اليهود وتطويق المواقع الإسلامية
بقلم/ عمر عبد العزيز مشوح - المجتمع
نشر منذ: 17 سنة و 11 شهراً و 9 أيام
الأربعاء 20 ديسمبر-كانون الأول 2006 11:04 ص


لم يعد أمراً خافياً تلك المحاولات الحثيثة والجادة التي تقوم بها المنظمات الصهيونية مدعومة باللوبي اليهودي في أمريكا، من أجل تطويق وتضييق الخناق على المواقع الإسلامية بكافة اتجاهاتها.

حيث باتت المواقع الإسلامية تمثل هاجساً مخيفاً لليهود في كل مكان، كونها تنقل الخبر الحقيقي وتنشر المعلومة الصحيحة، وتفضح ممارسات الاحتلال والظلم والقتل والتعذيب الذي تمارسه عصابات القرن الواحد والعشرين! مما حدا بهم لتأسيس جمعيات ومواقع ومنظمات خاصة؛ لمتابعة ومراقبة المواقع الإسلامية والجهادية بشكل خاص، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وفي محاولة جديدة لتضييق الخناق أكثر على المواقع الإسلامية، قام فريق من الخبراء الدوليين المتخصصين في قضايا الإرهاب بالاجتماع مؤخرًا، جنوب مدينة إيلات في فلسطين المحتلة، من أجل مناقشة منع استخدام (الإرهابيين) للإنترنت والوصول إلى صياغة شاملة من أجل إستراتيجية جديدة لمكافحة هذا الإرهاب الإلكتروني. كما ذكرت ذلك صحيفة (واشنطن تايمز) في مقال ل (جوشوا سينا) الإرهاب الإلكتروني.

لا بد من التعرف على ماهية "الإرهاب الإلكتروني" حسب المفهوم الصهيوأمريكي؛ لكي نفهم لاحقاً كيف ولماذا يواجهون المواقع الإسلامية!

من خلال متابعة أسلوب ومنهج الملاحقة التي تقوم بها المنظمات اليهودية مثل موقع (الهاجاناة) وبعض المواقع الأخرى المتخصصة في هذا الشأن، يتضح أن كل موقع إسلامي إخباري أو إعلامي أو منتدى حواري أو حتى فكري، يتعرض للاحتلال الصهيوني وفضح ممارساته، وينقل أخبار المقاومة في البلاد الإسلامية يتم تصنيفه على أنه موقع إرهابي يجب إغلاقه والتضييق عليه!

توصل المجتمعون في هذا المؤتمر إلى تبني إستراتيجية أطلقوا عليها اسم (إستراتيجية الطين) MUD Approach وهي ثلاثة أحرف تمثل ثلاثة أساليب هي (الرصد، الاستخدام، العرقلة)، Monitoring Using and Disrupting ففي مجال (الرصد)، يتم رصد الأفكار والدوافع وطريقة التفكير لدى زوار ومستخدمي هذه المواقع، من أجل الأهداف والخطط أو أي هجوم محتمل يفكر به طرف ما (الإرهابيون). وتقوم عملية الرصد أيضاً بمتابعة الخلافات والمناقشات الداخلية التي تدور بين الجماعات والأفراد لمعرفة اتجاهات التفكير وأين هم المعتدلون وأين هم المتطرفون؟

وفي مجال (الاستخدام) يتم استخدام هذه المواقع والمشاركة فيها من أجل معرفة أماكن وهويات (الإرهابيين) وتحديد دولهم، والتعرف على مشرفي المواقع والمنتديات وغرف المحادثة، والتواصل مع شركات الاستضافة من أجل معرفة جميع هذه المعلومات.

وأما الشق الأخير وهو (العرقلة) أو الإضرار بهذه المواقع، فالمقصود به تعطيل هذه المواقع بالوسائل السلبية أو الإيجابية (كما عبرت عنها وثيقة المؤتمر)، والمقصود بالسلبية.. التدمير الفعلي لهذه المواقع عن طريق الفيروسات أو إرسال (سيول) من المعلومات إلى الموقع لتعطيله. وأيضاً استخدام أسلوب الشائعات ونشر الأخبار الكاذبة؛ من أجل التشويش والتأثير على مصداقية الجهة أو الجماعة المراد التأثير عليها أو التضييق عليها.

