الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا
ظهر حسن نصر الله فجأة قبل أحداث الطَّيّونة في لبنان ينتقد طريقة احتفالات الشيعة بذلك الجنون في أدماء الأجساد وطعنها بالسكاكين وأسياخ الحديد لأن الدماء لا تسفك حسب قوله إلا في ملاقاة عدو ودحره وفي ساحات القتال.
لكن الرجل سرعان ما أضاع عقله مع درس الطيونة اللاحق الذي أعاده إلى حجمه الطبيعي,لعله يتفكر بنصف عقل على الأقل وينظر في مرآة مناسبة عواقب أفعاله اللئيمة والتأجيج في الداخل والخارج كاليمن التي حرض فيها الحوثيين على مواصلة معركة مأرب ((لأن نتائجها سوف تقرر المستقبل السياسي على الارض)).
كنا نعتقد أن شعوذات حسن نصر الله الفكرية والمذهبية الشاذة تراجعت كما ينبغي, لكنه على قاعدة الطَّبع غلب التَّطَبُّع فاجأ بعد ذلك الصديق قبل العدو بهذيان خطاب البحث عن عدو داخلي في لبنان وليس في إسرائيل.
حرض نصر اللاة ليس ضد القائد سمير جعجع ولا معسكر القوات ولا الكتائب,ورغى المليشاوي الكهل كثيراً حول مرجعية النظام والقانون في لبنان وهو يباهي بمائة ألف مقاتل مدرب من مليشياته يغمز بهم في مواجهة كل اللبنانيين وليس فقط من يقف خلف مصرع ٨ من عناصر فتنة الطيونة !!.
* ورطة الشاطر *
كانت قواذف الار .بي .جي الجاهزة بحوزة متظاهري الطيونة ضد قاضي التحقيق طارق البيطار قمة التعبير السلمي عن التوجهات المدنية لحزب الله واحترامه لاختصاص المؤسسات الدستورية ومبدأ الفصل بين السلطات, يضاف لها تظاهرة بكواتم صوت وقذائف معتبرة شربوا نخبها قبل غيرهم, وبمناصفة وتقاسم الجثث مع حركة أمل الشيعية.
ولو أن جماعة نصر الله المتظاهرين السلميين أحباب الله والخميني سلخوا جلودهم وقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف لكان خيراً لهم من فضيحة التظاهرة الإرهابية (السلموية الأنقلابية) على سلطة القضاء والتوافقات الإجتماعية الهشة.
كانت تظاهرة مجاذيب يخفون قَضَّهم وحديدهم وسكاكينهم وقذائفهم ولكن ليس لألحاق الأذى بالنفس كما نصح سماحة السيد بل الفتك بالآخرين وأبادتهم, فقد طبقوا حكمة سيدهم حرفياً الهمجية سلسة ضد آخرين في الوطن وباسم العيش المشترك بين المسيحيين وشيعة الشوارع والمسلمين.
فاعتراف نصر الله اللاحق في خطبته ضد القائد سمير جعجع بامتلاك ذلك الكم البشري الهائل من أدوات الخراب والقتل والبشاعة أكد أن السيد حسن خميني دفع بمتظاهريه لأبعد من إزاحة القاضي, ليقول نحن كل شيء في البلد ونحن الدولة والوطن والشعب.
كيف حصل بعض متظاهري الطيونة على قذائف آر . بي جي في اللحظة والتو للرد على القناصة المجهولين ,هذا يسميه أولاد عمهم الحوثيون عندنا في اليمن ب(التأييد والنصر الإلهي) وربما لو شاء حسن نصر الله وعصابته السلمية لأرسل ألله معهم طيوراً أبابيل ترمي خصومهم بحجارة من سجيل.
