تعرف على التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أول دولة أوربية تستعد لتداعيات موجعة في حال غادر السوريون أراضيها وزارة الداخلية السعودية تطلق ختمًا خاصًا تحت مسمى «أهلًا بالعالم» قيادي حوثي رفيع يدخل في مواجهة وتحدي مع مواطنين بمحافظة إب و يهدد أرضهم وحياتهم الجامع الأموي بدمشق يشهد حدث تاريخي في اول جمعه بعد سقوط الأسد عاجل: قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع يكشف عن مخطط جديد لمبنى سجن صيدنايا تعرف على الشروط الأمريكية لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب ملك خليجي يبعث برسالة ''ودية'' إلى القائد أحمد الشرع ''الجولاني'' سقوط بشار يرعب عبدالملك الحوثي.. ''قال أن لديه مئات الآلاف من المقاتلين جاهزين للمواجهة'' صنعاء درجة واحدة فوق الصفر.. توقعات الطقس للساعات القادمة في اليمن
لا يوجد إنسانٌ سَويٌّ على هذه الأرض يكره السلام، باعتباره قيمةً ساميةً بها تستقر الحياة ويسود الأمن والأمان والاستقرار ويعم الخير والرخاء، لكن السلام المنشود العادل والشامل، يحتاج إرادة قوية وتصالحاً مع الله أولاً والنفس ثانياً ومع كل من حولك من البشر.
لذلك نؤمن بالسلام والتعايش بين الجميع وفقاً للمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والاحترام المتبادل، مع الاعتقاد بأنه لا يمكن للسلام أن يسود ما لم تكن قناعة الأطراف الأخرى، هي القناعة نفسها عند من يؤمن بتلك القيم النبيلة.
لكن حينما يتعلق الأمر بالحوثي وميليشياته، فالأمر مختلف تماماً حيث يرى كثيرون أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق سلام معه بالصورة التي يستسهلها البعض، وذلك من واقع تجربة مريرة عمرها قرابة 17 عاماً، ومعرفة بخبايا هذه الجماعة العنصرية الطائفية التي لا تؤمن إلا بنفسها، وتتكئ على خرافة عمرها مئات السنين، إضافة إلى ما تمارسه من أعمال مخالفة للفطرة، على مرأى ومسمع الجميع منذ ظهورها، إلى جانب عدم التزامها بأي اتفاق تم توقيعه معها منذ العام 2004.
وبعيداً عن الخوض في تفاصيل الواقع الذي يعرفه الشعب اليمني، والنخب الفكرية والسياسية، هناك عشرات الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة أمام الوضع الراهن وتعقيداته، وتبحث عن إجابات شافية، يترتب عليها إمكانية توقيع اتفاق سلام شامل ودائم مع الحوثي وجماعته.
هل سيُعيد عبد الملك الحوثي الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التي سيطر عليها للدولة؟ هل سيعترف بدستور الجمهورية اليمنية ومؤسسات الدولة ويلغي إعلانه الدستوري ولجانه الثورية ويسحب مشرفيه من جميع المؤسسات؟ هل سيوافق على دمج ما تبقى من ميليشياته في الجهازين العسكري والأمني، وكذلك على إعادة بناء جيش على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن الأدلجة؟
هل سيتخلى الحوثي عن خُرافة الولاية، وينخرط ضمن عملية ديمقراطية حقيقية تتمثل في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية نزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة؟ هل سيقبل بتشكيل حزب سياسي ذات برنامج وطني، يؤمن بالدولة المدنية الحديثة؟ هل سيوقف الحوثي، دوراته الثقافية الطائفية التي ينفق عليها المليارات من أموال ومرتبات الشعب، والتي أفرزت جيلاً طائفياً يؤمن بعنصريتهم ويقاتل من أجلها، ويبغض كل من يخالف هذا الفكر، بل ووصل الحال بهم إلى النيل من أعراض خصومهم؟ هل سيتخلى عن تبعيته لإيران ونشر أفكارها ويعود إلى الحضن العربي، وأن تكون علاقة اليمن بإيران كما هي بالدول الأخرى، قائمة على النِديّة والمصالح المشتركة بعيداً عن التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لليمن؟ هل سيُعيد الحوثي مليارات الدولارات، ومئات المليارات من الريالات التي نهبها من البنك المركزي اليمني والبنوك الأخرى، وذهب بها إلى صعدة، ووزع جزءاً منها على كبار قيادات جماعته؟ هل سيُلغي آلاف الرتب العسكرية التي منحها لأتباعه بصورة عشوائية ومخالفة لكل القوانين والتشريعات والأعراف الدولية؟ هل سيوافق الحوثي، على إعادة تقييم المسؤولين الذين عينهم في أعلى المناصب القيادية في الدولة، دون الالتزام بأدنى المعايير الخاصة بالوظيفة العامة؟ هل سيوافق على إعادة المناهج الدراسية إلى ما كانت عليه قبل خمس سنوات، أم أنه سيُصرُّ على بقائها مليئة بالألغام الفكرية المتطرفة؟ هل سينصهر الحوثي وأتباعه في المجتمع ويرون أنفسهم جزءاً من النسيج الاجتماعي لليمن بعيداً عن ثقافة الغلو والتطرف التي تسكن نفوسهم وتعشعش في عقولهم؟ هل سيتخلى عن قانون الخُمس الذي أقره مطلع العام الماضي، والذي يوازي قانون الفصل العنصري في جنوب إفريقيا الذي أسقطه مانديلا؟ هل سيُعيد المساجد التي قام بمصادرتها وخطباءها الذين استبدلهم بخطباء من طيفه فقط؟ جميع الأطراف السياسية في الداخل والخارج، وكذلك الإقليم والعالم العربي والمجتمع الدولي، يعرفون الإجابة مسبقاً، ويدركون أن الحوثي لا يمكن أن يتخلى عن مشروعه السلالي العنصري وأوهامه في غمضة عين، وإلاّ لما سفك كل هذا الدماء، وأزهق كل هذه الأرواح، وشرد الملايين، ومع ذلك نتمنى لأي تحركات دبلوماسية النجاح، وأن يعود الحوثي إلى رشده وينفذ ما عليه، ما لم فهو كما كان العدو الأول للسلام.