رسامة تربط الخنزير وأوضاعا جنسية بالصلاة والحجاب
بقلم/ مارب برس
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 3 أيام
الجمعة 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 06:37 ص

قالت الرسامة البريطانية المسلمة سارة مابل، 23 عاما، إن التهديدات بالقتل التي تلقتها مؤخرا لن توقف معرضها ولا مشروعها الفني الذي يتحدث عن تناقض الثقافتين الغربية والإسلامية، مشيرة إلى أن هدفها من إقحام الجنس والخنزير في رسوم وصور لها، وهي تصلي، هو التأكيد على أن إيمان المسلم يكمن في قلبه وليس فقط في شكله الخارجي، مؤكدة أن ربط الجنس بالاسلام في لوحاتها هو "فن مثير وليس إباحيا" يتحدث عن التناقض بين ثقافتين.

تهديدات.. ورسوم متنوعة

وكانت سارة مابل تلقت تهديدات بالقتل عبر البريد الإلكتروني بسبب "رسومها المسيئة للإسلام"، وقال العاملون في معرض "سالون" الذي تعرض فيه سارة مابل أعمالها في لندن إنه تم تحطيم الواجهة الزجاجية الأمامية للمعرض المستمر حتى 16 نوفمبر/تشرين الثاني.

وأدانت جمعيات إسلامية في بريطانيا معرض "سارة مابل"، معتبرة أن جاء في ظروف غير طبيعية يعيشوها المسلمون، كما نددت الجمعيات باللجوء إلى العنف وتحطيم واجهة المعرض داعية للتريث قبل اتهام إسلاميين.

وتتنوع أعمال سارة، التي تعرض في عواصم عالمية، بين الصور التي تلتقطها لنفسها والرسوم لها وللأخرين. ومن رسومها امرأة محجبة تمسك بخنزير، وأخرى تدخن وقد بدت على عينها آثار الضرب، وواحدة وهي تصلي فيما تضع أذني أرنب على رأسها وأحيانا تركع خالعة الحجاب، وفي صور أخرى تبدو شبه عارية تقوم بعمل ما تؤديه في صورة أخرى وهي ترتدي لباسها. وفي لوحة أخرى قدمت نفسها وهي ترتدي حجاب أمها ثم بدا الصدر مكشوفا قائلة إنه لعارضة الأزياء البريطانية كيت موس، ثم تظهر في رسمة أخرى وهي محجبة وتحمل بطيختين في مغزى مثير.

سارة: لن أتراجع

وقالت سارة مابل، في حديث خاص مع "العربية.نت"، إن التهديدات لن تجبرها على وقف مشروعها الفني، ولن توقفه حتى تنجز ما تريده من التعليق على الثقافات المتعارضة، مشددة على أن توقفها سيعرض مبادءها كفنانة للمساءلة من قبل الناس، وأنها مقتنعة بأن معظم الاراء كان إيجابيا.

وردا على سؤال حول دوافعها لرسم لوحات تمزج فيها بين الجنس والدين، أجابت سارة " أمزج الجنس بالدين لأني كنت أشعر دائما بأن الجنس شيئ محرم، وتعلمت مبكرا أن الجنس شيئ مخجل ومشين وذلك بسبب ثقافتي، وأنا أتساءل الآن لماذا الجنس من المحرمات في الثقافة الاسلامية في الوقت الذي يتحدث القرآن عن هذا الأمر ويعتبره حقيقة في الحياة".

وتضيف "أنا أيضا أربط ما بين الثقافتين في الغرب والشرق ، وأعتقد أنه يتم النظر إلى الحرية الجنسية على أنها أمر غربي، ووسط ذلك تأتي أعمالي باعتبارها فنا نسويا يناصر المرأة، وأنا اقول في لوحاتي إنه على المرأة أن تفخر بجنسها، كما أن الناس أيضا لا يتوقعون أن تهتم فتاة مؤمنة بالجنس ولذا أطرح هذا الأمر لأعبّر عن الفروق الكبيرة بين الثقافتين في الغرب والشرق".

صورة الخنزير

وإزاء صورتها وهي تصلي محجبة وتحمل خنزيرا فضلا عن صور أخرى تتعرى فيها، تقول سارة مابل: في رسمة "حرام" كنت في أفكر بمنطق علم النفس وكيف تتم تنشئة المسلمين على كراهية الخنازير في حين أن القرآن لا يدعو لكراهيتها ولكن فقط يحرم أكل لحم الخنزير لأنه غير نظيف، ولا يدعو لكراهية الحيوانات، ولا أعتقد أن الخالق سيدعو لكراهية مخلوق هو خلقه.