لا شيء غير طبيعي في كارثة مرفأ بيروت, واعتراض حسن نصر الله على التخلص من نترات الأمونيا, وإلا هل ينتظر الآخرون من الرجل وجماعته غير الخراب والدمار.؟
أبعد من استهداف تظاهرة الطيونة للقاضي طارق البيطار أرادت عصابة حزب اللاة اللبناني إرهاب ذوي الضحايا الشهداء الحقيقيين وكل أصحاب الحق في الدعاوى الجنائية والتعويضية عن الأضرار الفادحة في الأرواح والممتلكات وفي مقدمتهم الدولة اللبنانية التي أصبحت هي رهينة أكثر من غيرها لدى بندقية وبارود ومتفجرات ونترات حزب حسن نصر الله.
وما لم يحس به المواطن في لبنان من مثالب جلاديه ومرتزقته الدمويين الذين لا يزال البعض في بيروت منخدعاً بهم أمثال جورج قرداحي المدعوم من فخامة نصر الله فهنا يُمارَس علينا في اليمن أيضاً وبالوكالة عن إيران الخميني وبركات حسن نصر الله والحشد الشعبي في العراق ما يجعل يعزز واحدية الكارثة بين لبنان واليمن.
جريمة المرفأ وأصابع عصابة السيد ليست النهاية فهنا في اليمن أيضاً يتم تفجير المساجد والبيوت بإشراف خبراء متفجرات إرهابيين من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وإذا سألتم عن سر عدم حماسة الأشقاء السعوديين في مساعدة لبنان فذلك لأن نصر الله نقل صناعة الطائرات المتفجرة والصواريخ الباليستية من جنوب لبنان إلى اليمن لتحرير فلسطين بضرب مكة المكرمة أولًا..فقد كافأ نصر الله الخميني المملكة على إخراجها له من نكسة ٢٠٠٦م التي سلمته ٢ مليار دولار باسم الأرامل وخراب البيوت الذي تسببت به حكمة سماحة السيد.. والآن ينتظر المولى السيد أن يغدق عليه الملك أو ولي العهد بمليارات أخرى نظير دور ما يضغط على أدواته في اليمن بوقف إطلاق النار ويعزز شعبيته المتآكلة كما فعل مع شحنة المازوت الإيرانية البطولية !!.
توجد لدينا في اليمن نسخة أردأ بكثير من الأصل هي(عبده الحوثي) على نهج وسراط نصر الله الأعوج الذي يقلد أسلوبه في الرغي وحركاته ورعشاته وأنه سوف يحرر القدس من مأرب.. وهو تماماً مثل السيد في النهم لأكل والتهام الأموال وطلب تبرعات من ضحاياه حتى بخمسين ريال يمني(نصف سنت)!!.
ليس شعب لبنان وحده من يكابد سفاهة صاحب السماحة السيد, فبصمات حزب الله وبطولاته التخريبية تمتد من الفرات إلى النيل والرافدين وإلى اليمن والبحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي.. دمار شامل كامل لم يبقِ لنا نحن في اليمن إلا القليل من ما يبقينا على قيد الحياة وبين اليأس والأمل.
أخذه الله تعالى كبداية على الخفيف فقط في أحداث الطيونة التي استعرض بعدها في خطبة الأسبوع الماضي وتقيأ حتى أسرار عدد قواته وظهر على حقيقته في قمة الأنهيار النفسي والمعنوي الذي لم نعهده عنه في نكباته المتلاحقة مع حرس الحدود الإسرائيلي.
كان حسن نصر الله في خطبته المرتعشة كالذي يتخبطه الشيطان من المس وكمن يغالب سكيناً صدئة تدلك بها رقبته المثقلة فيفضل الموت فوراً على الحياة.
وتوارى صاحب دكان حركة أمل نبيه بَرَّي ورئيس البرلمان خلف المشهد يعض شفتيه بعد اتهامات متبادلة مع نصر الله في تورط الفصيلين بتدبير الأر .بي .جي في الطيونة.. والمَخرَج أنهم سيكتفون بتشويه سمعة القوات اللبنانية وحلفائها لأن السلاح الذي كان في متناول متظاهري حزب الله وحركة أمل أكبر وأخطر وأضراره ماثلة حتى اللحظة!!
