العيسي رئيسًا لإتحاد الكرة بالتزكية وانتخابات الدوحة تشهد تأجيلاً وانسحابات لأول مرة منذ سنوات.. فرصة ذهبية لاقتصاد سوريا بعد سقوط بشار الاسد كوريا الجنوبية تمنع رئيسها من السفر وأنباء عن محاولة إنقلاب تفاصيل جديدة بشأن مواقع السيطرة والغارات الإسرائيلية في سوريا الجيش الإسرائيلي يدمر مقاتلات سوريا في المطارات العسكرية العثور على مساعد ماهر الأسد مقتولا في ظروف غامضة تعرف على 5 شخصيات عربية بارزة انتهت في حوادث جوية الكشف عن خطة ترامب لـ أكبر عملية ترحيل بالتاريخ الأميركي القصر الرئاسي الروسي يكشف المصير النهائي لبشار الأسد وأفراد عائلته توكل كرمان: الثوار السوريون برهنوا على أحقية نضالهم في إزالة نظام ضالع في الأجرام والشعب السوري يستحق الدعم
غلط فادح وخطأ كبير اكتفاء إخواننا الخليجيين بتعليق المبادرة - التي لم يكن الشعب اليميني سببا في فشلها بل هي تسببت في تعميق جروحه وزادت من نزيف دمه- ليقفوا مكتوفي الأيدي تجاه تهديدات صالح بشن حرب إبادة جماعية ضد شعبه السلمي؛ خاصة وأن هذا الأخير هو السبب الأول والوحيد في ذلك الفشل، وفي إضاعة كل الجهود التي بذلت في سبيل النجاح، وفي الوقت نفسه كسب من خلالها المزيد من الوقت بغرض ترتيب أوراقه ولملمت شتاته استعدادا لما توعد به من قرع طبول هذه الحرب التي كثيرا ما توعد بها شعبه وهي في حقيقة أمرها حرب إبادة - لا أهلية - لأن طرفا واحدا هو من يحمل السلاح؛ ويمتثل في العصابة وقائدها صالح، في حين أن الطرف الثاني (الشعب) قد أعلن عن سلمية ثورته واستمر في ذلك مائة يوم أو تزيد، وقد شهدها العالم كله مندهشا من تلك السلمية، وهو من سيشهد بذلك مكذبا زعم صالح وتبشيره بحرب أهليه، وهي ليست إلا حرب إبادة ابتدأت جذوتها من منزل الشيخ عبد الله الأحمر - رحمه الله - وأن شاء الله ستخمد أو تنطفئ هناك.
وإذا ما سألنا أنفسنا لماذا منزل هذا الشيخ بالذات (؟) فإن الاجابة عن مثل هذا سؤال لن تحوجنا إلى طول تفكير؛ لأن الشيخ عبد الله - رحمه الله - يحظى باحترام كبير من قبل الشعب اليمني بوجه عام، ومن قبل قبائل اليمن قاطبة بوجه خاص، وإعلان حرب أو قرع طبولها ابتداء من منزل الرمز له ما بعده من محاولة استفزاز للقبائل وتوقع تداعيها للرد على الحرب بحرب مثلها، بيد أن الذي غاب عن بال صاح وقواه - لما يتمتعون به من الغباء - أنهم أنفسهم سموا صاحب هذا البيت الصغير والبيت اليمني الكبير بحكيم اليمن؛ وإذا كان صالح وقواه قد عجزوا عن انتزاع صاعق القنبلة من شباب الثورة، فأنا لهم أن ينتزعوه من قبل رمز اليمن وحكيمها الذي لا يجتمع حوله إلا الحكماء والرموز الذين يشار إليهم بالبنان.
