اللقاء المشترك والتوَجَّسْ الجنوبي
بقلم/ رمزي الشعبي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و يومين
الجمعة 02 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:42 م

أسبابة ومسبباته

ماذا بعد سقوط النظام في صنعاء واستلام قيادة المشترك الحكم هل ستسعى لِلتكفير عما قامت بة بحق الجنوبيين طوال فترة تحالفها مع السلطة,أم أنّها ستتعنت وستُراوغ وستتوعد كما فعل علي صالح,سؤال مُلح يفرض نفسة على الجنوبيين خاصة في ظلّ الاوضاع الراهنة في اليمن,وللإجابة على هذا السؤال كان لابد لنا من آخذ عينة من الأراء الجنوبية, وكان لابد لنا ايضا من التوقف قليلا عند بعض مواقف تلك احزاب من بعض القضايا لِتتبين لنا الصورة كاملة ,من خلال الأستطلاعات رأينا أنّ هناك شريحة كبيرة منّ الجنوبيين ينظرون الى المشترك كاوجة آخر للنظام ويُرجعون ذلك الى التحالف المشبوة مطلع التسعينات بين النظام والأصلاح الذي يتزعم اليوم هذة الأحزاب ومآتلاة من تدميرممنهج للجنوب آمام أعيُن ومسامع ومشاركة تلك الاحزاب التي تتخذ كثير من القضايا سُلم للعبور الى الضفة الاُخرى.

وغير بعيد عن هذا ففي الشمال مثلا بدات تلك الأحزاب تفقد مصداقيتها ومؤيِديها خاصة بعد الخطوة الأرتجالية التي قامت بها الآ وهي التوقيع على المبادرة الخليجية فهذة المبادرة جآءت كاطوق نجاة للنظام ووسيلة سُلطوية للمعارضة للوصول الى سُدة الحكم حتى وأنّ كانت تلك المبادرة على حساب جُثث الآف الشُهداء,وهذا الأنحراف السياسي في وظيفة تلك الأحزاب جعلها في مواجهة الشعب قبل آيّ شئ آخر.

فأحزاب اللقاء المشترك لن نقول عجزت عن فهم الفارق المبدئي بين الوظيفة السياسية والنقابية وإنما بدلت وحوّلت وظيفتها من وظيفة سياسية تتعلق بالمجتمع والوطن الى وظيفة نقابية تُناضل من اجل احزابها واعضائها, وهذا ماجعل الثوار في الشمال يبتعدون عن تلك الأحزاب ويبحثون عن البديل.

ومع رفض الثوار في الشمال لهذة المبادرة الأ أنّ المعارضة اليمنية وبخُبثِ شديد ودعم عربي واقليمي استطاعت من تمريرها,مُتجاوزة جميع الخطوط في الساحات ومتجاهلة دماء الشهداء وتضحياتهم في سبيل اسقاط النظام ومحاكمتة وهذا حق مشروعاً لهم.

 أحزاب اللقاء المشترك دأبت كعادتها على التغريد خارج السرب معتقِدة أنها وبعد اسقاط النظام تستطيع أنّ تُسيطر على الثوار في الميادين وتُرجعهم الى منازلهم وتفرض عليهم القبول بنصف ثورة وكأنها هي من اخرجتهم الى الشارع للمطالبة باِسقاط النظام ومحاكمتة, فكُلنا يعلم أنة ومع بدا الثورة في الشمال لم تكن تلك الأحزاب واضحة في مواقفها وإنما كانت مواقفها ضبابية ولمدة تزيد عن اكثر من اسبوعين وبعد أن اشتد عود الثورة ظهرت تلك الاحزاب في محاولة لركوب الموجة,وتسخير الثورة الشبابية لصالحها,كما حدث مع الكثير من القضايا ومنها القضية الجنوبية.

ومع تسارُع الأحداث في الشمال بدات عيون الجنوبيين ترصد كل التحرُكات للمشترك وبدا نوع من الخوف السياسي مصحوب بنوع من الحذر يُلازم الجنوبيين خاصة وآنها ليست المرة الأولى التي تتآمر تلك الأحزاب على الجنوب وقضيتة.

فالقضية الجنوبية على سبيل المثال كانت هي نتيجة طبيعية للحرب الظالمة التي شُنت من قِبل النظام في صنعاء وبِموازرة ودعم تلك الأحزاب بِاستثاء الحزب الأشتراكي اليمني الذي كان آنذاك يُمثل احد طرفي الحرب ثمً تحوّل فيما بعد إلى إطار سياسي شمالي غير معني بلقضّية الجنوبية فاسقط شرعيتة كاممثل للجنوب كما يقول الجنوبيون.

وخلال الفترة من 1994 الى 2006م آيّ قبل ظهور الحراك السلمي الجنوبي لم يكن للقضية الجنوبية آي حضور يُذكر في بيانات واجتماعات ومشاورات تلك الأحزاب وحتى بعد تأسيس اللقاء المشترك بهيئتة الحالية في السادس من فبراير 2003م لم تقم تلك الأحزاب بأدراج القضية الجنوبية في سُلم اولوياتها باِعتبارها قضية سياسية باِمتياز وحلها ضرورة ملحة وإنما كان شُغلهم الشاغل كيفية زيادة مقاعدهم في البرلمان,ويتجلى لنا ذلك من خلال الاتفاق الذي أطلق عليه "اتفاق المبادئ" لأحزاب "اللقاء المشترك ويحتوي على سبعة بنود وربما كان البند الثالث اهمها واقربها الى نفوسهم والذي جآء ليؤكد على[العمل الدؤوب لِضمان زيادة عدد مقاعد هذه الأحزاب في البرلمان].

تَوَجَّسْ وحذر الجنوبيين من اللقاء المشترك آمر طبيعي لة اسبابة ومسبباتة السياسية التي نتجت عن التعاطي السلبي لِتلك الأحزاب مع الجنوب وقضيتة خلال الفترة الماضيّة,وهذا مآدفع الكثير من الجنوبيين الى وضع تلك الأحزاب والنظام في خانة واحدة. 

تلاعُب اللقاء المشترك بالقضايا ومنها القضية الجنوبية يُحتّم على الجنوبيين الوقوف والأستعداد لِمثل هذا اليوم, وايجاد البدائل المناسبة للرد على آي خطوة اُخرى غير منصفة قد يقوم بها المشترك تجاة الجنوبيين.

  فاللقاء المشترك آستطاع بدهاءة وخُبثه أنّ يُحوّل الثورة في الشمال من ثورة ضد النظام الى أزمة بينهم وبين الحاكم,وغدا سيتقاسمون الكعك فيما بينهم, آما الشباب في الساحات فمآزالوا ينتظرون,,فهل يعيّ الجنوبييون هذا.

*ملحوظة: [مصطلح التكفير في مقدمة المقال يعني الأعتراف والأعتذار للجنوبيين واعطائهم الحق في تقرير مصيرهم.]