إعلانات تخلع رداء الحياء
نشر منذ: 18 سنة و 3 أسابيع و 6 أيام
الإثنين 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 06:47 م
  • مدرسة الإثارة تراجعت في الغرب لتتقدم نحو الشرق
  • الجمهور يرفضها، وللإعلاميين موقفهم
  • فيما مضى كان بوسع أفراد الأسرة الالتفاف حول وسائل الإعلام بمحتوياتها وبرامجها لمتابعتها دون أدنى تحفظ، وتدريجياً مع بعض التطورات الدخيلة أصبح على الأسرة أن تختار أوقات وبرامج ومطبوعات مناسبة لتلافي مواجهة مشاهد أو محتويات تخدش الحياء بجرأتها.... أما اليوم فقد اقتحم منزل الأسرة زائر جديد هو الإعلان الذي يتخلل المادة الإعلامية في أي وقت دون استئذان، وأما جديد الإعلان فهو الإثارة أو أسلوب الجذب عبر الإيحاءات الجنسية أو الترويج لمنتجات لايخلو مجلس الأسرة عند متابعتها من شخص يتوارى خجلاً أو صغار يطرحون الأسئلة التي تستعصي إجابتها.... وبدورنا نسأل في " عربيات" من خلال هذا التحقيق هل أصبحت الأسرة تعاني حقاً من هذه الإعلانات؟ وهل من سبيل لمواجهتها حتى لايصبح الإعلام سلاح ذو حد واحد؟... الإجابة مع ضيوفنا الأفاضل .
  • رأي الجمهور
  • أنا والسائق وإعلان منشطات جنسية!!
  • منال الحمادي ( مصرفية ) من السعودية تحكي عن تجربتها مع إعلان إذاعي، فتقول:" كنت في طريق العودة إلى منزلي مع السائق ولا أدري مالذي دفعني في ذلك اليوم على غير عادة لتشغيل ( الراديو ) لأستمع لنشرة الأخبار، وليتني مافعلت!!! فقد كان أول ماسمعت وسمعه السائق معي إعلان عن منشط جنسي لم يكتفي الإعلان بذكر اسمه بل احتوى على وصف مخجل بصوت نسائي رقيق جعلني أفكر بمغادرة السيارة لشدة خجلي، أغلقت المذياع فوراً وعاهدت نفسي بعدم التفكير مجدداً في الاستماع إلى الراديو ماحييت في السيارة".
  • تكرارها ينزع شعرة الحياء المتبقية، والتوعية حلاً
  • نهى محمد من السعودية، تجيب عن رأيها على الإعلانات الجريئة، فتقول:" أنا ضد الإعلانات المغلفة بالجنس وحينما أشاهدها أشعر حقا أن ( اللي اخشوا ماتوا ) ولا أدري كيف تطرح بهذا الشكل على مرأى من جميع أفراد الأسرة وكأنها أمر عادي... بالإضافة لذلك بعض المنشطات الجنسية قد ثبت أن لها مخاطر وتأثيرات جانبية وهي بذلك عقاقير خطيرة لايجب الإعلان عنها والترويج لها بشكل عشوائي حتى لا يعتقد المشاهد أنها مثل ( البانادول ) الذي بوسعك أن تتناوله دون استشارة طبية".... وتضيف:" مع تكرار هذه الإعلانات أعتقد أنها ستنزع شعرة الحياء المتبقية لنا وماكنا نخجل من تداوله علناً قد يصبح حديث مجالس الكبار والصغار".... وعن التصدي لهذه الظاهرة تقول:" أصبحنا كأسرة نتصدى لهذه الإعلانات التي تتخلل حتى نشرات الأخبار بتغيير القناة ريثما ينتهي الفاصل الإعلاني، ولكني أتمنى من شركات الدعاية والإعلان أن تراعي المكان والزمان الذي تذاع فيه هذه النوعية من الإعلانات، فالعقاقير الجنسية يكفي الإعلان عنها في العيادات الخاصة بما أنها تحتاج إلى روشتة طبية، كما أن الفوط الصحية بالإمكان أن نكتفي بالإعلان عنها في المدارس والتجمعات النسائية".
