ولكم في تجربة العراق أسوةً يا شعب اليمن ..فهل ستتعظون؟
بقلم/ ورده العواضي
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 30 يوماً
الأحد 30 ديسمبر-كانون الأول 2007 02:04 م

مأرب برس – خاص

يقول المفكر الإسلامي عبدا لرحمن الكواكبي رحمة الله عليه أن الشرقي يهتم في شأن ظالمه إلى أن يزول عنه ظلمه، ثم لا يفكر فيمن يخلفه ولا يراقبه، فيقع في الظلم ثانية، فيعيد الكرة ويعود الظلم إلى ما لا نهاية و كأنهم لم يسمعوا بالحكمة النبوية : " لَا يُلْدَغُ الْمَرْءُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ "، ولا بالحكمة القرآنية : ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقينَ ) . أما الغربي إذا أخذ على يد ظالمه فلا يفلته حتى يشلها؛ بل حتى يقطعها ويكوي مقطعها .

ونحن مع الأسف ننتظر فقد حتى يزول الظلم عنا ولهذا نقع دوماً في مظالم بدلاً أن نقطع يد الظالم ونكويها...فكم من قضايا انتهاكية حقوقية في سجلات الر أي العام وكلها لم تنصف ولم يعاقب الظالم فيه....حتى أن المظالم لم تُزل عنا وما زالت في استمرار...

رسالة إلى الرئيس والشعب اليمني

ألان ورغم مرور الشهور على قضية الطفل أزيم الوصابي وظهورها على الرأي العام منذ الشهر الماضي لا يعني إنها قضية تنتهي مع الوقت ...فالجريمة والانتهاك ستظل قائمه طالما أصحابها لم يأخذوا العقاب الذي يستحقونه....ولا ينبغي أن نستكين و أقلامنا تنسى هؤلاء الأطفال ...الطفلة سوسن التي اغتصبت ,وغيرهم وأخرهم الطفل أزيم ذو ال14 عاماً الذي تعرض للتعذيب في احد أقسام الشرطة بعد أن جرد من ملابسة وعرى أمام العساكر بل هدده ضابط القسم أن يرسل له من يغتصب الأطفال ما لم يعترف على نفسه على جريمة سرقة لم يرتكبها....فهذه تحصل في دولتك وحكومتك أيها الرئيس .....فهل عندك شيء تقوله بعد ذلك ...الفقر والجهل تهون أمام الكرامة والعزة....فإذا لم تستطع أن توفر الأمن والأمان لأصغر مواطن والمستضعفين منا ,فما فائدة وجودك على الكرسي وما فائدة وجود حكومتك ودولتك......,إلا الكرامة يا رئيس إلا أطفالنا ......هذا شيء لا يسكت علية ...

وأنتم أيها الشعب اليمني لم يعد ما تخافون من أجله أو تفقدونه,فبعد الفقر والجهل والمرض والغلاء ,أضافتاً إلى ذبح كرامتكم وعزتكم بعد أن أصبح أطفالكم مهددون بالاغتصاب من قبل الشرطة التي هي من المفترض أن تكون في خدمة الشعب.....لابد أن يكون لديكم خط احمر لا تقبلون التعدي علية وهي الكرامة والعزة, فهل انتم مستعدون للقيام أمام هذا النظام وتغييره الذي استباحة كرامة أولادكم بعد كرامة رجالكم ..فهل انتمً فاعلين؟؟؟

ولكم في تجربة العراق أسوةً يا يمن..

كانت العراق بالأمس تحت نظام مستبد نظام الرئيس السابق صدام حسين (رحمة الله عليه رغم كل شيء)...يعيش العراق بلا كرامة ولا عزة بسبب النظام الذي استباح دماء من يعترض أمام طريقة, غير الحوادث مثل اغتصاب البنات من قبل نجله عدي ,فضلاً عن الحروب الذي عاشها الشعب العراقي طيلة سنوات حكم نظامه,تارةً ضد إيران وتارةً إغارة على دولة الكويت وتارةً إبادة الأكراد والشيعة ومعروف أن الإبادة هي جريمة إنسانية ولا أظن أن عاقلاً له ضمير يؤيد هذه الجريمة مهما كانت الأسباب التي اختلقها نظام صدام أمام تلك الجريمة ....ورغم كل هذة الجرائم إلا أن الشعب العراقي خاف المواجهة أمام هذا الظلم وكانت النتيجة حرب مع أمريكا ودخول قوات أمريكية في العراق تحت دعوة الإصلاح ...فالشعب الذي لا يقوم بالإصلاح الذاتي من الداخل سيجد من يتطوع في الإصلاح من الخارج... فمن المسئول عن الحال التي فيها العراق اليوم والاقتتال القائم بين الطوائف ؟ كل هذا بسبب صدام حسين وبسبب شعب العراق ...فلو الشعب العراق وقف يوماً صفاً واحداً أمام نظام صدام واسقطوا حكمه واختاروا رئيسا لهم يبنى لهم وطناً أمانً بلا حروب وبلا استبداد لما وصلوا إلى هذة الحالة التي هم فيها الآن.....ويا ليت نتعظ من تجربة العراق من هذه الزاوية التي يجهل الكثير عنها أو يتجاهل عمداً....بل سار بعض الإخوة في العراق أو غير العراق يبكون على أيام صدام حسين وينادونه بالبطل لأنه أباد الكثير من البشر وتعدى على جيرانه ...بل ويستخدمون من تجربة العراق بعبع يرعب بها كل شعب يريد تغيير نظامه والإصلاح لبلاده... لذا ينبغي علينا أن نتفق أن ما فيه العراق اليوم هي نتيجة طبيعية لكل شعب يرضى الظلم على نفسه...فهل تريدون مصير العراق يا يمن أم ستقومون بالإصلاح الذاتي قبل فوات الأوان...

