مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
مأرب برس – خاص
إثناء طفولتي وبينما كنت أحد الحاضرين في مجلس للكبار في قريتنا وهم يتناقشون مناقب الشيخ عبدالله في إنتصار ثورة سبتمبر العظيم وتثبيت مداميك النظام الجمهوري وذلك عقب حضور الشيخ عبدالله مراسيم احتفال افتتاح مدرسة ومستشفي في الحيمة الخارجية بصحبة رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن الارياني والعقيد ابراهيم الحمدي نائب رئيس الوزراء أنذاك حيث أقام ذلك الحفل الشهيد حمود الصبري في 12 ديسمبر 1973 (أي أقبل حركة 13 يونيو بستة أشهر) بمناسبة إفتتاح أول مدرسة ومستشفى في الريف اليمني (وهما مدرسة الصبري ومستشفى المنار)، قال أحد الحاضرين ما دام وفي إمكانية الشيخ تغيير الرؤساء فلماذا ما يكون الشيخ رئيساً ويخلص اليمن من مشاكل الصراعات السياسية، فأجاب عليه احد الحاضرين بأن أي رئيس لليمن يجب أن يكون موظف بينما الشيخ عبدالله هو زعيم شعبي ولن يرضى لنفسة أن يكون رئيساً وسيظل زعيماً شعبياً وطنياً،
وفعلاً ظل الشيخ عبدالله زعيم شعبياً وطنياً طوال حياته يعمل في إطار شعار "اليمن اولاً" فقد كان ولائه التام للنظام الجمهوري اليمني، ولم يشغل نفسة بقضايا سياسية فكرية أو قبلية – عن الابتعاد عن خدمة ذلك الشعار، فحياته السياسية كانت وظلت في خدمة اليمن كدولة، كما سخر معرفته بالعرف والنظام القبلي في خدمة المواطنين كأفراد، ووظف حنكته القيادية العسكرية في خدمة ترسيخ الأمن والاستقرار، واستثمر خبراته الادارية والتشريعية في تأسيس مؤسسات الدولة.
هكذ ظل الشيخ عبدالله يعمل في إطار "لكل مقام مقال" يؤمن بالتدرج وسنن الحياة، ففي بداية عهد الثورة سخر جل وقته في تثبيت مداميك الثورة، وبناء دولة النظام والقانون وتذليل الصعوبات التي كانت تواجه الثوار في كل جبل وسهل، حيث بقدر ما كان يهتم بتحقيق الإنتصارات في المعارك وتشجيع أبناء القبائل للأنخراط في جيش الثورة، كان يهتم ايضاً ببناء مؤسسات الدولة وتشجيع ابناء القبائل للالتحاق بمعاهد التعليم والعمل في المؤسسات الحكومية.
لقد عُرف عن الشيخ عبدالله بأن رجل التوافق السياسي المقدام وبالتالي كان أكبر من الأحزاب السياسية ومن أفكارها وايدلوجياته، وهذا واضح ومنطقي فمن كان شعاره "اليمن أولا" لا يمكن أن يتحيز لفكرة وينتصر لها ما دام وهي ستكون ضد مصالح اليمن العليا، ولهذا كان وظل منزل الشيخ عبدالله في صنعاء وخمر مهبط للسياسيين بإختلاف إنتمائتهم السياسية فإذا وجد فكرة وطنية يحملها فكر تخالف فكرة كان يعمل بها عاملاً بالقول المأثور"المؤمن كيّس، فطن، حذر، وقاف، لا يعجل"،
لقد كان الشيخ عبدالله مدرسة في فن التعامل مع وجهات النظر المختلفة متمثلاَ القاعده السياسية الذهبية لمحمد رشيد رضا "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" بمعنى أن ننظر دائماً إلى إختلافاتنا بما يلمية علينا واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبما يحقق مصلحة اليمن العليا، وأكبر دليل على ذلك هو ذلك الحوار الصريح الذي الدار بين الشيخ عبدالله والشيخ زايد بن سلطان رحمة الله عليهم جميعا إثناء حرب صيف 1994 عندما زار الشيخ عبدالله الإمارات حيث قال الشيخ عبدالله للشيخ زايد " أن هؤلاء (يقصد جزء من اخواننا في الحزب الاشتراكي) تمردوا واختلقوا أزمة سببت وألحقت بالشعب أضراراً ومتاعب كبيرة، وتعطل كل شيء وقدمنا لهم تنازلات كثيرة واستجبنا لمطالبهم، وأخيراً أملوا علينا وثيقة فيها كل ما يريدون وقبلناها واشترطوا ألا توقع إلا في عمّان، وذهبنا إلي عمّان، ومن عمّان يذهبون إلي الرياض وسلطنة عمان والإمارات والكويت وانتم تستقبلونهم كأنهم دولة وهم متمردون؟ قال الشيخ زايد بأن الوحدة لا تفرض بالقوة والحرب، ولجوؤهم إلينا وانفتاحنا عليهم لأنهم أضعف منكم وانتم تجبرتم واعتديتم عليهم، فاشتد بنا النقاش إلي أن بلغ حد ارتفاع وبقيت أنا والشيخ زايد كل واحد متسمر في كرسيه لا يكلم الآخر ولا ينظر إليه. وخرجنا دون الوصول إلي شيء، والشيخ زايد مصمم علي أنه لا بد أن نوقف الحرب. فقلت له الحرب مقدسة بالنسبة للوحدة، والوحدة تستاهل الدماء قال: تريدون سفك الدماء والوحدة ليست بالقوة. قلت: نعم الوحدة تستحق التضحية ونحن مستعدون لبذل المزيد من التضحيات من أجلها، والوحدة ليست بالقوة فهي وحدة شعب واحد إنما الانفصال هو الذي يريد أن يفرض بالقوة".