  • ويتفق الشاب أنيس منصور الباشا من اليمن مع نهى في خطورة تكرار هذه الإعلانات واقتحامها لحياتنا، قائلا:" ما يقلقني حقاً أن تداولها أصبح أمراً طبيعياً في كل مكان بينما المفترض أن تعرض على استحياء وفي قنوات معينة لاتستهدف برامجها كل الأسرة فهي تخاطب في واقع الأمر غريزة قديمة قدم الدهر لدى الإنسان بأسلوب مبتذل ومكشوف يؤثر سلبيا على المجتمع بكل فئاته... وأبسط تأثير غير مباشر لها هو نزع الحياء من النفوس وهذا أمر خطير جدا".... وعن تأثير الإعلانات على المجتمع يقول:" تأثيراتها لا تشمل فقط الجانب الاجتماعي والنفسي بل تمتد لتشمل الجانب الاقتصادي أيضا فكثير من هذه المنتجات تنتشر بسبب الإعلان المثير وليس بسبب الجودة والفعالية، وكلنا نعلم أن التدليس في ترويج السلعة أمر يرفضه الشرع فكيف بنا نجمع بين المؤثرات والإيحاءات الجنسية وإعلان في حد ذاته عليه الكثير من التحفظات".... ويضيف عن كيفية مواجهة هذه الإعلانات بقوله:" أرى أننا كأفراد يجب أن نزرع التوعية في داخل مجتمعاتنا الصغيرة ( الأسرة ), فكل أب وأم عليهما مسئولية توعية أفراد أسرتهم بمخاطر هذه الممارسات والمنتجات... وعليهما أيضا أن يمارسا دور الرقيب بذكاء وحرص... كما يجب أن نعلن رفضنا كجمهور لهذه النوعية من الإعلانات وذلك عبر المقالات والندوات والمنتديات".
  • ويعلق الأستاذ عمر عباس من السعودية، قائلا:" أرى أن استخدام أساليب مثيرة لجذب نظر أو سمع المستهلك تعد أساليب خاسرة لا تدوم في المجتمع السوي إلا كما تدوم فقاعة صابون ما تلبث أن تزول بيد أصحابها... وأراها مخالفة صريحة للوصية النبوية وللقرآن الكريم فالمولى عز وجل جعل الستر هو الأساس في أخلاقنا كما أعتبر الجهر بالعلاقة الحميمة أو المشاهد المخجلة أمراً منكراً عندما يتم ترويجه بكثافة تألفه الناس ويخرج بهم عن الحياء الذي يعد جزءًا لايتجزأ من الإيمان... كما تعمل الدعايات المخالفة على تحويل تفكير الشباب من معالي الأمور إلى سفاسفها".... أما عن العلاج، فيقول:" العلاج هو بالتكاتف وإدراك القائمين على هذا القطاع لمسؤوليتهم عن مايبث، ومن جهة أخرى علينا نشر الوعي الذاتي بين أفراد المجتمع وأخص بالذكر الشباب والشابات حتى يصدر الترفع من صاحبه بدلا من أن يفرض عليه... فالمسألة من وجهة نظري بحاجة إلى حث وتحفيز وإعادة الثقة في الشباب لتجديد اعتزازهم بقيمهم ".
  • وترى أستاذ الفقه بجامعه طيبه بالمدينة المنورة الدكتورة راوية بنت احمد الظهار أن لهذه الدعايات أثر كبير في زعزعة الثوابت الدينية في نفوس الشباب والأطفال وكذلك في الترويج لصور مرفوضة، فتقول:" نرى على سبيل المثال في الإعلانات التي تروج للعطور امرأة متبرجة ساحرة تمشي قرب الرجال لتدير رؤوسهم برائحتها فيلحقوا بها ومع تكرار هذه المشاهد وغيرها من إعلانات المنشطات الجنسية والفوط النسائية على أفراد الأسرة نشعر في بداية الأمر بالخجل إلى أن تصبح أمراً واقعاً عادياً ومقبولاً".... وعن ردة الفعل المطلوبة حيال هذه المشاهد تقول:" أرى أننا كأفراد لابد لنا من استنكار مثل هذه الأمور قولا وفعلا وبيان سلبياتها وتوعية المجتمع عن طريق المؤسسات الاجتماعية مقاطعة الشركات والمنتجات التي تعتمد على هذا الأسلوب الترويجي وعدم مشاهدة إعلاناتها حتى ينشأ جيل لديه قناعه شخصية بالابتعاد عنها".

