آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

ارتباك السعودية .. وحصاد 60 عاماً من الأخطاء ..عن نكتة
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 8 أيام
الأحد 26 أكتوبر-تشرين الأول 2014 09:10 ص

أسخف ما قرأته ؛ تكرار التسريبات التي تنقل عن مراكز القرار السعودي  انهم خدعوا من الرئيس السابق بشأن الحوثيين ؛ وأن هذه " الخديعة " أدت الى سقوط العاصمة صنعاء ..!

أولا يُضْمِر هذا القول من متداوليه اليمنيين الإقرار بأن صنعاء مسؤولية سعودية وليست يمنية أساساً ، وهذا يتجاوز مسألة تأثير دولة نافذة في الجوار إلى الإقرار بامتلاكها حق النقض الفيتو في مسار الأحداث في اليمن ، وهو وبغض النظر عن واقعيته من عدم واقعيته ؛ غير مقبول من اليمني الذي يحترم انتماءه وبلده.

أما ثانيا ؛ فالواضح والبين أن عامل التوجهات الإقليمية إزاء الاخوان المسلمين كان عاملا مؤثرا ضمن عدة عوامل أخرى في الأحداث التي توجت بسيطرة الحوثي على العاصمة.

ولا يعقل أن السعودية والامارات كانت تعتقد أنها تتغاضى عن المسيرة الحوثية أو تدعمها ضمنيا باعتبارها " مجموعة حمالين " سيصلون للعاصمة لحمل بيت الاحمر وعلي محسن والزنداني وجامعة الإيمان وبضعة أكياس إخوانية ؛ الى خارج الدولة والسلطة والعملية السياسية ؛ ومن ثم يتصلوا بالسعودية والامارات لتكليف من يرونه مناسبا من طرفهم ؛ ليقوم بإجراءات الاستلام والتسليم للسلطة والعاصمة في نقطة الأزرقين ؛ في حفل بهيج تكال فيه التشكرات والثناءات على المسيرة ومن شارك فيها ؛ قبل أن يعودوا أدراجهم معززين مكرمين محفوفين بالود والامتنان إلى معاقلهم في صعده وماجاورها من جبال ومناطق ..!

الغزو والاجتياح اجتث الدولة والجيش وأزاحهما وفرض إرادته على العاصمة ، واتجه لمواصلة اجتياح المحافظات والمناطق ؛ لكي يفرض في نهاية المطاف " دولته " على أنقاض الدولة ، و" جيشه " على أنقاض الجيش ، و " إرادته " فوق إرادة الجميع : دولة ومجتمع وحياة سياسية ومكونات مدنية وحقوقية وحيوات فردية

هذا في أحسن الأحوال ، إذا تجنبت اليمن الغرق في الحرب الأهلية ، وهي الخيار الأرجح في حالة أن الطرف الأقوى الان لم يتمكن فرض إرادته لتكون عامل استقرار على أساس إقامة دولته وفق تصوراته وخطابه ذو السمة المذهبية والطابع الجهوي العصبوي. 

هكذا هي المآلات في احداث التاريخ : الاجتياح والغزو الداخلي يؤدي الى إقامة دولة على انقاض دولة أو على انقاض الوضع الاحترابي القائم. الحرب تؤدي الى دولة بشروط المنتصر وخطابه ؛ سواءاً كان تجلي الصراع الثنائي داخل المتحد الاجتماعي بين عرقين ، أو جماعتين دينيتين ، أو جماعتين ذات طابع جهوي أو قبلي. أما الإضافة التي جاء بها العصر الجديد في النصف الثاني من القرن الماضي فتتمثل في أن المهيمن العالمي وصراعات النفوذ الإقليمي والدولي غالبا في حالة سقوط بلد من حالة الدولة الى حالة اللادولة لا تترك طرفا لينتصر بشكل نهائي وتأخذ الحالة وصع اللادولة كما حدث في الصومال وأفغانستان قبل ان تحسمها في الثانية حركة طالبان ، فيما الصومال بدأ يتعافى بشكل بطيء بعد عقدين أثخنته بالتشظيات والدمار ؛ وفي حالة العراق الامر اكثر من واضح في حالة الإحتراب والانقسام العميق الذي أعقب الاحتلالين الخارجيين المعلن والضمني

 لقد كان واضحا من احداث عمران أن هناك تكتيك بين عدة أطراف محلية وإقليمية ؛ يضحي بالدولة والجيش والوحدة الوطنية من اجل تكتيك سياسي يهدف الى اعادة صياغة السلطة أو اعادة تقسيم خارطة اليمن من جديد ؛

والتصريحات السعودية الخليجية هي اعتراف ضمني بهذا الدور الإقليمي المدمر ، ومحاولة للتنصل من مسؤولية تبعاته ، وتدشين لدعم سعودي خليجي يؤجج حرب أهلية في اليمن من بوابة " إصلاح أخطاء السياسة السعودية " التي يعلنون انها أخلت بموازنة القوة لصالح طرف يعتبر استراتيجيا مناهض للسعودية ، بينما الواقع يقول ان السياسة السعودية عموماً تشهد خريفها الان ؛ خريفها الذي تحصد فيه عبثها وأخطائها في اليمن واكثر من دولة عربية خلال الستين عاماً الماضية ، والأهم إندراجها الكلي في " زغن " النفوذ الامريكي الغربي في منطقة الخليج النفطية ، ويتجلى ذلك التخبط ًو الاظطراب خلال الثلاثة أعوام الاخيرة في طوره الاخير ؛ سواءاً في الصراع الداخلي لحسم مسألة الملك التالي ؛ أو في العراق وسوريا ، أو اليمن .. 

ومن هذه الجائحات الخليجية جهود دوله الحثيثة " وتحديدا السعودية والامارات " لتسوية الارض العربية في العراق وسوريا واليمن على دراكتر تدميري أهلي طائفي وعصبوي وجهوي لا يبقي ولا يذر .. وما حدث حتى الان مجرد بداياته الاولى وليس خاتمته ... وهي توجهات لا تنفصل عن الهيمنة الدولية ونظامها الرأسمالي المأزوم الذي يصدر ظغوطه باتجاه الأوردة والشرايين في بقية مناطق العالم التي ربطها بدورته الدموية المحتاجة دوم لقرابين الحروب والأزمات والدم لكي تستعيد بعض انتظامها العادي وتعيد ظغوطها الى الحالات العادية وغير الخطرة