ومن منطلق الزعامة الشعبية للشيخ عبدالله لم يسعه إلا أن يدعوا دائما القوى السياسية في اليمن إلى الاتحاد والتعاون، في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مفترضاً دائماً بأن كل القوى السياسية في اليمن (وطنية) وتنشد جميعها مصلحة اليمن والاختلاف فيما بينها ما هو إلا في الوسائل وأكبر دليل على ذلك هو تأثيره السلامة بعد استشهاد الرئيس الغشمي وتنصيب الرئيس صالح رئيساً حيث قبل بدور هامشي في الحياة السياسية في اليمن في خلال تلك فترة الثمانينات وذلك من أجل مصلحة اليمن ولم يخشي أن يبوح بذلك في مذاكراته عندما قال " اكتفيت في الثمانينات بعضوية المجلس الاستشاري ولم أتولٌى أي منصب أكبر، لم يكن ذلك مقصوداً مني أبداً و إنما كان يطلب مني ذلك ـ بالمفتوح ـ حتي في انتخابات مجلس الشوري عام 1988 طرحت الموضوع علي الرئيس علي عبدالله صالح إنني أريد أن أرشح نفسي لعضوية المجلس لكن علي أساس أن أكون رئيساً للمجلس فرفض الرئيس ذلك" رحمك الله ياشيخ عبدالله أيها الأنسان العظيم كم كنت واثقاً من نفسك.
لقد ظل الشيخ عبدالله طوال حياته زعيم الواقعية السياسية التي ترعى مصلحة الوطن والمواطن بعين واحدة فالوحدة من وجهة نظرة هي مطلب إستراتيجي وهدف كل يمني، إلا أن تنفيذها في ظل ايدلوجية تخالف الثقافة الوطنية والأطر الدينية للمجتمع اليمني قد تكون وبالاً أكثر منها مصلحة، فمن وجهة نظرة بأن الوحدة هدف استراتيجي لكنها كانت ستأتي علي أنقاض أي قوى سياسية لا تراعي ثقافة الشعب وأطره الدينية، وبالتالي كانت الوحدة أتيه وتسريعها لم يكن سوى لمصلحة القوى التي تدعوا إلى مخالفة الفطرة الوطنية ولهذا يقول الشيخ عند عودة الرئيس من عدن "ما دهاكم؟ قالوا نحن وضعناهم أمام أمر واقع فالمبادرة جاءت من الرئيس فوضعهم في ورطة، إذا قالوا: لا فالجماهير محتشدة والمظاهرات ستندلع وسينتهون ويحرقون ونحن أوقعناهم. قلنا: إنهم يبحثون عن مخرج وأنتم أنقذتموهم!! أما الوحدة وهي مطلبنا جميعاً فكانت ستأتي لكن علي أنقاضهم لصالح الشعب وليس لصالحهم"، وهكذا صدقت رؤية الشيخ فما لبث ذلك الترتيب الوحدي إلا فترة وجيزة وظهرت الإختلافات الثقافية والأطر المرجعية السياسية والتي افضت في مجملها إلى حرب 1994 وعندما أخطئت بعض تلك القوى السياسية بالدعوة للإنفصال هب الشعب من كل فج عميق للإنقضاض عليهم،
لكن الشيخ عبدالله ذاك الفرس المترجل لم يخشى من الإعتراف بقصور وجهة نظرة في تحقيق الوحدة فقد قال في مذكراته بأنه "مهما كان الخلاف في الرأي وكيفما كانت التصورات، وسواءً كانت الخطوات والإجراءات سليمة أم لا، إلا أن التوفيق والنجاح كان حليف الرئيس علي عبدالله صالح وتمت الوحدة وهذا هو المكسب الكبير والمنجز والهدف العظيم وقد ذهبت مع الرئيس في حفل إعلان الوحدة في عدن في 22 ايار (مايو) 1990م حتي لا أغيب عن هذا اليوم التاريخي الذي كان الشعب يعيش فيه فرحة وسعادة بالوحدة،" اليس هذه سمة الزعامة الشعبية لقائد شعبي لشعب عظيم.
ظل الشيخ عبدالله زعيماً سياسياً ومحنكاً إدارياً خلال فترة مسيرة حياته النضالية والسياسية حيث يتلوا علينا الشيخ في مذكراته حول الاتفاقية التاريخية بينه وبين الرئيس صالح على تشكيل حزب سياسي يراعي مصلحة اليمن العليا في ظل النسيج السياسي الجديد لليمن حيث يقول الشيخ بأن من إيجابيات الوحدة هي التعددية الحزبية، ولقد كانت هناك أحزاب لكنها لم تك معلنة (فهناك شيوعيون وناصريون وبعثيون وإخوان مسلمون)
وقد كنت أصنف من ضمن المشائخ الذين لم يكن لديهم تطلعات حزبية، لكن الرئيس أقترح بأن نسعى نحو تكوين حزب رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر. إضافة إلي أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلي هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح في حين كان هناك فعلاً تنظيم وهو تنظيم الإخوان المسلمين الذي جعلناه كنواة داخلية في التجمع لديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية والتربية الفكرية.
رحم الله الشيخ عبدالله اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته