تتبع سلالة كوليرا شديدة المقاومة للأدوية ظهرت أولاً في اليمن ثم انتشرت في عدة دول ثروة ''آل الأسد'' كيف حصلوا عليها ومن يديرها؟ ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه أول ثمار إسقاط نظام الأسد.. زيادة 400% في رواتب الموظفين زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر درجة يضرب دولة عربية موقف ارنولد يثير القلق في ريال مدريد أشعلت طرطوس.. غارات مرعبة وهي لأقوى الأعنف منذ عام 2012 قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب
مأرب برس - خاص
إن سياسة النظام المستوحاه من قانون القبيلة وبعقلية أمامية مركزية مستبدة لم يترك لحياة المواطن في الشمال و الجنوب أي معنى للعيش الكريم وكما هو السائد في بقية الوطن المشلول ، إلا أن قضيتنا في الجنوب تبقى محور التغيير الرئيسي لإنقاذ الوطن من دواعي فتنة أو احتقانات تزيد الوضع تفاقما وسوءا ، هذا إن استوعبنا مثل هذه السطور بعقلية وطنية رزينة..
النظام الحاكم بعد حرب 94 استفرد بكافة مساحات الوطن وهيئات الدولة ومناصب اتخاذ القرار بدءا من السلطة الأولى في البلد وانتهاء بأدنى هيئة حكومية فيها ، وأقصى شريك الوحدة من كل شيء حتى من مجرد مقطع فيديو على شاشة التلفاز زيف بها التاريخ وادعى أنه من صنع الوحدة بنفسه لا أحدا سواه.. علاوة على ذلك الممارسات اللا قانونية بشأن المتقاعدين والمحالين من وظائفهم قسرا عشرات الآلاف بدون أدنى وجه حق أو مجرد مسوغ قانوني لذلك غير أنهم من أبناء الجنوب الرافضين لنتائج الحرب الدموية ، وأنهم لم يكونوا ولن يكونوا مجرد إمعات ذليلة تمتهن الخوف والجبن والخور لقاء العيش والتطفل بجناب هؤلاء المتنفذين..
وأضف إلى ذلك السيطرة على كل مقدرات وثروات الوطن في الجنوب من بنزين وأسماك وموارد زراعية ومعادن وغاز طبيعي والتي تشكل مثل هذه الثروة 80% من ثروات الوطن مجتمعة في الوقت الذي لم ير أبناء هذه المناطق من خيرها سوى الرماد والدخان وربما بارود الرصاص ، وكل هذه الممارسات تكرس السياسة الاستعدائية لنظام الرمز صالح وتكشف سوء نواياهم الرامية إلى جعل الوطن محمية ملكية وقطاعا خاصا ، وكذلك لجعل الشعب أعزلا حتى من لقمة العيش علاوة على كونه أعزلا عن اختيار طريقة عيشه المناسبة وحكم نفسه بنفسه..
هذه الممارسات التي تنتهجها هذه السياسة هي ترسيخ لإمامية النظام القبلي ، وإعلان وفاة المشروع الديمقراطي لدولة الجمهورية اليمنية ، وعجز الحاكم اليوم عن إدارة البلاد نحو الأفضل والتجدد كما قال يوما ، وحيال ذلك وجب من الجميع - الجميع بدون استثناء - الالتفاف والتغيير والتوحد لمواجهة ذلك ، ابتداء من الاعتصامات والتظاهرات وكسب صوت الشعب ، وانتهاء بالوسائل المشروعة لإعادة بناء نظام ديمقراطي جديد وفق الاتفاقيات المنصوص عليها والمتعهد بتنفيذها في وحدة 90م وما تلاه من مثيل في وثيقة العهد والاتفاق ، وكذلك بالنظر إلى المشاريع الإصلاحية التي طرحت على الساحة.
لسنا اليوم بحاجة إلى المزيد من الاحتقان أو التشتت وبعثرة الجهود والإمكانات ، بقدر ما نحن بأمس الحاجة إلى تعميم مثل هذه القضايا بمنظور وطني بحت بعيدا عن النزعات المناطقية والسلوك الفردي المعرض للفشل والانهيار ، هذا إن كنا بالفعل نطمح لتغيير حقيقي ينم عن ضمائر صادقة ومخلصة وتحب الخير للبلاد والعباد.. وكذلك أود أن أشير هنا إلى البعض المجحف والذي ينظر لمثل اعتصامات عدن ويافع وهذه التحركات التغييرية على أنها خروجا عن شرعية القانون ، وأنها تخبئ وراء ظاهريتها أهداف أخرى كالانفصال أو إعلان الحرب أو ما شابه ذلك ، مؤيدين بذلك ادعاءات وزير الإعلام الفاسد ، وأصوات الحاكم الناعقة كالغربان في معظم وسائل الإعلام.
وذلك لأن سواد البصر أعمى بصائرهم وأصبحوا ينظرون لأي مشروع تغييري على أنه انقضاض على الوحدة وخروجا عن ثوابت ومبادئ الوطن والجمهورية ، وذلك لأنهم بالأصل لم يطلعوا على حقيقة ما خرجت به مثل هذه التحركات ، فالبطل ناصر النوبة رئيس مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين يؤكد سلمية الاعتصام وينتقد الشعارات السيئة ويطالب باسترجاع كافة الحقوق الشرعية للمتقاعدين والالتزام بتطبيق وثيقة العهد والاتفاق ، وتصالح يافع أكد ضمن خطوط بيانه الأولى بالحافظ على وحدة 22 مايو 90م.. ولهؤلاء نقول: إن إخوانكم في الجنوب قد بدءوا هذه المسيرة التغيرية لنصرة المواطن المظلوم والانتصار للحق الشرعي لليمني بعيش حر وكريم وعادل ، طامحين ذلك في ظل نظام ديمقراطي حقيقي وحياة حرة وكريمة وعادلة لا تمتهن فيها كرامة الرجال ولا تداس فيها رئوس الأحرار ولا تغتصب فيها ملكية أو حقوق أي فرد على ظهر السعيدة.
من أراد العيش الحر فليلحقنا على الركب شامخا كالطود ، ومن أراد البقاء في معية الجبن والذل والهوان فهنيئا له ما اختار .. إن وطننا اليوم نازف من الألم ، هشمت جماله مخالب الطغاة ، وغيرت ألوانه أسواط المتنفذين ، وأبكت مدامعه سموم الحاقدين ، فقد آن اليوم أن نعيد لهذه السعيدة بسمة الزمان ، ونكسيها لباس العفاف والكرامة والطهر والعنفوان..