وأما الخطأ الفادح فيكمن أو يأتي من أن الشعب اليمني ما زال في نفسه أشياء من مبادرات خمس لم يكن له حظ فيها أو نصيب إلا أنها - بتصوره - أعطت الغطاء لعلي صالح حتى يزداد طغيانا في البلاد ويكثر فيها الفساد، ويذيق الشعب اليمني سوط عذاب، وعليه فلن يسلم الأخوة في الخليج - حسب تصور الشعب اليمني وشباب الثورة - من اللوم وتحمل المسئولية فيما حصل، وفيما سيحصل لو واصل صالح حماقاته وجعل نفسه في صورة قذافي ليبيا بشن حرب إبادة ضد شعبه؛ هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية قد يبرز في مشهد حرب إبادة متوقع دور إيراني أكثر توقعا؛ فإيران دائما ما تقتنص فرص الصيد حتى ترمي شبكتها، ولا ينسى أحد كيف اقتنصت فرصة تراجع الدور العربي تجاه حرب إسرائيل على غزة؛ لتكسب من خلال ذلك الكثير من الترحيب والتهليل والتمجيد والتأييد الفلسطيني والعربي والإسلامي، وبناء عليه أتمنى على دول الخليج إلا تضعنا في الصورة نفسها وألا تترك الفرصة لمثل هذا تدخل قد يحصل في أي لحظة إذا ما دقت الحرب طبولها؛ وامتدت جذوتها لتشتعل في كل اليمن والتي ابتدأت من منزل الشيخ الحكيم، لتجعل بداية صالح غير حكيمة بل إن شاء الله عليه وخيمة.
وحين حصول مثل ذلك - لا سمح الله – يكون لسان حالنا كيمنيين مخاطبين الخليجيين لا تلومونا ولوموا أنفسكم هذا إذا خلص المشهد اليمني إلى حرب وان شاء الله لن تمنح القبائل هذه الفرصة لصالح الذي عجز عن أخذها من شباب الثورة، وإذا تراجع الدول الخليجي واكتفى بتعليق المبادرة وهذا إن شاء الله أيضا لن يحصل، فيكفي اليمنيين أنهم خذلوا من المجتمع الدولي ولن يرضى الخليجيون أن تحل عليهم ثلاث مصائب مصيبة صالح والصمت الدولي والخليجي؛ صحيح إن اليمنيين أو ثورتهم ليست مؤهلة لمثل تدخل إقليمي ودولي سريع؛ إذ اليمن لم يكن له حظ في البترول مثل ليبيا، ولم يكن له حظ من الأهمية الموقعية الجغرافية/السياسية؛ كسوريا جارة حزب الله الذي يهدد أمن إسرائيل والذي تمده الأولى - متعاونة مع إيران - بالسلاح؛ كما أنه لم يكن له حظ في دين الملك؛ كالأردن والمغرب العربي وأكبر دليل على ذلك أن الدعوة إلى اتحاد أو تحالف ملكي من قبل دول المجلس تجاوزت اليمن القريب لتعبر القارات البعيدة طالبة وِدَّ المغرب؛ مع أن الأول أحق بالضم من الثاني أو حتى على الأقل متساويان؛ فإذا كان المغرب يشفع له دين الملك فإن اليمن يشفع له الجوار، وقد قال المثل: "جارك القريب ولا أخوك البعيد"، فكيف إذا كان القريب (اليمن) أخا وجارا في الوقت نفسه؛ بيد أنه لما كان القرب لا يشفع، فضل اليمن حقبا طويلة في صورة المتسول المدفوع بأبواب دول المجلس، ناهيك عن ظاهرة الدفع/ التسول الفردية التي يعاني منها اليمنيون وتسبب بها صالح - كل هذه العوامل كانت أشبه بظلماتها بعضها فوق بعض إذا مد اليمن يده مطالبا بالانضمام إلى هذا المجلس لم يكد الأخير يراها، كل ذلك شكل صورة سوداوية في مخيلة الشعب اليمني وفي ضميره، وهذه الظلمات المتراكمة ما كان ليزيل غشاوتها الاكتفاء بتعليق المبادرة من قبل الخليجيين؛ دون توجيه رسائل قوية إلى صالح أقلها - من وجهة نظري - التلويح بدرع الجزيرة - فليست اليمن أقل خطرا على أمن الخليج من البحرين؛ ولعل صالحا بمثل هذه رسائل يتذكر أو يخشى فيرجع عن غيه وتهديداته، وإذا ما شنت هذه الحرب واشتعل نارها؛ فإن التدخل المتأخر من قبل إخوتنا الخليجيين يكون وجوده وعدمه سواء بسواء وحينها لن يجدي اليمنيين العويل عليهم وحتى البكاء.