*تهديدات من البدروم *
والمقايضة هي قدر عالي من الأرهاب اللفظي والتهديد المبطن بحرب أهلية أو التخلي عن الإدانة بتفحيرات المرفأ, فيظهر بذلك السيد حسن وحزبه متسامحين إلى أبعد حد بعد أن دافع الآخرون عن أنفسهم من مظاهرة مسلحة قالوا إنها سلمية و(با لار .بي .جيR.B.G) استهدفت إرهاب القضاء وهيئات السلطة والحكم بما فيهم رئيس الجمهورية الذي بدأ في التعدي على استقلالية القضاء والرضوخ أما لأغراءات تجديد بيعة التنصيب أو لمخاوف أن يفعلها نصر الله وزبانيته بإحراق المعبد كمجرم حرب عتيد.
وعلى سبيل هروب نصر الله إلى لغة هابطة تليق بمقامه واتهام زعيم حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بالتنسيق مع التكفيريين والدواعش, فما هي القيمة الصفرية لحزب الله ومليشياته في حرب سوريا التي ألحق بها هؤلاء الدواعش وبأيران هزيمة ساحقة دفعة واحدة لولا تدخلات روسيا بكل جبروتها وثقلها العسكري وأساطيلها وطائراتها وتغيير موازين القوى لأنقاذ حزب ألله والحرس الثوري الخميني في سوريا قبل بشار الأسد وفي اللحظة الاخيرة؟؟
حتى تظاهر سماحة السيء بعد ذلك بالدفاع عن تسهيل خروج الدواعش الآمن ومن يعتبرونهم تكفييريين, وتكفله شخصياً بنقل نازحي قوات داعش وأخواتها وعائلاتهم باسطول باصات كبيرة من باب أنه لم يهزم وادعاء التواضع والتسامح ألذي يأكل قلبه !!.
ومقارنة منصفة بين سلوك قيادات حزب الله ومليشياته وهؤلاء الدواعش ليس في صالح السيد.
وقد ذكر الرجل اسم الدكتور سمير جعجع في خطاب الهذيان الأخير كما لم يذكر إسرائيل طوال حياته بعد أن توجهت البوصلة للعب بالزناد في مواجهة الحقيقة والأستحقاق القضائي أن كل شيء مثبت على تورط مليشيات سيئ الضاحية الجنوبية في كارثة المرفأ والطيونة, وأنه صَعّد لهجة التهديد والوعيد بغرض المساومة بجثث قتلاه, وليس في سبيل سير التقاضي إلى مثوله كأرهابي شامل يهدد حاضر ومستقبل لبنان وتستطير شروره وجرائمه إلى اليمن والسعودية وسوريا والعراق والبحرين وغيرها.
أما الرجل الكبير سعادة الدكتور سمير جعجع بحسب متابعتنا لمسار تجربته السياسية والكفاحية الطويلة أكثر من أربعين عاماً فرجل حركي عملي لا يشغل نفسه بالخطابات والثرثرة الطويلة كما هو حال الذي عاقب نفسه في سجن أبدي قسري قاهر في مخابئ تحت الأرض مع الخفافيش والجرذان لا يعرف معه ضؤ الشمس ولا أوكسجين طبيعي.
والوعد الصادق الذي أوفى به سماحة السيد حسن هو تجارة المخدرات والمتفجرات إلى أصقاع المعمورة وابتزاز الأموال من عوام الناس والأنظمة ورؤوس الأموال والتجار باسم القضية الفلسطينية.
وعوضاً عن تصحيح اعوجاج الذيل يمضي خطاب نصر الله في تخوين كل من يرفض وصايته من اللبنانين واتهامهم بالعمالة والأرتزاق للأمريكان تماماً كما يفعل عندنا في اليمن تلميذه المتسكع عبده الحوثي وعصابة التخريب الإجرامية.
ولم تنجُ من بشاعة وأهوال حزب اللاة لا أبناء جلدتهم ولا اليمن التي لا يزال يحرض أدواته الحوثية على التنكيل والدمار والحرب وبأشراف خبراء حقراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني لا تزال جثثهم متعغنة في جبال مناطق مراد والجوبة والكسارة.
