لطائفة معادية ويحملون (أسماءا إرهابية) لشخصيات (انتزعت الولاية غصباً) من علي!!!! وعمليات قنص من أسطح العمارات لأي حركة تُرصد في المنطقة حتى لوكان طفلا يبحث عن أمه أو امرأة تطلب الماء لأطفالها!!

ذات القصة تكرر في الأعظمية السنية. إغلاق كل المنافذ وبدء عمليات الدهم والتفتيش وتجريد العوائل من الأسلحة المرخصة وحتى أسلحة الصيد، والإبقاء على (سكاكين المطبخ) بعد التعهد بعدم استخدامها في (عمليات إرهابية)!!! وفي ذات الوقت يُحبط الأهالي المجردون من وسائل الدفاع عن أنفسهم محاولةً من (جيش الدجال) لنبش وتفجير قبر الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان باعتبارة واحدا من الذين كفَروا (غلاة الشيعة)!!!!

حصارٌ وحملة مداهمات وتفتيش في مناطق الدورة والعامرية ذات الغالبية السنية.

حصار ومداهمة حي الفضل ذي الغالبية السنية بعد سقوط عدد من قذائف الهاون على الحي وبعد هجوم لمليشيات الغدر الطائفية أفشله الأهالي، مما استدعى طلب الإسناد الجوي الأمريكي الذي كبده المقاومون على الأرض طائرة سمتية بركابها!!

والقائمة تطول....والقصة تتكرر..

"العمليات النوعية" التي أعتبرتها حكومة (الإختلال) الطائفية مقدمة لخطة أمن بغداد، والتي تنفذها القوات الغازية والقوات العراقية المأتمرة بأمرها‘ لاتشمل المناطق التي أضحت (شيعية بالكامل) بعد عمليات التهجير والقتل والإستيلاء المنظم التي قامت بها ميليشيات القذر الطائفي والقوات الحكومية؛ المشكلة منها والمتآلفة معها!!!

حكومة دولة رئيس الوزراء المالكي -تعددت أسماؤه الحقيقة والمزورة- تبشر بعد التنسيق مع قيادة القذر الطائفي، وأخذ الإذن من (ولي الفقيه الفارسي)؛ بأن هذه الخطة قد تبدأ في أية لحظة، ولربما بعد مهرجانات اللطم الكبيرة التي ستشهدها بغداد وبعض المحافظات العراقية، المقدسة منها والمقززة على حد سواء، والتي ستشارك فيها شرائح واسعة من الشعب العراقي بكل أطيافه (المحلية والمستودة)، (المواطنون والمستوطنون)، جنبا إلى جنب حافيهم ومنتعلهم، حاسر الرأس ومعممهم، مجرمهم وسارقهم وقاتلهم جنبا إلى جنب مع حاميهم وجنديهم ومغوار داخليتهم، بغض النظر عن انتماءاتهم لجيش (الدجال) أو حزب (اللاة) أو فيلق (غدر) وبغض النظر عن عمائم مرجعياتهم سوداء أو بيضاء أو خضراء؛ معبرة عن وحدة (صفوية) منقطعة النظير!!

 قبل إطلالة السنة الهجرية الجديدة ومنذ بدء التحضيرات لخطة بغداد الأمنية كان (المؤمنون!) يهيؤون الطبول لإحياء ذكرى عاشوراء، وقد لف السواد بغداد واختفت الألوان الأخرى، وامتلأت اسطح البنايات الرسمية قبل الشعبية بالرايات السود، وأمتلأت شوارع بغداد باللافتات السوداء تحمل شعارات (ثارات الحسين)؛ مختصرة كل الدنيا بعاشوراء ومختصرة كل صراعات الحق والباطل بمعركة الحسين؛ الذي قتلته (ميليشبا) الكوفة -معقل قيادة ميليشيا مقتدى!- التي دعته وبايعته ثم انقلبت عليه بعد ذلك وقتلته. ثم صاروا يلطمون ويصيحون ولجيوبهم يشقون وعلى صدورهم يضربون ولرؤوسهم يشجون ولغيرهم فعلتهم الشنعاء يُحمِّلون، وكما قتلوا الحسين سبط النبي بالأمس هم اليوم يثأرون له من الذين يصومون نهار عاشوراء إحياء لسنة جد الحسين!!، ولا يطبخون (الهريسة) نهار عاشوراء أحياءا لذكرى الحسين!!.

مع إطلالة السنة الهجرية في بغداد؛ رُفعت مكبرات الصوت على أسطح المباني الرسمية، وبنايات الإحزاب والحسينيات، ومساجد السنة (المغتصبة) ومراكز تعذيب (الوهابية!)، ومزابل مدينة القذر الطائفي، وفي كل مكان؛ تردد إلى ما لانهاية الاسطوانة المشروخة؛ قصة (المقتل) داعية إلى الثأر، وتلعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه، وتدعو للإنتقام لآل بيته المظلومين !!!

أيقاعات الكراهية تأتيك من كل ناحية وزاوية في بغداد (الثأر الأسود)، عاصمة الخلافة التي كانت -إلى وقت قريب جدا- ذات غالبية سنية مطلقة!! والتي لم تجد فيها -إلى وقت قريب جدا- ريحُ الكراهية الطائفية عَلَما تُحركه!!

مع إطلالة السنة الهجرية يستذكر العراقيون (الهجرة) التي تحمل لهم هذا العام معانٍ جديدة لم يعرفوها من قبل؛ بل معانٍ يعايشوها كل وقت وحين: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء100{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30{..يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ.. }الممتحنة1 {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ }محمد13 {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }النحل41{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل110{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }الحج58

مع إطلالة العام الهجري قُرعت طبول الكراهية إحياءا لذكرى عاشواء، وبدأت استعدادات الخطة الأمنية الجديدة في بغداد ومقدماتها، وتحركت جحافل الغزاة تُزيد من عدد الجنود الذين يحاصرون مدن العراق، واستمرت جثث المغدورين تحمل آثار التعذيب مرميةً على قارعة الطريق أو المزابل، وتَزايَد المهجرون تختنقُ بهم الخيم والمدارس وبيوت أهل الخير من (الأنصار)، والطوابير على الحدود تطول والإنتظار يطول؛ فرارا بالدين والولد والنفس، والتسخيري الإيراني يُبلِّغ علماءَ المسلمين الذين في المذاهب يتحاورون، "ما لكم للشيعة تشيرون؛ إن مشكلتنا (التكفيريون!!)"...ويتوعد المهري الصفويّ وكيلُ المرجعيات الشيعية؛ الشيخَ القرضاوي بالخلود في النار؛ أن قال انتصروا -أيها المسلمون- لإخوانكم يذَبَّحون في العراق....على إيقاع طبول الكراهية...

وللمأساة بقية....

أستاذ جامعي وكاتب صحافي

AlRawi.mail@gmail.com