تجاوز المعقول والمقبول، والانفتاح الفكري هو الحل

ترى ( معلمة اللغة الانجليزية ) رمزية فلمبان أن الإعلانات بصفة عامة هدفها جذب الانتباه لشيء ما قد يكون رأياً أو فكرة أو شخصية كما في الانتخابات، مشيرة إلى أن الغرض الأكثر شيوعاً من الإعلانات التجارية هو الترويج للسلعة... وعن ذلك تقول:" الغرض هو لفت الانتباه وجذب الأنظار بأي وسيلة وكأنها تطبق مبدأ مكيافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) فقد تفننت شركات الإعلان في تبني هذا المبدأ متجاوزة المعقول والمقبول إلى خانة الخطوط الحمراء وقد ساعدتها على ذلك وسائل الإعلام المرئية والمقروءة و المسموعة التي تهتم بالعائد الإعلاني الذي تحصل عليه نظير مساحات زمانية أو مكانية تشغلها تلك الإعلانات والتي تعول عليها إلى حد كبير في استمرارها أو توقفها متعللة بمبدأ المتلقي ( الجمهور عاوز كدة)"... وترمي فلمبان باللوم على المشاهد، قائلة:" من غير المجدي إلقاء اللوم على وسائل الإعلام وحدها فنحن أيضاً شركاء فيما تبثه وسائل الإعلان من الغث والسمين باستمرارنا في شراء تلك المنتجات والتي تثبت مبيعاتها مدى نجاح أو فشل الحملة الدعائية و معايير الربح والخسارة قد تضطر القائمين ومالكي تلك الوسائل إلى غض البصر والتعامي عن بعض الضوابط وخصوصاً إذا أصبحت مسألة الاستمرار أو التوقف على المحك.... لذلك لست مع تشفير القنوات أو منع الدش فمثل هذه الحلول تسبب نوعاً من الصدمة الحضارية للنشء بسماعهم عن الوسائل المحرمة عليهم عن طريق الأصدقاء مما قد يدفع بهم إلى اللجوء لأساليب خفية لمتابعتها بعيداً عن الأهل".... وعن الأساليب التربوية لتهيئة النشء للتعاطي مع الجوانب السلبية والإيجابية التي تقدمها وسائل الإعلام تقول:" هنا يأتي دور المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية في تهيئة النشء منذ نعومة الأظفار على إجادة التعامل الجيد مع تلك الوسائل بتنمية الفكر الواعي المستنير القادر على غربلة كم الأفكار و المعلومات التي يتلقاها من كل حدب وصوب "... وتضيف:" الانفتاح الإعلامي يجب أن يقابله انفتاح فكري من الجميع بدءًا بالبيت و مروراً بالمسجد و المدرسة و الجامعة و العمل و الشارع.... و أقصد بالانفتاح القدرة على التعامل مع جميع الأدوات والمهارة في استخدامها وتطويعها بما يتلاءم مع ثوابتنا عن طريق الحوار و الشفافية و الإنصات و التفهم و الكثير من الصبر.... كما أن التشجيع على القراءة وإتاحة المجال للإبداع العلمي و الأدبي والفني والاقتصادي توفر فضاءات شاسعة لشغل وتطوير أوقات وطاقات الشباب الهائلة بما يعود بالفائدة على الجميع ".

وللإعلاميين موقفهم

أحمد الشقيري: المواجهة بالتفاعل

يعلق الإعلامي أحمد الشقيري على الإعلانات، بقوله:" لا حياء في الدين، ومن هذا المبدأ أرى أنه بما أن المنتج يباع في الأسواق وغير مخالف في تركيبته فلا مانع من الإعلان عنه، ولكني بالطبع ارفض أن يكون الأسلوب مخالف للذوق العام، فأنا اعترض على الأسلوب وليس المنتج بحد ذاته".... وعن كيفية مواجهته كرب أسرة للإعلانات الخادشة للذوق العام، يقول:" أواجه ذلك عملياً بمراسلة القنوات التي تعرضها أو أقوم بإزالة القناة تماماً من جهاز الاستقبال، أما إذا واجهت أحدها وأنا أجلس مع ابني فإنني أقابل أسئلته بصدر رحب وأجيب عن استفساراته بما يتناسب مع عمره وقدرته على الاستيعاب".... وفيما يتعلق بتأثير هذه الإعلانات على شريحة الشباب يقول:" إنها تؤدي إلى تأجيج المشاعر ولو قمنا بتشريح خلايا مخ الشباب والشابات سنجد أن 99% منها منشغلة بالعلاقات العاطفية والجنسية وهي نتيجة طبيعية لتكريس هذه الفكرة في أذهانهم من خلال الإعلانات وغيرها مما تعرضه الفضائيات بكثافة لذلك علينا أن نعالج هذا الخطأ بمحاولة الارتقاء عن الترويج للسلع والأفكار من خلال إثارة الحواس، أضف إلى ذلك أن بعض العقاقير الجنسية التي يجري الترويج لها لايتم الكشف عن أعراضها الجانبية أو خطورة الإفراط في تناولها مما يدفع البعض إلى الاعتقاد بأنها مثل ( الفيتامينات ) دون إدراك أنها أنتجت لعلاج مشاكل معينة وليست لمجرد تنشيط الغرائز".