لا أتضامن مع مواقف الزعيم الكبير سمير جعجع في تصديه لسفالة عصابات حزب نصر الله وحركة أمل الكهنوتية, فليس المسيحيون وحدهم في لبنان من اكتوى بلؤم وشؤم العصابات, لأن ما حدث لنا في اليمن بالقفازات القذرة الملطخة ذاتها أكبر من أن تستوعبه مجلدات وأسفار.
ولا يصمد استعراض قوة البغي في مواجهة قوة الحق وحكم الله ماضٍ كالسيف(رب فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) لكنها عنتريات الضعفاء عند حسن نصر الله تقوده أسفل من مخبئه بكثير !!.
خليك صاحي يا قرداحي
ما حدث مع جورج قرداحي يدخل في فضائح آخر العمر.. فمظهر الرجل الذي كان يوحي بمثقف عربي من العيار الثقيل اتضح أننا إزاء كتلة غباء سياسي وموت أخلاقي معاً.
ربط جورج قرداحي تعليقه على ردود أفعال الشارع الخليجي والعربي من دفاعه عن عدوان الحوثيين على الشعب اليمني بأن المقابلة التلفزيونية معه كانت قبل تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.. ففضح الرجل بذلك طريقته الأنتهازية في الحياة أكثر, لأنه أراد حينها كسب ترشيح حسن نصر الله لتوليه حقيبة الإعلام فقط لا غير وليس دفاعاً عن قناعة وفكر.
وكان الأرتباك واضحاً أمام مقدمة البرنامج التلفزيوني وهو يدافع عن حق الحوثيين في ما أسماه الدفاع عن النفس من عدوان سعودي-إماراتي, وكاد يبكي بطريقة كربلائية مثل أي نائحة مستعارة في المآتم.
فالمعروف إن الأنقلابيين الحوثيين اعتدوا على سلطات الدولة اليمنية بقوة السلاح كما يفعل حزب الله تماماً في لبنان بطريقته الخاصة التي لم تحرك غيرة قرداحي وكرامته الشخصية.
والأسوأ إن الرجل أعتذر للسعودية والإمارات بلغة تهديدية أيضاً لما يعتبره تدخلاً بشؤون لبنان الداخلية في تناقض يدل على إصراره بمنطق السذاجة السياسي نفسه.
فماذا يسمي جورج قرداحي تحريضه للحوثيين ضد شعب اليمن وسلطاته الشرعية وملايين اليمنيين شردهم عدوان الحوثي الداخلي على بلاده.
كان إصرار حسن نصر الله على تزكية الرجل لمنصب وزير الإعلام من باب شرط الولاء والغباء السياسي الأعمى, فليست المظاهر الشخصية والهندمة ومكياج الوجه والشهرة الفارغة من مضمون دليل قدرات شخص وتميزه, فالراقصات أيضاً أكثر اهتماماً بالمظاهر, وأكثر اجتهاداً ومجهود حركي وفني في أكل عيش حلال !!.
هو إذن ضحية مظهره الشخصي الخادع وابتسامة تخفي وراءها ولاء الغباء لمن يدفع أكثر.
وما يجري في اليمن إن كنت لا تدري يا جورج هو استيلاء على السلطة بقوة السلاح, لم يتدخل السعوديون منذ انقلاب ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ م إلا بعد ستة أشهر بطلب من سلطة الشرعية اليمنية ومباركة المجتمع الدولي بانهاء الانقلاب واستعادة الدولة, لكنهم أرادوا وزير إعلام لا يعي ما يدور حوله.
وإذا كان من مناحة متاحة لك يا جورج قرداحي إن كنت تستنفر لكرامتك الشخصية حقيقة لا تظاهراً فقد قبلت على نفسك الذلة والمسكنة تحت راية إرهاب حزب الله ؟؟.
نصيحة أن تتفرغ للأداء الدرامي التلفزيوني والإذاعي والرقص الشرقي وعش مكاسب اللحظة الشخصية كعادتك, ودع عنك السياسة فلست منها وإن غَرَّقتَ أثوابك بالمدادِ.
