القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة
تأتي هذه الحلقة من أدب ونقد تكملة وتتمة لما كتبته بتاريخ 11 مارس 2010 في هذا المنبر الحر بعنوان (( توكل كرمان في "تناص" مع الشابي)) في إشارة الى قصيدة الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي ((الا أيها الظالمُ المستبد))..
الفكرة النقدية البارزة للحلقة السابقة-حلقة رقم 1- هي أن توكل في مقالة نعي لها للطبيب الجميل درهم القدسي تدخل بعفوية لا شعورية- وهي تحمل النظام الفوضوي دم الشهيد ووزر ماحدث في وصف النظام بـ ((عدو الحياة ))-في تناصٍ شاعريٍّ مع الشابي في قصيدته التي تقول:-
الا أيها الظالمُ المستبدُّ*** عدوُّ الإلهِ عدوُّ الحياه
الفكرة النقدية حول معنى النص والتناص ألخصها بإيجاز شديد للقراء الكرام والقارئات الفضليات بما يلي:-
النص ليس دائماً كل شيئٍ مكتوبٍ من قبل الأديب(النص المسطور)، فلربما كان النص شيئاً منظوراً بديعاً غير مسطورٍ ولا مكتوبٍ بالمداد كشخصيةٌ إنسانية عظيمةً مثلاً أو لفتةً كونيةً مدهشةً للمتأمل (النص المنظور).. ومن هنا ابو القاسم الشابي هو (كاتب النص المسطور) وتوكل كرمان (هي نفسها النص المنظور) في تناص :أي توافق فكري وشعوري وكوني وثوري وإنساني يغني للحياة ويعارض بالثورة النبيلة السامية (عدو الحياة) وهو (الظالم المستبد)..
مثل هذا التناص وبهذه الفسلفة لمعنى المسطور والمنظور طرقتها في الحلقة الخامسة من مقالة نقدية :((عيدروس نصر يرثي عمر الجاوي)).. كيف اجتمع النص (قصيدة عيدروس نصر" فصل في كتاب الطهر" )مع النص " الشخصية الإنسانية البارزة" وهو المرثي عمر الجاوي..
هذه الفكرة ليست من اختراعي ولكنها من حقائق الفكر القرآني استنبطه المفكرون المعاصرون للحركة الإسلامية البديعة، مفهوم أن القرآن: الكتاب المسطور، والكون: الكتاب المنظور...
التأمل الكوني للنص المنظور: شخصية المناضلة الفريدة في تكوينها الإنساني الثائر النبيل توكل كرمان، ثم عبارتها في مقالتها المكتوبة: ((عدو الحياة))، والقراءة المتأملة للنص المكتوب المسطور للشابي (( الا أيها الظالم المستبد)) تناص كوني وإنساني وتناص إبداعي امتزج فيه المسطور بالمنظور كلفتة كونية بديعة أسرت لب وفكر المشاهد أو القارئ أو المتذوق أو الجمهور أو جماهير الشعب أو عشاق الشعر والفكر والنقد أو أنصار النص وعشاقه ...الى آخره..
َيعني ببساطة وإيجاز، امتزجت إنسانية وثورية وكونية الشاعر الشابي بلحظة انفعالية غير مقصودة مع كونية انسانية انفعالية نبيلة ومع عبارة مكتوبة في اللاشعور (عدو الحياة)لـ توكل ومع شخصية توكل نفسها كـ كتاب إنساني منظور أو كـ نص مشهود يقرأه الشعب ...
وكقراءة أزلية لحركة الكون يصح في هذا التناص العكس ولا يهم هنا من بدأ كتابة النص أولاً، لأن مقاييس الزمان والمكان المادية الأرضية يتم تجاوز حدودها وكسر نواميسها لمصلحة تناص أزلي مدون ومسطر مسبقاً في الفطرة الإنسانية السرمدية...وهذا في الحقيقة من عيون الفكر الإسلامي في التأمل القرآني والكوني، وأدين لأستاذي المفكر ياسين عبد العزيز تحديداً بهذا الفكر النقدي، وهو كلام سبق وأن طرحه الشاعر والأديب والمفكر والناقد ثم أخيراً الشهيد سيد قطب صاحب (( في ظلال القرآن))..
وأختم بتناص عجيب لا يصدق وهو أن سيد قطب (الناقد الأول في الوطن العربي قبل أن يكون رائداً ومجدداً لفكر وحركة الإخوان المسلمين بعد حسن البنا ) هو أول من اكتشف عبقرية ابي القاسم الشابي كشاعر وإنسان وأول من قدمه لجمهور الأدب والشعر والنقد في ثلاثينيات القرن العشرين..
في الحلقة القادمة سنأتي بعون الله ومشيئته بأفكار جديدة حول هذا التناص..
******
أبو القاسم الشابي
النص
ألا أيها الظالمُ المستبدُّ :: عدوُّ الإلهِ عدوُّ الحياه
سخرتَ بأناتِ شعبٍ ضعيفٍ :: و كفكَ مخضوبةً من دماه
و سرتَ تشوه سحر الوجودْ :: و تبذر شوك الأسى في رباه
…..
رويدكَ لا يخدعنكَ الربيعُ :: و صحو الفضاءِ و ضوء الصباح
ففي الأفقِ الرحبِ هول الظلام :: و قصفُ الرعود و عصفُ الرياح
حذار فتحت الرمادِ اللهيبُ :: و من يبذر الشوك يجنِ الجراح
……
تأملْ هنالك أنى حصدت :: رؤوس الورى و زهور الأملْ
و روََّيتَ بالدم قلبَ الترابِ :: و أشربته الدمعَ حتى ثملْ
سيجرفكَ السيل سيل الدماءِ :: و يأكلك َالعاصفُ المشتعلْ
** شاعر وناقد أدبي
a.monim@gmail.com