ماذا يعني إنتمائي لثورة التغيير والحرية ؟
بقلم/ أسامة إسحاق
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 11 مايو 2011 04:03 م

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... بحق وجود الأخر والسماع لرأيه مهما كان مخالفاً لوجهة نظري , فالإنفصالي يمني والحوثي يمني والقاعدي يمني ومن يطالب بإستمرار النظام يمني ومن يطالب بإسقاط النظام يمني , العلماني يمني والسلفي يمني والقومي يمني والإشتراكي يمني , الموجود في ميدان السبعين يمني والموجودين في جميع ميادين الحرية والتغيير أبناء وطن واحد, وفي نفس الوقت يجب أن أسعى كثائر لكي أدافع عما أؤمن به بالطرق الثورية المشروعة ولا أنسى أن التنوع هو مفرخة الإبداع وأساس الدولة المدنية الحديثة وليس الإقصاء والتخوين وشيطنة الآخر.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن...أن الحضارة لمن أرادها نصفان : نصف روحي وأخر مادي , فالحضارة الروحية هي الثقافة "والثقافة هي التعليم والفن والسياسة والدين والقيم ..الخ" والحضارة المادية هي التقدم المادي والعمراني والتكنولوجي , ويجب أن أجعل هدف ثورتي السلمية يستهدف الروح والمادة )بناء إنسان وتعمير وطن(, ويجب أن أدرك بأن هدف الثورة السياسي ليس إسقاط "س" وتعيين "ص" ولكن إسقاط نظام الفرد وبناء نظام المؤسسات.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن العدالة من أسمى القيم الإنسانية ومسألة تحقيقها لن يتم الا بقضاء نزيه مستقل في دولة مدنية حرة حديثة , فيجب أن أسعى أولاً لإنجاح الثورة ووضع اللبنات الأولى لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة وهي بدورها ستحقق العدالة وستنصف المظلومين وتعيد الحقوق لأصحابها وتحاكم كل من أجرم في حق هذا الوطن.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن القضية الجنوبية من أعدل القضايا ويجب أن تكون على رأس القضايا التي يجب معالجتها في مرحلة ما بعد الثورة وإن لم تحل قضية الجنوب بما يرضي الجنوبيين فلا معنى للثورة وسنحتاج الى ثورة أخرى نطلق عليها ثورة الجنوب تبدأ بميدان التغيير بصنعاء ولا تنتهي بميدان الحرية في عدن.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أنه لا وجود لثورة ملائكية او ثورة في المدينة الفاضلة لا خطأ فيها او تعثر ولكن أؤمن بثورة إنسانية قد نتعثر فيها ونخطأ ولكن سرعان ما نصلح من أنفسنا وحتماً سننتصر لأننا نؤمن بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية كأساس وقاعدة للوصول الى مآربنا.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن لا سلطان بين الثائرين على بعضهم البعض , وأن الثورة تعني توحد في الأهداف بإيدولوجيات مختلفة , فلا مكان للإيدولوجية المتحكمة الواحدة والزعيم الأوحد في صفوف الثورة ولكن يجب أن أفهم وأعيش الديمقراطية والتعددية من الآن حتى لا أتفاجئ بها غدا.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن المفاهيم والقيم التي خرجت ثائراً ضدها يجب أن لا أمارسها ولا أدافع عنها حتى وإن كان منبعها خيمتي ولا تأخذني العزة بالإثم فــنقد الثورة هو أساس لنجاحها وإصلاح نفسها هو الطريق القويم لتحقيق أهدافها.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن البلطجة سلوك وليست إسم خاص بفئة دون غيرها ولكن كل من تقاضى المال او الجاه او السلطان من أجل القتل او التنكيل او الإقصاء او فرض الرأي بالقوة حتى باللسان او القلم يندرج تحت ذلك السلوك بالامس والأن وغدا.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أنه لا وجود لحاكم أو مسئول او سلطة تحكم بأمر الله ولكن يوجد شعب يختار حكامه البشر والدستور هو العقد الإجتماعي بينهم ويجب أن تخضع السلطة بجميع مكوناتها للرقابة والمحاسبة ولا كبير فوق القانون سواء كان رئيس او مرؤوس , عسكري او مدني , عالم او جاهل, شيخ او مرافق , غني او فقير.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن رؤيتي فيما يخص وطني يجب أن تُحدد بناء على الأفكار والرؤى والبرامج وليس العصبيات والفئويات والأسماء , ويجب أن تكون منهجيتي لإنتخاب المسئولين الممثلين عن هذا الوطن بالسؤال دائماً عما هو برنامجك وليس عما هو إسمك وقريتك ومذهبك, ثم أرى مدى مصداقية تطبيق ذلك البرنامج على أرض الواقع.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال لها دورا لا يقل عن دور الرجل في خضم هذه الثورة النبيلة السلمية ولذا لا بد ان تكون جزء لا يتجزء في بناء يمن الغد ورافد أساسي في صنع القرار في اليمن الجديد.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن ثورتنا ليست ضد شخص الرئيس ولكن ضد قيم ونهج الرئيس ولذا هي رسالة مستقبلية الى كل من يفكر في إنتهاج نفس المنهجية سواء كان علي او عبده او سعيد بأنه سيواجه نفس المصير وميادين الحرية والتغيير في مختلف محافظات الجمهورية باقية ومستعدة ومرحبة لإحتضان عشرات الثورات فهي الضامن الوحيد لبناء دولة الحرية والعدالة.

 أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن ثورتنا السلمية قد قدمت أغلى ما يمكن تقديمه وهي أرواح شبابها ولن يكون الخليج او الإتحاد الأوروبي او أمريكا أكثر حرصاً منا على أمن وإستقرار اليمن , فما يحكم الخارج هو المصالح وما يحكمنا كثوار هو حب الوطن ومستقبل أجيالنا القادمة, فلا نقبل بمبادرات تضمن عدم ملاحقة هذا وبقاء سلطان ذاك فهي ثورة قد سطرت أروع المواقف وسقت الأرض بدماء شبابها من أجل بناء دولة العدالة والمساواة وليس من أجل أن تبدأ بتقديم الضمانات بعدم أقامة العدالة ومحاصصة مقاعد الحكومة.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن هناك شباب أحرار قد فارقوا الحياة من ميادين الحرية والتغيير من أجل حلم لم يتحقق بعد ويجب أن نكمل المشوار الذي أصبح في مرحلته الأخيرة فإما لحقناهم وإما وصلنا الى شاطئ الحرية وعشنا الحلم الذي إشتركنا به جميعاً حقيقة.

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن مسألة بقاء الثوار في الميادين فقط دون تصعيد ليست سلمية بل سلبية, ليست سلمية بل سلبية, ليست سلمية بل سلبية. حان الوقت للبدء بالتحرك المدروس السلمي نحو المؤسسات الحكومية السيادية.

أيها الثائر اليمني في ميادين الحرية والتغيير...أجعل لحظاتك الحالية جديرة بالتذكر يوماً ما , فلن تعطي لك الحياة لحظات أقدس وأعظم من هذه اللحظات التي تسطرها بنفسك الأن , أنت اليوم ذو يزن في شموخك , أنت سبأ في عظمتك , أنت الزبيري في ثورتك , أنت الحمدي في قيادتك , أنت فرج بن غانم في نزاهتك , أنت أيوب وعطروش في غناءك , أنت شمسان في صلابتك , أنت مفصل في التاريخ تحمل الوطن بين كفيك لتحدد مصيره , فتذكر أن لحظاتك المعدودة التي تقضيها في النضال اليوم هي أساس لعقود ودهور لأطفالك وأحفادك وأجيال من بعدك والذين لن ينسوا أفضالك عليهم , وكأنني أشاهدهم وأسمعهم اليوم وهم يؤدون تحية العلم في كل شبر على أرض هذا الوطن رافعين رؤوسهم الى السماء قائلين : تحيا ثورة التغيير والحرية , تحيا ثورة التغيير والحرية , تحيا ثورة التغيير والحرية.

أخيراً رسالة ثائر يمني الى قادة دول الخليج الأكارم ... دماء شبابنا إستبـيحت وتستباح وستستباح الى أن يسقط النظام وتلك الأرواح الطاهرة التي تسقط يومياً أقدس وأعظم ما نملكه في وطننا فأرجوا أن تسألوا أنفسكم قبل طرح أي مبادرة : لماذا ضحى ويضحي وسيضحي هؤلاء الشباب بأغلى ما يملكون ؟ , وبعد الإجابة عليه يكون لكم كامل الحرية بأختيار شريككم للمستقبل فإما الشعب وإما صالح ونظامه ومسألة مسك العصى من المنتصف لا نعتبرها سوى تمديد لعمر النظام بما يعني قتل مزيد من شبابنا... ونحن نعلم تمام العلم بأن مفهوم " ثورة شعب" تسبب لكم الأرق ولكنها الحقيقة ويجب مواجهتها كما هي وليس بتحويلها الى أزمة بين تكتلين سياسيين عبر مبادراتكم الترقيعية ... يا قادة الخليج إن كنتم قد أعتبرتم الوضع الراهن في ليبيا هو ثورة شعب وقدمتم المساندة حتى العسكرية لثوار ليبيا بشكل علني وصريح فإن ثوار اليمن يرفضون الإزدواجية في المعايير , فإما أن تساندونا بأعتبار ثوار اليمن لا يختلفون عن ثوار ليبيا وجزء لا يتجزء من ربيع الثورات العربية وإما أن تكفوا فقط عن حماية ومساندة صالح عبر مبادرات تمدد من عمر نظامه المستبد ... وأتمنى أن تدركوا واقع اليمن سريعا قبل أن يتجاوزكم الواقع الثوري وقبل أن تخلدوا في ذاكرة الشعب بعد نجاح ثورته الحتمية بحليف الرئيس المخلوع , فتاريخ الثورة الشعبية اليمنية السلمية النبيلة سيُكتب وسيُدرس بتفاصيله للأجيال القادمة فضعوا أنفسكم في الفصل الذي تفضلونه في كتاب الثورة : إما فصل أعداء الثورة ومساندي الرئيس المخلوع وإما فصل أصدقاء الثورة ومساندي ثوار الشعب المنصور ... والسلام مسك الختام.

عودة إلى الثورة الشعبية
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الثورة الشعبية
النظام .. بين الشرعية والمشروعية ! 1-2
علي بن عبدالله
مشاهدة المزيد