الدكتورة/ ميسون الدخيل: المطلوب موقف حضاري

وتتفق مع الشقيري الدكتورة ميسون الدخيل أستاذ مساعد في كلية التربية قسم علم نفس وكاتبة بصحيفة الوطن السعودية مشيرة إلى ضرورة أن يحرص المشاهد على نقل رأيه للجهات المسئولة ( قانونية كانت أو إعلامية )، فتقول:" سلبية المشاهد تزيد من تعدي وسائل الإعلام للخطوط الحمراء فالمشكلة فينا لأننا دوما نستقبل بصمت... كما أعتقد أن المناهج الدراسية والتعليم له دور في هذه السلبية فلابد من إعادة بناء المناهج لتحتوي على مهارات القرن الواحد والعشرين المتطلبة لبناء المجتمع وبناء الشخصية من مهارات الحوار والتفكير الناقد ومهارات التكييف والتعلم والاتجاهات الايجابية للتعليم ومهارات استخدام تقنية المعلومات... فيجب علينا كإعلاميين وتربويين وكتاب أن نقدم النصح ونساعد الجيل الجديد ونشجعه على أن يصل بتفكيره إلى الرجوع لشرع الله عز وجل والتصدي لهذه الأفكار التي تؤثر على أخلاقياتنا... فهي إن لم تؤثر عليك كشخص لقوة وازعك الديني فإنها ستؤثر على غيرك وتأثيرها غير مرئي لذلك كل شخص مسئول عن أسرته ومجتمعه يجب أن يأخذ موقف وان لا يكون سلبياً".... وتوضح الدخيل وجهة نظرها قائلة:" أنا لا أطالب بهجوم أو إساءة لكني أطالب بموقف حضاري من خلال حوار بناء وتقديم الاعتراض الراقي الذي يصل بنا إلى الحلول، فعلى سبيل المثال أنت كمعلن تهتم بالمستفيد والمستفيد هو المجتمع لو خسرت هذا المجتمع ستخسر بضاعتك فعلي المدى البعيد هذه الدعايات الغير أخلاقيه ستؤدي إلى ضياع الشباب الذين يمثلون أكبر شريحة في أي مجتمع ".

منى أبو سليمان: أمنع أطفالي من مشاهدة التلفزيون

وترى منى أبو سليمان الإعلامية وسفيرة النوايا الحسنة أن الإعلانات فن وأسلوبها يجب أن يراعي القاعدة المشتركة للشريحة الكبرى في المجتمع، فتقول:" الاعتماد على الإثارة الجنسية في الإعلانات هي الوسيلة الأسهل للفت الانتباه حيث تلجأ لها بعض الشركات التي تغفل قيمنا ومبادئنا بل وتحاول تدميرنا ذلك أننا مع مرور الوقت نعتاد من خلال هذه الإعلانات على مشاهد وتصرفات غير أخلاقية وتصبح تلقائياً أمور مقبولة تمر بنا دون أن نستهجنها".... وتضيف:" لا أدري ماهي الحكمة من ذلك؟! فوسائل الترويج الراقي والأفكار الإبداعية الخلاقة كثيرة وجميلة وبوسعك أن تنجح في إبهار المشاهد والمستمع دون أن تفاجئه بما يخدش حياءه.... أما إذا كانت الشركات ووسائل الإعلام مصرة على عرض هذه الإعلانات فأتمنى على أقل تقدير أن تلتزم بتقديمها في أوقات متأخرة من الليل وبين برامج منتقاة حتى لا يشاهدها الأطفال.... وعن نفسي كأم أمنع أطفالي من مشاهدة التلفزيون خلال أيام الأسبوع وأختار لهم برامج معينة في الإجازات أحرص على أن تكون هادفة ترتقي باهتماماتهم وتوسع مداركهم، وأعترف بأنني أراقبهم رقابة لصيقة وأسعى دائماً إلى إيجاد البدائل لقضاء أوقات فراغهم بوسائل مفيدة ومسلية تساعد على نموهم الذهني والبدني مثل الرياضة والقراءة وحفظ القرآن الكريم".