لاحظت أن أحد أعيان مراد، أو مشائخهم، الباقي في صنعاء، وهو وحده من مشايخ مراد الأبية، أو ثاني اثنين، ما يزال باقٍ في صنعاء، مع الحوثيين، ولديه منصب في سلطتهم( من أيام شراكة المؤتمر معهم) يعبر عن فرحه باستيلاء الحوثيين على مناطق من مراد!
ولكن كيف لا يدرك ولا يتذكر صاحبنا، أو غيره، أن هذا المتغلب هو الفاشي المتخلف العنصري الحوثي، على قومه الأحرار مراد، لأسباب أولها الخذلان، وليس قوة الحوثي، أو أحقيته أو مشروعيته.. وكيف لا يتذكر صاحبنا أن أي “انتصار” للحوثية الحاقدة الغاشمة يعد كارثة على الوطن ووبالاً على الشعب .. وأن عواقب “نصر” الفاشية الحوثية وخيم، والتجربة في صنعاء وغير صنعاء، برهان صارخ .. ويفترض أن يتذكر كل من استبشر وفرح واحتفل بتغلب الحوثي في عمران وصنعاء، كيف كانت النتائج والعواقب..
لو أن المتغلب على مراد أو غير مراد، كيان وطني طبيعي، بقيم ومبادئ وطنية حقيقية وإنسانية ولو نسبية، لتغاضى عنه كثيرون، وربما رحب به آخرون، مثلما رحب كثيرون بزحف قوات الحزب الإشتراكي اليمني، على مناطق في الشمال، عام 1979..لكننا حينما نقلِّب الأمور، من كل جانب، وننظر إلى الحوثي من كل جهة وزاوية، ماضي وحاضر ومستقبل، عقيدة وممارسة وسلوكاً، نجد أنه لا “ينسرط ولا ينقرط” كما يقول أهل البيضاء، وأنه كارثة تاريخية على اليمن، يستحيل أن يتفق معه اليمنيون على شيء، ويستحيل أن تستقر اليمن بوجوده، أو أن يقدم لليمن أي خير يذكر. ولعل هذا مما صار يدركه اليمنيون جميعاً، بما في ذلك الذين تحالفوا مع الحوثي من قبل، أو خُدعوا به، أو أحسنوا به الظن بعض الوقت، أو لم يدركوا خطره المدمر، وهو يكذب ويخادع ويضلل في الحروب الست، أو وهو يُحدِق بصنعاء ويحاصرها، ويجتاحها..
كان صاحبنا من المقربين إلى الرئيس صالح؛
وفي عهد صالح، كان صاحبنا يهنيء بالعيد والجمعة، ويختتم، بعبارة ” وحفظ الله القيادة” أو كل عام وأنتم بخير و”القيادة بخير”.. ولعله يفهم، أن كل شيء لم يعد بخير، ولم ينسَ مصير الزعيم والأمين العام، رحمهما الله، على يد السفاحين الحوثيين، فما بالنا بمصير الوطن بعد غزو الحوثي لصنعاء، في تلك الأيام الكالحة، وما ترتب عليه من فتن ومحن وتمزق ..
منذ احتل الحوثي صنعاء، لم نعد نتلقى تهاني من صاحبنا .. ولعل تهانيه صارت تتضمن شيئا من قبيل؛ ونتولى من أمرنا الله بتوليه، سيدي ومولاي ….الخ!
عندما استولى الحوثي على عمران، وقُتل الشهيد حميد القشيبي، بخذلان مبين، وسوء تدبير وتقدير، من كل الجهات القادرة على الدعم والإسناد والمؤازرة، والقادرة على قلب الموازين وهزيمة الحوثي حينذاك، قلت على هذه الصفحة : لو يتمكن الحوثي من الوصول حتى إلى المهرة في غفلة تاريخية وغياب من المسؤولية الوطنية، فالمسألة وقت، وإن انتصر الحوثي فلن يستمر.. ومثل هذه العصابة الحوثية تحمل فناءها في ذاتها وفي صلب مشروعها الفئوي الطائفي الدموي..
