مقابلة مع بريطانية تزوجت من نجل ابن لادن
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 22 يوماً
السبت 14 يوليو-تموز 2007 02:53 م

البريطانية زينة لـ«الشرق الأوسط»:أعرف أنني متزوجة من إبن أخطر شخصية في العالم ولكني تزوجت الابن وليس الأب

تزوج عمر بن لادن أحد أبناء زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، سيدة بريطانية في الحادية والخمسين، بعدما وقعت في غرامه خلال عطلة أمضتها في مصر. والزوجة «جين فليكس براون» التي حولت اسمها إلى زينة، أبقت موضوع زواجها من عمر أسامة بن لادن البالغ من العمر 26 عاماً، سراً عن الجميع باستثناء عائلتها وأصدقائها المقربين، لكن الخبر تسرب إلى وسائل الإعلام ونشرت عنه صحف «التايمز» و«الغارديان» و«الصن» البريطانية. وأكدت زينة في حوار مع «الشرق الأوسط»، انها ولدت مسلمة موحدة بالله عز وجل، ووالدها من الشرق الأوسط، وردت على اسئلة «الشرق الأوسط» عبر البريد الالكتروني «الماسنجر» والهاتف، واستغرق الحوار معها أياماً، وأرسلت عبر الاي ميل لـ«الشرق الأوسط» بعد أيام من الحوار الالكتروني والهاتفي، صورها مع عمر ابن لادن، الذي قالت انه انسان طيب للغاية ورائع، يمثل قيم الانسان العربي الأصيل، تعلمت على يديه الكثير والكثير، وتصفه بقولها: «قلبه نقي وهو شخص مستقيم وهادئ ورجل نبيل، بكل ما في الكلمة من معنى». من جانبه أكد عمر أسامة ابن لادن في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس (الأول)، أن السيدة زينة ما زالت على ذمته، وقد تزوجها في مصر ثم في السعودية، وقال انه لا يريد ان يتحدث مع وسائل الاعلام، بسبب تلقيه عشرات الاتصالات أمس (الأول)، واوضح ان مسألة استمرار زواجه من السيدة زينة، ليست بيده بل بيد «اخوانه».

وتعمل زينة الآن، على تقديم طلب لسلطات الهجرة البريطانية، للحصول على تأشيرة زيارة إلى المملكة المتحدة لزوجها. وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها حصلت على موافقة زوجها بالخروج الى الإعلام لتروي قصتها.

وزينة من سكان مدينة مولتون بمقاطعة تششير ومتزوجة من قبل عدة مرات، ولها خمسة أحفاد. والتقت زينة عمر نجل ابن لادن في سبتمبر الماضي في مصر، وتقول «كان يركب حصانا فوق هضبة اهرامات الجيزة وكنت في مواجهته على فرس آخر، وشعرت بشيء ما يشدني اليه». وتقول «تزوجت من بن لادن الابن وليس الأب، وأتمنى ألا يحكم عليّ الناس بقسوة، فأنا اقترنت برجل التقيته ووقعت في غرامه، وبالنسبة لي هو عمر فقط، وأطيب شخص تعرفت عليه في حياتي». وقالت زينة محمد التي أكدت ان والدها عربي الأصل، إنها «تتحدث إلى زوجها عمر عدة ساعات في اليوم عبر الإنترنت أو الهاتف، وتجد صعوبة بالغة في العيش بدونه، وهو كذلك يقاسمها هذا الشعور». وكتبت زينة تجربتها في العيش في الاراضي السعودية وحبها للصحراء والصفاء والنقاء، الذي وجدته هناك.

وقالت «لا يوجد هناك معسكر». وتلقت «الشرق الأوسط» صورة عمر، وهو طفل صغير مع والده اسامة ابن لادن، وأكدت «لا يجري أية اتصالات مع والده أسامة بن لادن منذ أن كانا معاً في أفغانستان عام 2000. وكان غادر السعودية، وهو طفل برفقة والده، وعاش معه في السودان من ثم في أفغانستان، حيث شاهد نشوء تنظيم «القاعدة»، لكنه لم يرتكب أي خطأ، وكان طفلاً أثناء وجوده في أفغانستان». وجاء حوارها مع «الشرق الأوسط» على النحو التالي:

> هل من الممكن ان تعطينا فكرة عن حياتك قبل الاقتران بعمر نجل ابن لادن؟

ـ منذ أن كنت طفلة صغيرة كنت أعيش في داخل عائلة كبيرة، واليوم وأنا على اعتاب الـ51 فقد مر في حياتي من قبل اربعة ازواج، وكان ثمرة ذلك ثلاثة ابناء وخمسة احفاد هم كل عائلتي اليوم، وخلال تجربة حياتي عملت في مجالات مختلفة، منها قطاع المعمار وصناعة الطائرات، وتدربت على قيادة طائرات الهليكوبتر والطائرات الخفيفة، وعملت بعد ذلك في تقديم الخبرة والنصيحة في مكاتب نصح المواطنين بشمال انجلترا، وحصلت على شهادة بكالوريا في العلاج النفسي من جامعة مانشستر، قبل ان التقي عمر الذي غير مجرى حياتي. واليوم أقضي نحو 15 ساعة يوميا في الحديث الى عمر عبر «الماسنجر» أو الهاتف.

