ماذا يريد الناس من علي عبدالله صالح
بقلم/ صحفي/محمد الخامري
نشر منذ: 18 سنة و شهر و 17 يوماً
الأربعاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2006 02:58 ص

" مأرب برس – خاص "

·  بينما كنت اقرأ في القران الكريم استوقفتني آية كريمة كنت أقرؤها يوميا لكنها لم تشدني إليها قط كما فعلت اليوم .. الآية هي آخر سورة قريش "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من ج ُ وع وآمنهم من خوف" وفيها يبرر الله جل وعلا حكمته عندما طلب من عباده الذين خلقهم لعبادته فقط ، حينما قال في سورة الذاريات "وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون .. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون .. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" وتبريره هذه العبادة والخضوع له بالطاعة بأنه "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" .. ولاحظت أن الله جل وعلا قرن عبادته في اغلب الآيات القرآنية بالطعام والرزق والأمن كما في هاتين السورتين "قريش والذاريات" وقياساً عليه فان المطلب الأساسي للبشرية جمعاء هو الأمن والطعام وبما أن اليمنيين هم من عباد الله ومن هذه البشرية فاعتقد جازما أن مطلب اليمنيين هو الأمن الغذائي والنفسي فهل سيعمل الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بعد إعادة انتخابه على مكافأة هذا الشعب وتوفير الأمن له.

هل يحق لنا أن نحلم كيمنيين بيمن جديد تكون فيه الأسعار في متناول الجميع ويستطيع الإنسان بمرتبه الذي يتقاضاه آخر الشهر أن يعول أسرته كما هو الحال في كل بلاد الله .. هل نستطيع أن نحلم بيمن جديد خال من الابتزاز والرشوة والعنجهية وأصحاب النفوذ الذين يخربون علينا معائشنا ويرعبون أبنائنا وينتهكون أمننا النفسي بطيشهم وعنجهيتهم وسياراتهم المدججة بالأسلحة والمسلحين.

·  هل يحق لنا أن ننعم براحة البال والهدوء النفسي دون منغصات في ملاحقة الأسعار ومتابعة النشرات الاقتصادية لسعر الدولار الذي كلما ارتفع سعره ارتفع ضغطنا في عملية تزامنية عجيبة لان حياتنا مربوطة به نتيجة ملاحقة التجار له أولا بأول وتغيير أسعارهم تبعا له.

كما أنني أتساءل هل صحيح أن الرئيس علي عبد الله صالح سيترك التجار خلال الفترة القادمة دون حساب أو عقاب كمكافأة لهم لكي يستعيدوا ما صرفوه خلال الانتخابات .. هذه الإشاعة انتشرت كثيرا في الشارع وتداولها الناس بشكل كبير وخوف اكبر ولست ادري مدى صحتها لكنها كارثة إن كان فيها 10% فقط من الصحة إذ أن الله سبحانه وتعالى لا يجمع بين عسرين فكيف سيجمع الرئيس بينهما "قلة المرتب وغلاء الأسعار".

·  هل تكفي الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير .. قطعا لا تكفي ولا نريدها إذا لم نجد ما نأكله .. ماذا افعل بالديمقراطية وولدي لا يجد الحليب .. ماذا تجدي الحرية وأنا جائع .. ما افعل بحرية الرأي وبطني خاوية .. إن حرية الرأي ترف بعد إشباع البطون .. وليست بديلا عن الشبع أو الحياة الكريمة التي لا تأتي إلا بعد أن تكون مكتف أنت وأسرتك ومن ثم تفكر بحرية الرأي والتعبير للمطالبة بالمزيد من الرفاهية والنظم والقوانين الثانوية وليست الأساسية في حياتنا.

قد يقول قائل إنني بهذا أقف مع المعارضة ضد الرئيس علي عبدالله صالح .. لا وألف لا لان المعارضة إلى هذه اللحظة لم تعرف واجبها ولم تعرف خطابها ولم تحدد مالذي تريده .. المعارضة في اليمن ليست أكثر من لاعب سياسي يناور ويحاور لكسب المصالح السياسية والمادية فقط.

·  لم نسمع إلى اليوم بان معارضا أو قياديا في احد الأحزاب السياسية طالب بتامين لقمة الخبز للفقراء ..

لم نقر أ في أي برنامج لأحزاب المعارضة وما أكثرها في اليمن "أكثر من 20 حزباً" انه سيعمل على الاهتمام برغيف الخبز والتنمية المجتمعية وتوفير الدواء والكساء والمأكل والملبس بأسعار مناسبة .. إلى هذه اللحظة لم تعرف المعارضة اليمنية هدفها الحقيقي الذي يمكن ان يجعل لها رصيدا شعبياً يسمح لها باقتحام الانتخابات القادمة وتحقيق أفضل النتائج سواء البرلمانية بعد اقل من ثلاث سنوات او المحلية والرئاسية القادمة بعد سبع سنوات ان شاء الله.

·  المعارضة اليمنية وخصوصا اللقاء المشترك الذي ي ُ عتبر المعارضة الايجابية الفاعلة في اليمن والمشكلة من خمسة أحزاب مختلفة ايدولوجياً ويجمعها العداء لشخص الرئيس علي عبدالله صالح .. هذه المعارضة اعتمدت في شعبيتها خلال الفترة الماضية على الايدولوجيات السياسية المتبقية من أيام العز الشيوعي عندما كانت الاشتراكية تقرح قريح من الاتحاد السوفيتي وجنوب اليمن قبل الوحدة وهذا بالنسبة للحزب الاشتراكي الذي يعد ثاني اكبر أحزاب اللقاء المشترك اما الحزب الأكبر في هذا الائتلاف وهو حزب الإصلاح فقد اعتمد على الايدولوجية الدينية ودغدغة عواطف الشعب بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وبعض خطباء المساجد الذين لا تزال لهم بعض القداسة في المجتمع اليمني الذي تغلب عليه الأمية بشكل كبير جدا خصوصا بين النساء اللاتي يمثلن 70% من الناخب اليمني وذلك من خلال ترشيح أولئك الخطباء للمجالس المحلية على غرار الأحزاب الإسلامية التي بدأت بهذه الخطوة كتركيا العلمانية مثلاً التي نجحت فيها هذه التجربة عكس اليمن الذي انشغل بالرئاسية ومقارعة صالح وإسقاطه سلما او بثورة شعبية على حساب أولئك الخطباء.

لذلك وفي ختام مقالي هذا الذي أدعو فيه الرئيس علي عبدالله صالح إلى تدبر سورة قريش والعمل على تحقيق الأمن المعيشي والنفسي فإنني أطالب أحزاب المعارضة اليمنية وخصُوصا حزب الإصلاح الإسلامي إلى دراسة أوجه القصور التي جعلت تجربة أئمة وخطباء المساجد تنجح في مجتمع متعلم ومتغرب وغير عربي كتركيا وتفشل في بلد الإيمان والحكمة واصل العروبة .. آمل ذلك.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
أين أنتم من التحولات الإقليمية؟
سيف الحاضري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
مصطفى راجح
أبو بكر سالم.. فنان لا ينضب
مصطفى راجح
كتابات
مرحلة الانتقام السياسي
على الصراري
رئيس قلق رغم فوزة الأنتخابي
ماذا لو مات الرئيس ؟
لطفي شطارة
كاتب/رداد السلاميإلى من علمنا المقاومة بالأجساد
كاتب/رداد السلامي
أحمد غرابقراءة في شخصية علي عبدالله صالح
أحمد غراب
مشاهدة المزيد