أما حرب السنوات السبع السابقة، فهي الحرب التي لم تكن! وهذا التعبير ” الحرب التي لم تكن” قديم في الحقيقة، ويصف حرب يمنية سابقة، في الستينات، وهو عنوان كتاب ( Th War That Never Was) ألفه الصحفي البريطاني بيتر هارت ديفيس .. وما أشبه الليلة بالبارحة!
وعلى جدية الأبطال في الميدان واستبسالهم وصمودهم، فلم يتوفر لهم الدعم الكافي من لوازم وتموين ومعدات، ولو توفر لكان الحال مختلفاً، ولهذا حديث آخر، وسبقت الإشارة إلى حيثيات من ذلك في تناولات سابقة في هذه الصفحة أيضاً..
صاحبنا وغير صاحبنا، المحتفون بالحوثي، سوف يندمون بالتأكيد، مثلما ندم غيرهم من قبل، لكن قد يكون الوقت في مثل هذه الحالات متأخراً كثيراً، وتكون التكلفة باهضةً جدا…
5ــ هذه التهمة وأمثالها هي ذات التهمة التي اتهمها الإمامي يحيى في أبناء تعز بأنهم يوالون النصارى ويتناكحون بلا عقود شرعية، بل إنهم لم يعودوا من أهل الإسلام.!! انظر سيرة الإمام يحيى المسماة كتيبة الحكمة من سيرة إمام الأمة، ص 248/2.
6ــ بشكل عام فإن من يقرأ سير الأئمة منذ الرسي وإلى اليوم يجدها طافحة باتهام اليمنيين بالإباحة وشرب الخمور..!! وهي ضمن حرب الشائعات التي اتبعتها الإمامة قديما وحديثا. وقد استقصيتُ ما استطعت استقصاءه من شائعات الإمامة في كتاب خاص لي اسمه حرب الشائعات، وهو متوفر على شبكة الانترنت
7ــ لم نسمع عبر التاريخ الإنساني قاطبة أن زعيما ما قد أمر الناس بنكاح البنات والأمهات، ناهيك عن الذكور، وفي كل الأديان قاطبة، بل وغير الأديان. فما بالك بثائر يمني مسلم اشتهر منذ نشأته الأولى بالصلاح والعبادة، وفي مجتمع عربي محافظ، ومع ذلك أيضا يسعى للزعامة السياسية؟!! بل لقد ذكر ابن سمرة نفسه أن حج وزار قبر النبي.
8ــ لا أدري هل يتقبل عقل طبيعي صحة رواية الهادي أن علي بن الفضل سبى في زبيد فقط 35 ألف امرأة..!!! لك أن تتخيل هذا الرقم المهول..! أي دار وسعت هؤلاء النسوة؟ وإذا كان هذا عدد النسوة من السبايا، فكم عدد الرجال؟ وهل يسمح المجتمع بسبي نسائه؟! بل لقد تتالت روايات أسطورية بعدها أنه افتض ألف عذراء على سطوح الجامع الكبير، حتى سال الدم من الميزاب..!!!!!
9ــ يقول الباحث والمفكر الدكتور علي محمد زيد في هذه المسألة: "ويعود الكثير من التشويهات التي لحقت بحركة ابن الفضل إلى ما كتبه مؤرخو دعوات أخرى، خاضت معها حروبا طاحنة، نتج عنها تدمير قرى ومدن، وقتل ودماء، ومن هنا يمكن أن ننظر إلى ما كتبه هؤلاء نظرتنا إلى الدعاية السياسية والأيديولوجية التي ترافق الصراع بين الأطراف المتصارعة". انظر: معتزلة اليمن دولة الهادي وفكره، 120.