> كيف التقيت عمر ابن لادن؟

ـ التقيت عمر في يوم مشمش فوق هضبة اهرامات الجيزة، وكان فوق صهوة جواده، وكنت أنا الأخرى فوق صهوة جوادي، وكنت اركب الخيل مع احد ابناء عمومته، والتقطت عدة صور للموجودين معي بمن فيهم عمر، وتكرر لقاؤنا خلال شهر سبتمبر الماضي يوميا، وتحدثنا معا، وكان يسألني عن الصور التي التقطتها، وأبلغته أن اسمي زينة، ولكني استخدم اسما بريطانيا آخر وكنت اشعر ان هناك شيئا ما يشدنا الى بعضنا الآخر، وسألني ان كنت اعرف من هو والده، وكان أحد الحضور من «شلتنا» أبلغني أن والده هو الشيخ اسامة، ولم يؤثر هذا في نفسي أو يهزني من الداخل، وكانت لغته الانجليزية بسيطة للغاية، لكن كانت هناك كيمياء تجمع بيننا، وضحكنا كثيرا، كنت أعرف انه معجب بي، ولكنه كان خجولا وكثير الاحترام لنفسه.

وطلبت هذا الأمر فوافق على الفور، وكان الزواج اسرع مما كنت اتصور من دون ضجة كبيرة، وابلغ ابناء عمومته انه تزوجني، وفي اليوم التالي كنت اصطحبه في طريق الذهاب الى مطار القاهرة للعودة الى السعودية، وهناك تزوجنا مرة أخرى يوم 24 ابريل وفق القانون العرفي، وكان ابني معي كمحرم لي، وشهد على عقد الزواج اثنان من الشهود، وما زلنا في انتظار موافقة وزارة الداخلية السعودية على توثيق زواجنا. ثم التقيت عمر مرة أخرى بعد أن غادرت الأراضي السعودية في شرم الشيخ، بعد ان تلقيت اتصالا هاتفيا منه، وفي المساء كان سائقه الخاص محمد عمر ينتظرني ليأخذني الى فندق موفنبيك القريب من اسطبلات الخيل، وربما انا أكون سيدة مختلفة بعض الشيء عن كثير من نساء الارض، وكنت الاحظ ان عمر خائف من شيء ما، أو من اشخاص يراقبونه، فهو نجل ابن لادن، وكان يحاول تجنب المصورين في الأماكن العامة، وكان يؤكد لي انه لم يتلق أي اتصال من والده منذ زمن طويل، وكنت اصدقه فيما يقول.

> كيف وجدت السعودية عند زيارتك الأولى للعاصمة الرياض؟

ـ وجدت السعودين أكثر قربا الى الله عز وجل، غير البريطانيين الذين تربيت بينهم معظم حياتي، وهم متحفظون بالسليقة، يخافون ان يكشفوا عن مكنون صدورهم، اما ما وجدته في السعودية فأناس بسطاء يحبون الآخر، ولا يفكرون في الماديات مثل الغربيين، اما الرجال في السعودية، فيقضون كثيرا من الوقت مع عوائلهم واطفالهم على عكس الغربيين المشغولين طوال الوقت بجني الاموال.

واعتقد انني منذ وقوعي في حب زوجي عمر احببت هذا البلد اكثر واكثر، ترى الرجال بقاماتهم المديدة والغترة فوق رؤوسهم وملابسهم الناصعة البياض والنساء بالعباءات السوداء، فتشعر بالعزة لأنك تعيش في هذا البلد الآمن المطمئن. ذهبت مع عمر الى كثير من الأماكن في الرياض وجدة، وشعرت بالطمأنينة في فيافي الصحراء بين الهضاب والوديان، لكن أفضل مكان ذهبت اليه هو رحلة الايمان الى مكة المكرمة حيث الكعبة المشرفة.

> هل يمكن أن تصفي لنا عمر ابن لادن؟

ـ إنه أروع شخص التقيته في حياتي، قلبه نقي وجنتلمان حقيقي بكل معاني الكلمة، وأروع صديق يمكن الاعتماد عليه.

> هل من السهل عليك كسيدة بريطانية، قبول فكرة انك الزوجة الثانية لعمر ابن لادن؟

ـ كمسلمة موحدة بالله عز وجل، فإنني قبلت فكرة الزوجة الثانية، بعيون وقلب مفتوح، لأنه أمر سماوي من حق الرجل، ولا يقبل النقاش، ولا أخاف من كوني الزوجة الثانية، ولا أشعر بالغيرة على الاطلاق من الزوجة الاولى.

> هل يمكن ان تعيشي بقية حياتك في مجتمع عربي؟

ـ في المجتمع العربي الاسلامي تجد الغرباء يمدون اليك يد المساعدة، بدون كبرياء، وعندما يمد صديق سعودي يديه اليك فتأكد انك أمام شخص ممكن ان يغامر بحياته من اجل حمايتك والدفاع عنك بعزة وشرف.

> هل تحدث اليك عمر عن والده اسامة ابن لادن؟

ـ ترك عمر افغانستان، وجاء الى السعودية قبل فترة طويلة من هجمات سبتمبر، وقال لي انه لم يتلق أي اتصال هاتفي من والده منذ فترة طويلة، وأنا متأكده تماما من صدقه، ولا يعرف عمر ابدا اين يوجد والده.

> هل تغيرت ظروفك منذ زواجك من نجل ابن لادن؟

ـ لم تتغير كثيرا، الى ان سرب احد الاصدقاء المقربين بدون علمي، قصة زواجي من عمر، الى اجهزة الاعلام، وكانت جريدتكم احدى وسائل الاعلام التي اتصلت بها تلك الشخصية، اشعر أني مراقبة، وسأغادر بريطانيا اليوم الى بلد شرقي أوسطي يحمي خصوصياتي، أعرف أنني متزوجة من نجل أخطر شخصية في العالم، قد لا تحبونه، ولكني فخورة بزوجي عمر، واستطيع ان اتحدى العالم من اجله، ولكني اعتقد ان البريطانيين سيقبلون القصة، ربما سيتضايق البعض، لكنني لم أسئ الى احد بزواجي من عمر، ولكن الحب يصنع المعجزات.