آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

فحولة وعهر مقاتلي ذكري النكبة
بقلم/ سامي الأخرس
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 16 مايو 2007 05:54 م

مأرب برس ـ خاص

تشعر وللوهلة الأولي أن كم الصواريخ والقذائف التي أمطرت غزة اليوم بأنك أمام تصدى لمغتصبات الاحتلال التي كانت جاثمة على صدر كل فلسطيني ، وأن عمليات التجنيد والتخزين التي تمارسها فصائلنا الوطنية منذ عام 2000 قد حان وقت رفع الصدأ عنها ، وأن تضطلع بمهامها الوطنية ، حيث أبدعت الأطراف المتنازعة في عمليات الهجوم والتصدي بمعركة الحسم الاستراتيجي والمدارة بعقلية عسكرية تمتلك الرؤية الصائبة للتخطيط والتكتيك العسكري ، وقادة ميدانيين أكفاء يتمتعون بالقدرة على قيادة المجموعات وتوجيهها بدقة لضرب أهدافها ، والتحرك بسرعة في كل الاتجاهات ، حيث استخدم البر والبحر ، والجو في العمليات العسكرية التي يشهدها قطاع غزة ، وتطورت لتشهد مهاجمة المعابر البرية التي تعتبر المتنفس الوحيد لدخول البضائع في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام.

وبلحظة تفوق من وهمك وتدرك أن ما يدور سوي شطحات شيطانية يقودها فحول العهر لاستعراض أوامر أسيادهم ، وممارسة شبقهم وفحولتهم التي لا تمارس سوى ضد الأخوة والأبناء والوطن معاً ، شطحات شيطانية استعراضية ضد الوطن ، وخنوع خفافيش تختبئ في الظلام عند مواجهة العدو .

عهر مرخص ومعتمد يمارس علانية بلا أدنى حياء أو خجل ، عملاء يمارسوا شطحات باسم الوطن وباسم الشرعية وباسم الكفاح والمقاومة ، وهم أرخص من حذاء طفل يبكي خوفا من رصاصاتهم وقذائفهم ، ومن جيوشهم المجيشه ضد من لا نعلم ، ولا ندرك أي أدمية وإنسانية تلك التي يتمتعوا بها .

منذ عام ونحن نتابع الأحداث الدائرة ما بين الأخوة ، أبناء الدم الواحد ، والوطن الواحد ، والهم الواحد ، ونتساءل هل هم أبناء رحم طاهر؟! هل أبناء شرعيون من صلب هذا الوطن ؟

أكاد أجزم بالقسم الإلهي إنهم أبناء عاق جردوا من انتمائهم وهويتهم ، وأخلاقهم ، أبناء الوطن براء منهم ، لا يتشرف بأنهم من صلبه ، لأنهم حولوه لغانية زانية تمارس العهر فتنجب أمثالهم وأمثال كل من سولت له نفسه بممارسة ما نرى ، وحوش بشرية فقدت إنسانيتها ، حيوانات مفترسة لا تحمل من الجنس البشرى سوي الشكل والهيئة .

في ظل ما يحدث من قتل وتدمير ، وقصف ، وحرب مشتعلة تدور رحاها في غزة هاشم ، لم يعد هناك صوت للعقلاء ، ولا صوت للقادة الحكماء ، أصبح شعبنا لا حول ولا قوة له ، منقسما متشرذماً على ذاته ، متخبطاً في مشاعره لا يميز الخبيث من الطيب ، يلهث خلف من يسكت الأفواه الجائعة ، ويملئ الأمعاء الخاوية ، فتم استغلاله ليتلاعبوا بشبابه وأجياله ، التي يعول عليها لقيادة مستقبلنا ، وقيادة بناء الوطن ، فتحولت هذه الأجيال لجيف تتعفن بالحقد ، عشقت امتصاص الدماء ، وهتك الأعراض ، ومس الكرامة ، ويضع على جبينه شعار الله أكبر ، ولا إله إلا الله ، وفلسطين الوطن ...الخ من شعارات.

وما يزيد من الغرابة أن جميع قوى شعبنا السياسية والمدنية والشعبية تلتزم الصمت على ما يدور ، وهذا قطعا يدلل إنها إما مشاركة بما يحدث أو لها مصلحة بما يحدث ، وإلا بماذا يفسر هذا الصمت ؟

الحكومة والرئاسة يتذرعوا بالحصار وعدم وجود مصادر مالية لدي السلطة لدفع مستحقات الموظفين وإطعام هذا الشعب الذي يعاني الويل ، والجوع ، والفقر ، في الوقت الذي لو تم استغلال ثمن ما أطلق من رصاص وصواريخ وقذائف خلال العام في حرب العهر الفصائلى ، الحزبي ، الجاهلي لكان كفيلا بإخراج شعبنا من جوعه وفقره . وتجاوز هذه الأزمة الاقتصادية التي يمر بها أهلنا في فلسطين.

أصبح الحديث عن النكبة مبتذلاً لا قيمة ولا معني له في ظل الاحتفالات الدموية الخاصة التي نشاهدها بيوم الذكرى ، نشعل شموع اللم والدموع على فراق الأبناء ، والعدو يحتفل بذكري الاستقلال والنصر معا ، الاستقلال التاسع والخمسون ، والنصر بما يراه في غزة ، منتشي بنشوة لم يتذوقها منذ أن جثم على صدر قضيتنا . ولما لا ونحن نحتفي بذكري التشتت والاغتصاب للوطن بمذابح من أجل سلطة واهية يلهث عليها أصحاب الكراسي وعبده السلطة .

وهذه هي البداية مخطأ من يظن أن هذا النهاية ، فلم تدون بعد النهاية لأنها لم تحقق بعد الأهداف المرجوة منها ، والمخطط لها ، ألا وهي إفراغ الوطن من الشرفاء والمناضلين والمخلصين ، وإضعاف الانتماء الوطني لدى شعبنا وهو ما تجسد في رفض دعوة التبرع بالدماء للجرحى ، وإذكاء روح الهجرة المعاكسة إلى الخارج ، وهي نفس أهداف الاحتلال الأمريكي للعراق ، ومن ثم إسقاط عدالة القضية الفلسطينية والتفاف الشعوب حولها ، ودعمها ، وهذا ما تحقق بفعل ما يدور في غزة .

ومع كل الألم والمأساة لازلنا نسمع من يبارك ومن يشد على أيدي القتلة ، ومن يمنحهم الفتوى والشرعية بممارسة ما يمارسوه ، ما ينم عن جاهلية حزبية مقيتة حولتنا لأصنام اشد عنادا من عناد جاهلية القرون الوسطي ، ووحشية يتعلم من فنونها هولاكو .

واهم ... من يعتقد أن هذه هي النهاية ، لأن ما بني على باطل فهو باطل ، وما يدور الأن نزاع وراثي يحاول الوريث نيل ما ورثه من استوزار وسلطة من الوريث الذي يتثبت بعرشه وكنوزه .

فلفلسطين العزاء ... ولشعبها الرحمة على روحه الطاهر .. وعظم الله أجركم وأجرنا بالوطن ، وبالشرف ، وبالكرامة ... وعظم الله أجر اللاجئين بالعودة .