الولاية وربط سيارة (b m w) ع حمار الولّي
بقلم/ هشام المسوري
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 8 أيام
الإثنين 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:41 م

بالأمس فتحت قناة المسيرة الحوثية ، وشاهدت برنامج المنبر ، كان يتحدث عن "الولاية "، الاتصالات تحن وترعد ( ولّيناك يا علي ) كانت تعرض فيديوهات فيها شوية ناس تهتف لعيد "الغدير" نشتي ولاية (وليناك يا علي) وينطو كمان يرددو أنو الشعب ولأاك يا علي ، عن جد ارتعبت وأهتز بدني ، بس لما سمعت الهتافات أنو الشعب هكذا يريد واليساريين أصحاب العدالة الاجتماعية ومجتمع

ما بعد الحداثة ـ ولاية علي ــ يباركوا لعودة الولاية ، قلت وأنا أيش دخل أمي إذا هو الشعب هكذا يريد واليساريين يأكدو أن الولاية نُبوؤة ستتحقق على الأرض ؟!

خلاص يا أبن أمي أنا ، كبّرها وحتكبر وصغرها وحتصغر ، لا تكون يا "هشام أنا" من الذي لا يعجبهم العجب ولا الولاية بعصر النووي وصواريخ الفضاء ، ومفيش لأُمك علاقة بالديمقراطية والمساواة والحرية والآدمية ، منتش وكيل هذه القيم ، كيف أنت قلت حرية ؟ .. أهو الولاية الالهية لسلالة عليّ قمة الحرية ، وممكن تسأل شُلة ما بعد الحداثة!.

بعدين قعدت على مكاني وبقيت أشم اصابع رجلي وأتخيل اليمن بعد مؤتمر الحوار الوطني ، وقد هي على نظام الولاية الألهية الأسلامية ! تخيلت يا جماعة الشعب وهو ماشي وراء ( الولي الألهي ) وهو راكب على حصانه ، وصديقتي الحداثية جداً بكاميراتها تصور الولي والناس وراه ، وتصرخ للولي ، أنا هنئتك بعيد الغدير ، بعدين يلتفت إليها الولي ويشوفها بدون حجاب بلباسها المعتاد ، ويندع لها كم لعنة من حق زمان اللي نشوفها في فلم الرسالة والزير سالم ( اللعنتو اللعنتو عليكِ ايتها الحداثية التي لا تؤمن بالنقاب ، لماذا أنتِ هنا بين الرِجال ، أُهربِ عن وجهي ، لماذا جئت بها يا عبدالكريم الخيواني الى هنا ) ثم يأمر " الولي الخليفة " معاونيه بإيداعها السجن ، مع أنها هنئت السيد بالولاية وعيد الغدير ! ..

يواصل "الولي خليفة ألمؤمنين السير نحو الكعبة راكباً حصانه ، والسيارات جميعهن في جانبي الطريق ينتظرن حصان امير المؤمنيين يمشي ، والطائرات الأمريكية تٌظلله ، وجحافلنا موصلة لأستوكهولوم هذه المرة مش الى الأندلس بس ، وكان في قوس قُزح والكل فرحانين ويصلوا الكعبة ، ويطوفو مبسوطين ، يشربوا زمزم ، ورؤؤسهم مرفوعة ، يشكروا ربهم ممنونين ، وأنا الفضولي ، شعرت أني كٌنت عايش في خيال كل حياتي التي مرت ، من القرية الى الجامعة ، ثم ساحة التغيير ، بعدها انتابني حماس شديد والولي خليفة المؤمنين على حصانه يطوف بالكعبة وقمت خلست البنطلون الجينز وكبيته ع الزبالة وأخذت الستائر من ع الكعبة وخيط منها ثلاث جلابيات واحدة منها خليتها عرايسية على أساس أكون حاضر الإحتفال اللي حيقيمه فرع سلالة آل البيت في اليمن ومعهم شُلة ما بعد الحداثة .

سرحت تحممت ، واستعملت السواك الطبيعي بدل المعجون الدنمركي ، على أساس أكون ماشي مع موضة ( الولاية ) والمبايعين العاديين والحداثيين للولي كرم الله وجهه ، وطلبت بدل السندوتش ثلاث حبات تمر ، وقعدت بالوكندة أتفرج مسلسل يوسف عليه السلام على قناة الكوثر .. الشغلة فيها مستقبل بلد مش لعبة ولا يمكن أتأخر عن اللحاق بركب( الولاية ) ، معقول أكون جاهل بمستقبل اليمن والأمة ؟

خلصت من سكرتي بعدين ، وأحيت ع الفكرة صنفها ، كيف يشتو الولاية الاسلامية الألهية ، ايش هذه الولاية الإلهية ؟ يعني ولي خليفة وبيعة وفتوحات إسلامية ومش عارف ايش ؟

ليش الثورة وإسقاط النظام وهتافات الكرامة والدولة الحديثة ، دولة المساواة والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وعدم إحتكار الحُكم ،ومطالبة بالحرية والبطيخ ؟

ما هو علي عبدالله صالح كان خليفة لفترة 33 سنة وكان بده أحمد ولي من بعده وحيبايعوه البركاني والصوفي وصلى ربنا وبارك ع الخليفة الاسلامي حمودي ؟

كيف بدك ثورة وحرية وعدالة ومساواة وبعدين بدك ولاية إلهية ؟

ماهي الولاية اصلاً ، هي أبعد ما يكون من المساواة والديمقراطية ومبادئ الدولة الحديثة المنشودة ؟!

المجتمعات البشرية في حالة تطور مستمر ، وتنتقل من مرحلة قديمة الى مرحلة جديدة ــ من مرحلة الخلفاء والأمراء ، الى مرحلة الديمقراطية وسيادة الشعوب ــ ..!

بالله عليك أتخليل حالك يا محمد مقالح وأنت حائي بسيارتك الأخر موديل ورابطها بحصان أو بحمار يجرها لك ، من نظرية إنشتاين الى معارك معاوية وعلي تصل تفرع بينهم ؟

نحن نمشي عكس التطور ، يعني لو عندك مشكلة في التنقل بالسيارة ، حاول تخترع حاجة جديدة ، مش ترجع ألف وثلاث مائة عام ريّوس ، وتتجهال نمط التطورات البشرية !

هيا أتركونا نحلم بيمن جديد ، يمن المساواة والحرية والعدالة والحب والتسامح والحداثة ، يمن يكون فيه الجميع مثل بعض ، لي منعكم مش مستعدين نشاركم في إعادة الولاية والسيارة مربوطة ع الحمار يجرها ، بس أتركونا نتشارك جميعاً في بناء دولة القانون ، ما نشتيش ولاية مدري خلافة ولا أمير مؤمنين ولا ذو القفار ولا خالد ولا معاوية ، بدنا جميعاً انتخابات حرة ونزيه في إطار تنافس ديمقراطي حديث ..!