وينصحون بالدخول والمشاركة في المنتديات وغرف المحادثة؛ من أجل إثارة الفتن ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة من أجل إحداث بلبلة إعلامية أو تشويه سمعة لجهة ما من خلال إثارة هذه الفوضى.

أما الوسائل الإيجابية فهو اقتراح إنشاء مواقع بديلة تروج لفكرة (حب الحياة) والآثار السلبية ل (ثقافة الموت) كما يسمونها.

وذكر المشاركون في المؤتمر أن فعالية ونجاح (إستراتيجية الطين) يعتمد على وجود المتخصصين في كافة المجالات، من تقنيين وخبراء اتصالات وعلماء نفس وعلماء اجتماع، من أجل رصد كافة ردود الأفعال خلال هذه الحملة، وأيضاً قانونيين من أجل معرفة الثغرات القانونية وتلافيها خلال هذه الحملة.

نتائج وتوصيات

وطالب المؤتمر بأن يكون هناك غطاء دولي من الدول ذات النفوذ مثل (أمريكا)، لإضفاء غطاء من القوة والترهيب لدى الدول الأخرى، ومن أجل التعاون اللوجستي والمعلوماتي في هذه الحملة.

 وشدد المؤتمر على أن مثل هذه الحملات يجب أن يقودها أو يظهر فيها (بطريقة ما) قادة إسلاميون معتدلون من جميع الطوائف؛ من أجل إيصال رسالة للجماهير أنهم بديل للجهات الإرهابية المتطرفة!!

 وتم اقتراح وجود إطار مؤسسي لهذه الحملات، على شكل منظمات غير حكومية ويديرها أشخاص غير حكوميين ويعملون في مجال المجتمع المدني.

هذه هي النتائج والتوصيات والإستراتيجية التي خرج بها المؤتمر من أجل مكافحة ما يسمى "الإرهاب" عن طريق الإنترنت، ومن أجل التضييق على المواقع التي تحمل الفكر الجهادي أو "الإرهابي" كما يطلقون عليه.

لا شك أن هذا المؤتمر، وهذه الإستراتيجية الجديدة التي تبناها، تمثل تحركاً قوياً وواضحاً من التيار الصهيوأمريكي، من أجل إيقاف المواقع الإسلامية بكافة تخصصاتها واتجاهاتها، وذلك لأنهم أدركوا تماماً أن معركة الإنترنت قد كسبتها تيارات وجماعات المقاومة الإسلامية، وهذا المؤتمر أكبر دليل على فشلهم في مواجهة ومنع هذه المواقع والتي تعبر عن خيار الشعوب ورغبتها في الحرية والعيش بسلام، بعيداً عن الاستعمار والاحتلال.

إستراتيجية الملابس البديلة

وما تقوم به المواقع الإسلامية اليوم هو تسجيل وتوثيق لأهم مرحلة تمر بها الأمة في تاريخها، حيث ينتهك كل شيء، ويُغتصب كل شيء ويُسرق كل شيء، فكان لا بد من هذه المعركة الإلكترونية في فضاء الإنترنت، من أجل حفظ هذا التاريخ للأجيال القادمة.

وعلى المواقع الإسلامية (بكافة اتجاهاتها) أن تتبنى إستراتيجية (الملابس البديلة) Alternative Clothes ، وهي إستراتيجية وجدتها مناسبة وضرورية ونصحت بها كثيراً من المواقع الإسلامية والمنتديات، من أجل البقاء على قيد الحياة في (معركة الإنترنت) مع التيار الصهيوأمريكي.

وملخص هذه الإستراتيجية أن تكون هناك بدائل للموقع جاهزة للاستخدام في حالة إغلاق أو تعطيل الموقع الرسمي، وأيضاً بدائل لاسم الموقع (الدومين)، وبدائل لشركة الاستضافة، وبدائل للملفات، يتيح للموقع في حالة تدميره أو إغلاقه أن يظهر من جديد وبسرعة وكأن شيئاً لم يحدث.

إن لم يحدث ذلك فسوف يتم سحق المواقع الإسلامية تحت وطأة هذا التحالف وتحت غطاء قوانين مكافحة ما يسمى "الإرهاب" الخادعة، والتي راح ضحيتها آلاف المواقع الإسلامية.

وهذه المعركة سوف تطول ما دام هذا الصراع مستمراً، والمنتصر فيها من يملك زمام المبادرة والتقنية المتقدمة والاستقلال التقني.