وتضيف "أنا أضع الخنزير الصغير بطريقة ودية لست فيها حقودة أو ماكرة، واستخدامه هنا رمزي فقط ويشير لتقبل الثقافات المتعارضة لبعضها. أنا أظهر المسلمين وهم يتقبلون الغرب ويعيشون فيه ولكن لا زالوا ملتصقين بمعتقداتهم".

اللوحات العارية

وحيال الرسمة التي ظهرت فيها محجبة وتكشف عن صدرها، تقول سارة:رسمت لوحة شخصية لي بحجاب أمي ولكن الصدر هو لعارضة الأزياء (كيت موس) ولم أرغب بإظهار صدري بسبب ديني ولأني لا أريد أن أغضب أمي . هذه اللوحة تظهر الإنسان بشكله الظاهر الخارجي وأيضا ما هو مخفي فيه. وكنت دائما أفترض بشكل تلقائي أن المرأة المحجبة هي امرأة مسلمة أفضل مني ، ولكن كان علي أن أكتشف لاحقا أن الأمر لا يسير على هذا المنوال.

وتوضح "يمكن لامرأة ما أن ترتدي الحجاب وتكون بذيئة وبغيضة، لذا أعتقد كون الشخص مسلما يعني ما يعتقده في قلبه وما يوجد في داخله من أمور".

وترفض سارة مابل وصف أعمالها بـ"الفن الإباحي"، لكنها تعترف بأنه فن مثيرة وتعتقد أنه " لا خطأ في ذلك".

وقالت سارة مابل إنها نشأت في عائلة بريطانية من أم مسلمة وأب غير مسلم، مضيفة أن هذا جعلها تحاول عبر الفن كيف تمزج هذين الشيئين، واكتشفت أنه صراع من أجل معرفة أي جانب يجب أن تنتمي إليه، وتتساءل فيما إذا كان من الممكن أن تنتمي للطرفين عندما تكون ثقافتهما مختلفة. وتضيف: كنت أتساءل إذا كان من الممكن أن أكون فتاة مسلمة صالحة وبنفس الوقت فتاة غربية، ومرة أخرى أعمالي تتساءل يسأل "من هو المسلم الصالح"، وأنا أحاول أن أكون مسلمة فاضلة.

تنديد إسلامي بالمعرض

وفي لندن ،قال أنس التكريتي، الناطق باسم المبادرة الإسلامية البريطانية، لـ"العربية.نت" إن جميع المنظمات الاسلامية أدانت المعرض، مشيرا إلى أن لجنة اسلامية زارت المعرض، ووجدت أن اللوحة المسيئة أكثر من غيرها هي ليست تلك التي تحمل فيها خنزيرا، وإنما التي تكشف فيها الصدر وهي محجبة.

وأضاف التكريتي:الجمعيات أدانت الطريقة التي قدم فيها هذا الفن واعترضت على إثارة هذه القضايا في زمن غير طبيعي نتيجة الوضع المتأزم بسبب الرسوم المسيئة والروايات.. وفي زمن الرسول (صلى الله عليه ولسم) كان يناقش جميع الناس لأن الوضع كان طبيعيا، ولكن عندما يكون المسلمون في وضع غير طبيعي وتزداد نعرة العنصرية ورهاب الإسلام يصعب تقبل هذه الإعمال.

وأكد أنس التكريتي أن الجالية المسلمة ترفض بالمقابل أي عمل عنف، مستطردا "ولكن أيضا يجب أن نعرف أن من قام بتحطيم واجهة المعرض ربما هم أشخاص فوضوين لا علاقة لهم بالإسلام".

وقال التكريتي "كل من يريد أن يشتهر يكتب رواية لشتم الإسلام فيجد رواجا، أو يرسم لوحة تؤذي المسلمين، ومع ذلك يجب أن نفهم أنه ليس عندنا خطوط حمراء والاسلام يناقش كل شيئ، ولكن ذلك في ظروف طبيعية وعلى طاولة حوار حضارية وليس في الوضع اليوم حيث المسلمون هم في وضع دفاع مستمر

* العربية نت