مضيفا: "ويذكر الجَندي أنه بحث حقيقة هذه الجماعية في النساء التي ألصقت بالحركة الإسماعيلية في اليمن فلم يجد لها أي أساس. وتوصل الباحثون المحدثون إلى نتيجة لخصها "دي خويه" بقوله: من الثابت أن ما يسمى ليلة الإمام لم يكن معروفا عند القرامطة، وأن الأمر من اختلاق أعدائهم.. وبذلك يمكن أن نستنتج أن هذه الدعاوى السياسية تهدف إلى إثناء جموع الفقراء أو من تسميهم سيرة الناصر الغوغاء عن اتباع هذه الحركة المعادية لدولة الهادي وخليفته، وإفساد مفعولها الذي يجتذب الجماهير إليها بسرعة عن طريق إلصاق صفات يكرهها الجمهور المسلم، وخاصة مسألة النساء والخمر، وتحليل جميع المحرمات، وهي صفات تناقض النشأة الدينية لابن الفضل، وتناقض هذا الاجتذاب للجمهور المسلم الذي حققته حركته". نفسه 121.
ويواصل الدكتور علي محمد زيد حشد الاستدلالات المنطقية التي تؤكد تشويه الإمامة لعلي بن الفضل بالقول: فالكتب التاريخية المعاصرة لابن الفضل، أو التي كتبت في القرن الرابع الهجري ــ وهو القرن الذي شهدت حركة ابن الفضل أقل من أربع سنوات من بدايته ــ لم تشر إلى القصيدة، لا من قريب ولا من بعيد، مع أن كتابها معادون لحركة ابن الفضل، وألصقوا بها ما وسعهم من التشويه والإساءة المتعمدة، ولو أن القصيدة صحيحة النسبة لابن الفضل، أو إلى أحد أنصاره لقدمت مادة دعائية تُغني هؤلاء الكتاب وغيرهم من أعداء الحركة..". نفسه 122.
10ــ القصيدة المنسوبة إليه افتراء وزورا تشنع بصاحب هذه الدعوة نفسها في خاتمتها، فهل من المعقول أن يسبّ الإنسان نفسه في قصيدة له؟! حيث تقول في آخرها:
وصلّ إلهي على أحمد واخزِ الفويسقَ من يعربِ
وحرّمْ عليه جنانَ النعيم فقد باحَ بالكفر لم يرقب
فالفويسق من يعرب المقصود به هنا علي بن الفضل.
أما أكذوبة أنه قالها من فوق منبر جامع الجند بتعز فحكاية أخرى..!
11ــ نفى هذه التهمة عن علي بن الفضل كاتب وأديب كبير هو الدكتور عبدالعزيز المقالح، وقد سألته شخصيا ذات مرة عن هذه المسألة فأجاب بالنفي وأنها من شائعات خصومه الإماميين، ولا يزال الدكتور المقالح على قيد الحياة، وللدكتور المقالح نفسه ديوان شعر اسمه "الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل". كما تناول هذه القضية أيضا باحث وعالم كبير هو الدكتور حمود العودي، وقد نفى عنه هذه التهمة تماما.
12ــ ورود هذه التهمة ضد علي بن الفضل، وغيره أيضا من الزعماء اليمنيين في أي كتاب من كتب التاريخ لا يعني صحتها بأي حال من الأحوال، فهناك خرافات وخزعبلات في كتب التاريخ الإسلامي نفسه، لا تصمد أمام مناهج البحث العلمي المعاصرة، ولا يتقبلها عقل، على سبيل المثال ما ورد في كتاب تاريخ الخلفاء للإمام جلال الدين السيوطي وهو يتكلم عم مقتل الحسين بن علي: "ولما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة، والكواكب يضرب بعضها بعضًا، وكان قتله يوم عاشوراء، وكسفت الشمس ذلك اليوم، واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله، ثم لازالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك اليوم ولم تكن ترى فيها قبلها.
وقيل: إنه لم يقلب حجر بالبيت المقدس يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط، وصار الورس الذي في عسكرهم رمادًا، ونحروا ناقة في عسكرهم، فكانوا يرون في لحمها مثل النيران، وطبخوها فصارت مثل العلقم، وتكلم رجل في الحسين بكلمة، فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره". انظر تاريخ الخلفاء للسيوطي، 341.
وأخيرا.. بعد هذه الحجج هل بوسع قائل ما أن يقول أننا نزور التاريخ، لأن لنا موقفا من آل الرسي؟ أم أن الحقيقة قد أسفرت عن وجهها؟