أما بخصوص خلط الأوراق ببغضها البعض وإعطاء المستبد صفة البطل فهذه نتيجة الاستبداد التي تقع على الشعوب كما قالها المرحوم الكواكبي بأن الاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان لدى الشعوب ويعطي المستبدين صفة العظماء وينظرون إليهم نظرة الإجلال والاحترام لمجرد إنهم أكثروا في قتل الإنسان ,وأسرفوا في تخريب العمران ...""..وهذا ما يحصل بالفعل وهو مشهود للعيان حيث يعطى للقب البطل من يتجبر على شعبه ويبيدهم بينما البطل هو من يقيم العدل ويرفع الظلم عن شعبه لا العكس...فإذا صدام اليوم هو بطل فعلي عبدالله كذلك بطل ,وكلهم سواء ...فهل من فرق..؟

الظلم هو ظلم ليس له جنس ولا دين ولا لون...سواء كان من ابن جلدتك أو من أجنبي....وعقابه واحد وهو محاربته وقطع اواصله ...ومن يقول غير ذلك فهو منافق يستحق أن يقع عليه الظلم ليتذوق طعمه ...

وأما الخوف النابع من الشعوب أمام تغيير النظام والحاكم فهو خوف ناشئ عن جهل لأنه ليس هناك ما يخافون من أجله أو ما يفقدونه ,فقد فقدوا كل شيء ,يقول الكواكبي في هذا الشأن إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوف رعيته من بأسه,لأن خوف المستبد ينشأ عن علمه بأنه سيخسر حياته وسلطانه وكل شيء تحت سماء ملكه ,أما خوف الرعية من بأسه ناشئ عن جهل,فهو خوف عن فقدان لقيمات من النبات وعلى وطن يألفون غيره في أيام وعلى حياة تعيسة فقط .....فأذن فعلى ما الخوف وعلى ما الصبر يا يمن, فلقد رأيتم ما حل بالعراق ..ماذا تنتظرون بعد ...؟

المطلوب عمله....

ينبغي علينا أن نتوحد في آلامنا وهمومنا وأفكارنا وعقولنا لنحقق وحدة الصف من جميع أبناء اليمن بكل انتماءاتها السياسية الطائفية مدنين وعسكريين ....والخلاصة هي أن نشعر بالآم بعضنا البعض ونكون كجسد واحد إن وقع ظلم على عضوا منه اشتكى سائر الجسد ,وان ما حصل للطفل أزيم الوصابي كأنه حصل لكل طفل يمني ,وان ما يحصل في جنوب اليمن كأنه يحصل في شماله وما يحصل في صعده كأنه يحصل في أب وتعز والحديدة وهكذا,,,, فلا بد أن نتجرد من الأنانية والتفكير بالغير فأن لم نشعر بالآم بعضنا وتفرقت صفوفنا فعليها العوض اليمن وادفنوا رؤوسكم في الأرض أو ادفنوا أنفسكم أحياء إذا لم تستطيعوا أن توحدوا من صفوفكم وأقبلوا مزيد من الطغيان من هذا النظام فهذا جزاء المتفرقين....فاليمن بحاجه إلى رجال حقيقيون يوحدون الصف و يعيدون لها عزتها وكرامتها ....فهل منكم رجال؟

تسميات طبائع الاستبداد من الكواكبي

قد اتبع الاستبداد على تسمية النصح فضولاً، والغيرة عداوة، والشهامة عتواً وشراسة، والإنسانية حماقة، والرحمة مرضاً والنفاق سياسة، والنذالة دماثة، والدناءة لطفاً، وترك الحقوق سماحة، وقبول الإهانة تواضعاً، والرضا بالظلم طاعة، وحرية القول وقاحة"...

Miss44warda@yahoo.com

 

 

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
قحطان الشعبي … قائد معركة الاستقلال
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د.مروان الغفوري
الحرب الدائرة في حلب
د.مروان الغفوري
كتابات
أحمد عايضما بعد الشيخ!
أحمد عايض
مساعد الموسايومات كبيرا
مساعد الموساي
مشاهدة المزيد