رولا عبدالمجيد: تلجأ للإثارة السلعة الرخيصة فقط

وتتفق المخرجة والإذاعية السعودية رولا عبد المجيد مع الإعلامية منى أبوسليمان، فتقول:" إذا لم يكن هناك مفر من بث هذه الإعلانات وكان هناك إصرار على اقتباس هذا الأسلوب وفرضه على مجتمعنا فأتمنى أن نقوم بتقليد البلاد المتحضرة في اختيار أوقات عرضها مراعاة للصغار وتقديراً للأسرة، ومع الأسف يكاد الإعلام أن يفقد هيبته ومكانته والقيم الجميلة التي تربينا عليها بخروج بعض وسائله وأدواته من معطف الاحترام لعقلية وطبيعة المشاهد إلى التجرد والابتذال"... وتضيف:" كمخرجة يستحيل أن ألجأ لهذا الأسلوب في إعداد أي مادة مرئية لإدراكي بأن المادة التي تنجح بالإثارة هي مادة أو سلعة رخيصة، أما في عملي الإذاعي لو عرض علي تقديم برنامجا إذاعيا وعلمت أنه ستتخلله إعلانات مخجلة سأعتذر فوراً عن هذا البرنامج كما سأفقد رغبتي في تحفيز الجمهور لمتابعته حتى لا أتسبب في حرج لأحد أفراد الأسرة... ومن جانب آخر أتمنى من كل أسرة أن تحرص على رقابة وتحصين أبنائها من مايحمله لهم الفضاء الإعلامي المفتوح".

مدرسة الإثارة تراجعت في الغرب لتتقدم نحو الشرق

أثارت داليا إدريس المخرجة إبداعية في شركة للدعاية والإعلان حقيقة هامة حول الظاهرة التي أصابت الإعلام العربي، بقولها:" توجد مدرستين للإعلان في الغرب، الأولى تعتمد على أسلوب الإثارة والثانية الفكاهة... وفي الوقت الذي بدأت فيه مدرسة الإثارة تتراجع في أمريكا على سبيل المثال لتحل مكانها مدرسة الفكاهة نجد أن العكس قد حصل لدينا وأصبحت بعض الحملات الدعائية تلجأ إلى هذا الأسلوب المرفوض الذي لا أراه انفتاحاً ولا تطوراً لأنه يتعارض مع ديننا وقيمنا وعاداتنا"... وتضيف:" أسلوب الإثارة ربما يجذب المستهلك ويلفت انتباهه لكن عندما توجه إعلان من هذا النوع لمجتمع يرفضه تكون النتيجة عكسية، وتوجد أمثلة عديدة أثبتت فشل الحملات الدعائية التي تعتمد على أفكار غير مقبولة مثل المعاكسات وغيرها وكانت الشركات تضطر إلى سحب إعلاناتها لاحتواء ردة فعل الجمهور ".

وتصديقاً لقول داليا إدريس كان لـ " عربيات " هذه الجولة، حيث نشر مركز أبحاث MediaAnalyzer نتائج دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أنه بينما نصف الرجال تستهويهم الإعلانات الجنسية نجد أن 10% منهم فقط يرسخ بذاكرتهم المنتج الذي تم الإعلان عنه مقارنة بـ 19،8% يتذكرون المنتج في الإعلانات التي لاتعتمد على الإيحاءات أو المشاهد المثيرة والتي ثبت أنها تؤدي إلى فشل الهدف الرئيسي من الحملة الدعائية حيث يطغى الأسلوب المثير على السلعة التي يجري الترويج لها.... وعلى الجانب النسائي 28% من النساء أبدوا استيائهم من هذا الأسلوب الدعائي وأفادوا بأنهن يتفادين متابعته، و 22% من الشريحة مجدداً لاتتذكر السلعة بعد مشاهدة الإعلان، كما ترى 58% منهن أن لهذه الإعلانات انعكاسات سلبية على المجتمع .

وفي تعليق ملفت أشار ( كونر وايت ) - صحفي متخصص بالموضة في صحيفة نيويورك تايمز - إلى أن بعض الإعلانات التجارية التي توظف المرأة لإخراج مشاهد مثيرة تحولها إلى سلعة وتجردها من كرامتها وإنسانيتها لتصبح هي السلعة بدلاً من منتج الشركة .

وتصدياً لهذه الظاهرة قام موقع americandecency.org بنشر قائمة بأسماء الشركات التي تعتمد في حملاتها الدعائية على إثارة الرجل وامتهان المرأة معتبرين أنها تخالف المعتقدات المسيحية التي جاء بها الإنجيل .  

تفاصيل فضيحة برنامج التحدي لجورج قرداحي
الزواج العرفي يغزو الجامعات
مشاهدة المزيد